الشعر والزندقة


الشَّكُّ يَنْحَتُ نَبْضَهُ وأدِيمَهْ
مُذْ كَانَ إكْسِيرُ اليَقينِ مَشِيمَةْ
يا أمَّ يَعْرُبَ تِلْكَ أوُّلُ آيَةٍ
ألْقِيهِ في يَمٍّ لِيُصْبِحَ قِيْمَةْ
مَازَالَ حَلْقُ الغَيْبِ بِكْرًا كُلَّما
جَفَّتْ دُمَى الأحْلامِ أنْجَبَ دِيِمَةْ
ولربُّما يُدْعَى لِمْحْرَابِ المُنَى
مَنْ خَاضَ نَافِلَةً بلا تَسْلِيمَةْ
هذا الفَتَى المُخْتَارُ آخِرُ صَيْحَةٍ
للنَّائمينَ على شفا التَّرْنِيَمةْ
في صَدْرِهِ رِيحٌ وفي فَمِهِ رَحى
وعَصاهُ تَطْهو للمَصيرِ ولِيمَةْ
عَيْنَانِ في رِئةِ الطَّريقِ عَليهما
أنْفَاسُ نَاصِيَةِ القِطارِ قَدِيَمَةْ
ما اجْتَزْتُ إلا ضَوءَ نَاشِئَةِ الأسى
لِتَكونَ عَاقِبَةُ الظَّلامِ وخَيمَةْ!
فَكَأنَّ بَوْصَلَةً تَشُدُّ إزَارَها
والأرْضُ عَارِيَةُ الجِهَاتِ أثِيمَةْ
قُدَّتْ دَواةُ المِلْحِ في جَرْحِ الرُّؤى
فَتَخِذْتُ مِنْ وَجَعِ السَّماءِ تَمِيَمَةْ
شَيَّدْتُ مِئْذَنَةَ الجِيَاعِ -قَصائدي-
والصَّمْتُ يمْضَغُ في العيونِ هَشِيَمَهْ
أوْقَفْتُ للغُرَبَاءِ أنْفَاسي التي
صَبَّتْ على جَسَدِ الخَواءِ رَمِيمَهْ
يا سِدْرَةَ المِيعادِ أيْنَ لِقَاؤنا؟
في الطُّورِ,فاخْلَعْ...هَلْ أكُونُ كَلِيْمَهْ؟!
ما تِلْكَ؟-واهْتَزَّتْ-يَمِينُ قَرِيحَتي
شَتَّانَ بينَ عَمِيقَةٍ وعَقيمَةْ!
قِيثارةٌ حُبْلى ومَهْدٌ واجِمٌ
وَمَقَابِرٌ جَذْلَى وَصَوتُ يَتِيمَةْ
آمَنْتُ بالرُّجْعَى إلى الوَطَنِ الأنا
فَكأنَّني نَجْمٌ يَمُصُّ سَدِيَمَهْ
لا تُقْيَةً بَدَمِ الحُسَينِ لمِنْبَرٍ
أوْهَتْهُ أُخْيِلَةُ الصَّلاةِ لَطِيمَةْ!
ثوري جِرَاحَ التِّينِ إنَّ حَمَامَةً
قُتِلَتْ وتأبينُ الحَمَامِ جَرِيمَةْ!
شَاخَتْ يَدُ الجَلَّادِ فَوقَ رِقَابِنَا
وكفوفُنا الحَرَّى تَصيحُ كَظِيمَةْ
أمْ جَاءَكَ النَّبَأُ العَظيمُ عَنِ التي,
كَانَتْ على رغمِ الحِصارِ عَظِيمَةْ!
شُهَدَاءُ مِنْ أجْلِ الحَياةِ سَنَرْتَقِي
نَحْوَ السَّماءِ بعِزَّةٍ وعَزِيَمَةْ
وبَقِيَّةٌ مِما نَقَشْتُ على النَّدى
لَحْنًا خَرِيفيًّا يُذِيبُ صَمِيَمَهْ
مابينَ ليلِ الشَّامِ والفَجْرِ الذي
يَجْتَاحُ قَافيتي دُعَاءُ سَقِيمَةْ
أنَا ما اقْتَرَفْتُ الشِعْرَ إلا مُنْذِرًا
ومُبَشِّرًا بالنَّصْرِ كُلَّ كَرِيمَةْ
للرَّكْعَةِ الكُبْرَى أذَانٌ واحِدٌ
لَبَّيَكَ ياوَطَنًا عَشِقْتُ جَحِيمَهْ
سَنَعودُ مِنْ حيثُ النِّداءُ يَشُدُّنا
عَرَبًا فَخارِطَةُ الطَّريقِ زَنيمَةْ
لَنْ يَرْدِمَ الزَّيْتونُ فَوهَةَ مِدْفعٍ
فالسِّلْمُ في زَمَنِ الحُروبِ هَزِيمَةْ!