أحدث المشاركات
صفحة 4 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 57

الموضوع: صفحة نعيمة سوالم-القصة

  1. #31
    الصورة الرمزية أحمد رامي مسؤول عام المدرسة الأدبية
    عضو اللجنة الإدارية
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Apr 2011
    الدولة : بين أفنان الشعر
    المشاركات : 6,190
    المواضيع : 45
    الردود : 6190
    المعدل اليومي : 1.30

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نعيمة سوالم مشاهدة المشاركة

    مٍن ذٍكريات الطّفولة


    كنُّا نحن الأطفال نلعب في الرّحبة ( السّاحة) لُعبةَ غُمّيضةٍ. و كانت زوجةُ خالي و بعضُ النِّسوة في زاويّة يقمن ببعض الأشغال اليدويّة من تطريز و خياطة.
    فجأة جذَبتني إليها بِرفق و أجلستني بجانبها،و قالت لي" انظري هُناك" .
    لمّا نظرت إلى حيثُ أشارت بأُصبعها، شعرتُ بِوخزٍ في آُذني اليُمنى، ثم آخر في أُذني اليُسرى. ابتسمتْ لي ضاحكةً و قالت:" اُنظري إلى المرآة "، فرأيت أذنيّ مزيّنتيْن بخيْطٍ أحمرَ على شكل حلقة.
    أعجبني شكلي كثيرا فنسيتُ بذلك الألم الذي أحدثه غرزُ الإبرة.
    تابعتُ لعِبي مع أترابي الّذين كانوا غير مُدركين ما يجري.فاللّعٍب سحبهم إلى دنياهم الخاصّة.
    أمّا أنا و بناءً على ما جرى لي، صِرتُ حذرةً، ففي كلّ لحظة ألتفتُ. وأختلس بعضَ النظراتِ نحو زوجة خالي و أراقبها. و هي تتظاهر بالخياطة، ثمّ تغمس خلسةً أصابعَها في صحن الحناء الذي وضعته تحت ثيابها، و ما إن تمرُّ طِفلةٌ بجانبها حتى تقوم بنفس الشّيء الذي فعلته معي.


    أحسنت
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    يمكنك نشرها ..
    ذو العقل يشقى في النعيم بعقله .... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

  2. #32
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Nov 2014
    المشاركات : 52
    المواضيع : 6
    الردود : 52
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد رامي مشاهدة المشاركة
    أحسنت
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    يمكنك نشرها ..

    جزاك الله خيرا استاذي على تشجيعك
    اذكرك بالتمرين

  3. #33
    الصورة الرمزية أحمد رامي مسؤول عام المدرسة الأدبية
    عضو اللجنة الإدارية
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Apr 2011
    الدولة : بين أفنان الشعر
    المشاركات : 6,190
    المواضيع : 45
    الردود : 6190
    المعدل اليومي : 1.30

    افتراضي

    دعتك صديقتك لحضور حفل زفافها , صفي مشاهداتك من خلال إحساسك .

