إِحْمِلْ سِلاحَكَ


إِحملْ سِلاحَكَ وانطلِقْ نَحوَ القَدَرْ
مَا عَادَ يَحتاجُ الجِهادُ إِلى نَظَرْ
دَعْ عَنْكَ أُغنيةَ الوفاءِ فَإِنَّنِي
أَحببتُ شَهماً يَعتلِي خَيلَ الظَّفَرْ
أَنَا حُبُّكَ المَجْنُونُ يا نَبْعَ الهَوى
أنَا صَيفُكَ المُشْتَاقُ يا بَردَ المَطَرْ
أنَا وَردَةُ البُستانِ يا قَطْرَ النَّدَى
أنَا سُلَّمُ الأنغامِ يا عَزْفَ الوَتَرْ
أنَا زَوجةٌ مَلَأَ الحَنَانُ كَيَانَهَا
تَهواكَ لا تَهوى سِوَاكَ مِنَ البَشَرْ
صَدري لِشَكواكَ المِهَادُ إذا انكوى
فِي صَدرِكَ الحُزْنُ المُلَبَّدُ بِالكَدَرْ
لَكِنَّ شَكْوَى النَّائِحَاتِ بِشَامِنَا
وَصُراخُ أَرمَلَةٍ تُنَادِي مَنْ نَصَرْ
و الحُرَّةُ العَذْرَاءُ دَنَّسَ طُهْرَهَا
كَلْبُ النُصَيْرِيِّ المُشَيَّعِ بِالقَذَرْ
وَالقُدسُ تَبْكِي والمَآذنُ تَشْتَكِي
فِي المَسجِدِ الأقصى مَعَالِمُ منْ كَفَرْ
وَنَحِيبُ أَيتامِ العِراقِ وَدمعُهُم
شَغَلتْ لَيَالي العَاشِقِينَ عَنِ السَّمَرْ
إِحمِلْ سِلاحَكَ وانطَلِقْ نَحوَ العُلَا
دَارُ الزَّخَارِفِ لَنْ يَظَلَّ لَهَا أَثَرْ
أَتُرِيدُ جَنَّاتِ الخُلودِ وَلَمْ تَزَلْ
تَحْيَا بِدُنْيَا القَاعِدِينَ إِلى الخَوَرْ؟
دَارٌ نِهَايتُهَا الفَنَاءُ رَخِيصَةٌ
دَرْبُ المُرورِ فَخُذْ بَلَاغَاً لِلسَّفَرْ
مَنْ كَانَ يرجوا أَنْ يُسَلَّمَ آمِنَاً
فِيها كَمَنْ يَرجُو الشَّرابَ مِنَ الشَّرَرْ !
أَوْ كَان يرجوا أَنْ يَعِيشَ مُخَلَّدَاً
فالموتُ يَأتِي لِلمُلفَّعِ بِالحَذَرْ
أَحَبِيْبُ إِنِّي فِي الفراقِ تَحَجّرتْ
مِنِّي دُمُوعُ الحُزنِ وانهمرت أُخَر
فَعَجِلْتُ للهِ العظيمِ سألتُهُ
وَرَفَعْتُ كَفًّاً ضَارِعَاً وقْتَ السَّحَرْ
أنْ نَلتَقِي فِي القُدسِ يَهتِفُ جَيشُنا
هَذا صَلاحُ الدِّينِ أقبَلَ يا عُمَر
إِرحَلْ فَدَيْتُكَ يَا حَبِيْبُ بِمُهْجَتِي
وَفَدَيْتُكَ القَلْبَ المُتَيَّمَ وَالنَّظَرْ
إِنِّي وَهَبْتُكَ لِلْحَيَاةِ فَهَلْ تَرَى
أَنِّي أُسَلِمُ مَنْ أُحِبُّ إِلَى الخَطَرْ؟
سِرْ يَا حَبِيْبِي فِي طَرِيقِكَ وَاثِقَاً
قَدْ صَحَّ عَنْ خَيرِ البَرِيَّةِ فِي الخَبَرْ
مَن يَرْتَضِي حَرثَ الحَيَاةِ وَزَرْعَهَا
وَيَشُدُّ أَذْنَابَ التجارةِ وَالبَقَرْ
سَيَظَلُّ فِي ذُلِّ الشَّقاءِ مُكَبَّلَاً
وَيَعِيشُ عَبْدَاً لِلمَلَذَّةِ والوَطَرْ
إِنِّي أُرِيْدُكَ شَافِعَاً لِخَطِيْئَتِي
يَا حُبِّيَ المَكْنُونُ يَا وَجْهَ القَمَرْ
إِنَّ الجِهَادَ سَنَامُ دِيْنِكَ فَاعْتَلِي
فَوقَ الجِبَالِ وَدَعْكَ مِنْ عَيشِ الحُفَرْ
إِحْمِلْ سِلَاحَكَ لا تُبَالي بِالرَّدَى
وَامشِي عَلَى جَمْرِ الوُصُولِ إِلى الدُّرَرْ
إِمَّا الشَّهَادةُ لِلفَلَاحِ بِجَنَّةٍ
فِي دَارِ خُلْدٍ أَو يَكُونُ لَكَ الظَّفَرْ