  4. #34
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Nov 2014
    المشاركات : 52
    المواضيع : 6
    الردود : 52
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي حغل زفاف صديقتي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد رامي مشاهدة المشاركة
    دعتك صديقتك لحضور حفل زفافها , صفي مشاهداتك من خلال إحساسك .
    حغل زفاف صديقتي
    دعتني صديقتي لِحُضور حفل زِفافها، و طلبت مِنّي مُرافقتَها إِلى الحمّام التقليديّ مع بعض قريباتها صباح يومِ الجُمُعة.
    مرّت طُقوسُ الحمّام في أجواءٍ جميلةٍ، أُحيطت فيها العروسُ بالشُّموع المُضيئة و رائحةُ الحِنّاء المُتنسِّمة بِأعشاب مُتميِّزةٍ تفوح في أرجاء المكان.
    عِند عودتنا إلى البيت استقبلتنا والدتُها و قريباتُها بالصّلاة على رسول الله و الزّغاريد و قدّمت للعروس التّمرَ و الحليبَ.
    في المساء، و بعد صلاة العصر، كان الاحتفالُ بِنقش الحنّاء. و كانت المدعواتُ من بنات العائلة و الجيران و بعض الصّديقات. و قد حضَرت العروس من عند المُزيِّنة و هي تضع لمسةً خفيفةً من المساحيق و تسريحةً عاديةً. و قد أُلبِست القُفطانَ الأخضرَ الخاصِّ بهذه المناسبة. و في هذه الأثناء
    قامت المُزيِّنةُ بتحضير عِدّتها للحنّاء المُكوّنة من البيض النيّئ و الشُّموع
    و الحليب و قالب من السُّكّر. وقد تمَّ تحضيرُ الجلسة الخاصّة بالحنّاء بنفس لون القُفطان. ثمَّ أُجْلست العروسُ لتتهيّأ لتزيين يديها و رِجليها. و قد عمّت أرجاءُ البيت أغاني خاصّةٌ بالحنّاء تتخلّلها الزّغاريدُ. ثم قامت جدّتها تُنشد موّالا بِصوت حزين عن العروس و فِراقها لأهلها. فكانت لحظاتٌ امتزجت فيها العديدُ من الأحاسيس النبيلة والجميلة. لم تستطع العروس إمساك دموعها و كذلك والدتُها. و قد تقاسمت معهما الحاضرات نفس المشاعر.
    بعد الانتهاء من وضع الحِنّاء للعروس، قامت الفتياتُ بالتّناوب عل المُزَيِّنة لتزْيين أيديهن أو على الأقل بعضَ أصابعهن من باب" الفأل الحسن" بقدوم عريس إليهن.
    وصل أهلُ العريس بموكب الهدايا، فقد كانت عائلةُ العروس تترقب مجيئَهم مُنذ ساعات. و كانت أهم مُكونات الهدايا: ملابسٌ جديدةٌ مُتَنوعةٌ، أكياسُ الحِنّاء، الذهبُ والمُجوهراتُ، و كذلك الفواكهُ الجافةِ و تمرٌ وقوالبُ سُكّر و باقةُ ورود و عجلٌ سمينٌ. و ترافِقُهم فِرقةٌ موسيقيةٌ شعبيةٌ. فكانت لحظةٌ مُؤثِّرةٌ ارتفع فيها الإيقاعُ مُختلطا بالزّغاريد.
    عُرِضت الهدايا وسَط فناء الدّار بطريقة مُرتبة و أنيقة، وتجَمّعت حولها المدعوات و هُنّ يتفحّصنها. وقد كُنت أسمع تعليقاتهنّ حول طريقة الخياطة ونوع الأثواب وثمنها. كما لاحَظت امتعاضَ بعضهن حسدا. و لكنَّ ذلك كان وقعه على أُمّ العروس فرَحا.
    انتهت أجواء عرض الهدايا و رُحّب بأهل العريس، و قُدِّم لهُم الشّايَ و الحلَويات المُختلفة. بينما جلس العريس بجلبابه الأبيض بجانب عروسه، و أُخِذت لهُما بعض الصُّوَر. و بعد تناول العشاء، ذهب كُلُّ واحد إلى حال سبيله. ليُضرَب لقاء في اليوم المُوالي (يوم السبت)، و هو يومُ الفرَح و ليلةُ العُمر.
    عند مدخل القاعة التي نُصِبت أمام منزل أهل العروس، وُضِعت مائدة و عليها صحنٌ كبيرٌ من التّمر الجيِّد و كُؤوسٌ من الحليب البارد. فكانت هذه لمسةُ ترحيب قبل الدُّخول. بدأت المدعوات تتوافد فُرادى و جماعات. وامتلأت الموائد عن آخِرها. وصدَح المكان بالضّجيج و الصّخَب بسبب كِلمات الترحيب بين الناس. حيث كانت فُرصة لالتقاء الأحبة و الأقارب بعد غِياب وسط زحمة الحياة.
    أخَذت مكاني بين مجموعة لا أعرفها، فانا غريبة و لست سوى صديقة. ثم بعد حين، دخلت الفِرقة الإنشادية، و هي مجموعة من الفتيات.فكانت كُل واحدة تضع يدها على كتف الأخرى التي أمامها. و في مُقَدّمتهن سيِّدة أرشدتهنَّ إلى المكان المَُخَصّص لهُّنَّ. في هذه الأثناء تعالت همهماتٌ و همساتٌ. و بدَت على الوُجوه استفسارات و استغراب، سُرعان ما تلاشت. ثُم خيَّم صمت مع بِداية التِّلاوة القُرآنية بصوت جميل لفتاة تتقدم الفِرقة، وتضع نضّارةً سوداءَ على عينيها. بعد ها بدأت رفيقاتُها بإنشاد أغاني في غاية الروعة. ثم تعالت أصواتهن بمجيء العروس و هي مُحمّلةٌ في مقصورة على أكتاف مجموعة من البنات و تتبعهن المُزيِِّنة ومُعاوناتها وهُنَّ يُصلّين على رسول الله و يُزَغردن. طُفن بها عِدّة مرّات ثم جلست في مكانها المُخصَّص لها.
    استمرَّ الاحتفالُ ليلةً بكاملها، تنَوَّعت فيه المأكولاتُ و الحلَوياتُ و المشروباتُ، كما تنَوَّعت ملابسُ العروس، و تنَوَّعت كذلك تعليقاتُ المدعوّات. و قبل بُزوغ بوادر الصّباح بسويعات، دخل العريس مع عروسه بأخِر حُلَّةٍ كُلها بيضاء. احمرَّ وجهه خجَلا كونه الرجُلُ الوحيدُ بين الموجودات. جلسا في مكانهما الخاص. ثُم أقيمت طُقوس تلبيس الخواتم و تبادل أكل التمر وشُرب الحليب. و بعد ذلك قاما بجولة ترحيب بين الموائد للحاضرات.
    و أخيرا ودّعانا. وخرجا مع أُغنية حزينة لألم الفِراق. وقفت أراقب صديقتي العروس و هي تبتعد ويكبر معها إحساسي الداخلي بتباعد المسافة بين عالمي و عالمها الجديد.










  5. #35
    الصورة الرمزية أحمد رامي مسؤول عام المدرسة الأدبية
    عضو اللجنة الإدارية
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Apr 2011
    الدولة : بين أفنان الشعر
    المشاركات : 6,190
    المواضيع : 45
    الردود : 6190
    المعدل اليومي : 1.30

    افتراضي

    هذه تصلح لزاوية في صحيفة ,
    لقد طلبت إليك أن تصفي حفل الزفاف من خلال إحساسك لا أن تقدمي لي تفريرا عما حدث في يومي الفرح ..
    إدخال الإحساس مثل :
    فكانت لحظةٌ مُؤثِّرةٌ

    و مثل :
    { كما لاحَظت امتعاضَ بعضهن حسدا. و لكنَّ ذلك كان وقعه على أُمّ العروس فرَحا. }

    و مثل :
    { وقفت أراقب صديقتي العروس و هي تبتعد ويكبر معها إحساسي الداخلي بتباعد المسافة بين عالمي و عالمها الجديد. }


    أي أني أدخل إحساسي في إعطاء النص أبعادا من تشكيل شعوري الذاتي :

    رأيت أعمى يسيرو هو ممسكا عصاه يتلمس بها طريقه , و كأنه يبحث عن شيء فقده ,
    هذه الجملة من تأليق إحساسك الذي تخيل الأعمى و كأنه يبحث عن شيء فقده . ..
    أو : و أنا أشاهد المزينة ترسم الحناء على يدي العروس أخذتني الذكرى إلى يوم حنائي الذي ...........
    أو : و أنا أشاهد المزينة ترسم الحناء على يدي العروس , التي كانت تنظر نظر مودع لأهله اقتربت ساعة سفره

    هل وصلت الفكرة عزيزتي , إن وضع الإحساس في نص يخرجة من حالة ( تقرير ) إلى حالة ( نص أدبي )

    أنتظرك ..
    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد رامي ; 01-05-2015 الساعة 12:57 AM

  6. #36
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Nov 2014
    المشاركات : 52
    المواضيع : 6
    الردود : 52
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    نعم وصلت الفكرة و ساصحح خطئي
    احتراماتي استاذي

  7. #37
  8. #38
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Nov 2014
    المشاركات : 52
    المواضيع : 6
    الردود : 52
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    الفرح

    ارتسمت ابتسامة عريضة على وجه العروس و هي تستقبلني. كانت لا تسعها الأرض و لا السماء من السعادة، تطير كالفراشة من مكان لأخر و إن كان يشوبها بعض التوتر والخوف و ربما الارتباك.
    بدأت الاستعدادات للذّهاب إلى الحمّام التقليديّ و الحماس يملأ كلّ كياني لأنني سأكون بجانب صديقتي من أول طقوس زفافها. فقد كان ذلك حلمي منذ زمن. كانت العروس هناك و هي محاطة بالشّموع و البنات تدور حولها بالدفوف. كأنها بدر في سماء بنجوم متلألئة. وعند عودتنا استُقْبِلت بالتمر و الحليب كضيف عزيز أتى من بعيد.
    ما أن حلّ المساء حتى بدأت مراسيم الحناء. تمنيت لو كنت مكانها. الكل مهتم بها. عملوا ما في وسعهم لتكون في أجمل حلة. كانت محور كل شيء. سلطانة يومها، تأمر و يلبّى طلبها. العيون عليها بالخير و بالشر. و لن يخيب ظنّي إن قلت أنها أمنية كل فتاة حاضرة.
    يا لروعة الموقف عروس تتصدر الغرفة في مجلسها البهيٍّ و المزينة ترسم أشكالا بالحناء على يديها و رجليها و هي تنظر إليها نظرات غير مصدق.
    في هذه الأثناء، حضر أهل العريس بموكب الهدايا، فكانت لحظةٌ مُؤثِّرةٌ، ارتفع فيها الإيقاعُ مُختلطا بالزّغاريد.
    التقت العائلتان، تقاربت الأجساد و تباعدت النُّفوس، أهل العريس يفتخرون بعطاياهم و أهل العروس يبحثون عن النقائص و في نفس الوقت يتباهون بها أمام الأقارب و الجيران.
    عُرِضت الهدايا وسَط فناء الدّار بطريقة مُرتبة و أنيقة، وتجَمّعن حولها المدعوات و هُنّ يتفحّصنها. وقد كُنت أسمع تعليقاتهنّ حول طريقة الخياطة ونوع الأثواب وثمنها. كما لاحَظت امتعاضَ بعضهن حسدا. و لكنَّ ذلك كان وقعه على أُمّ العروس فرَحا.
    هاهي العروس في ليلتها الكبرى تتربع عرشها و هي محمولة في مقصورتها. تلوح بيديها و تلقي إلى الحاضرات نظرات خاطفة بابتسامة عريضة تخفي بين طياتها الكثير من الدلالات.
    و إنا اتبع مراسيم الحفل، سافرت بخيالي إلى جزيرة الأحلام. هناك تراقصت الكلمات داخل دماغي و ترابطت فيما بينها و كونت جمل من الاستفسارات عن ماهية شعورها في تلك اللحظات.
    استرجعت بذاكرتي حفلات سابقة كانت العرائس في نفس موقفها كأن فرح العمر كله اجتمع في ذلك اليوم فلا يبقين منه إلا بعض البقايا للأيام الآتية.
    كأنهن يُخفين وراءه خوفهن من الحياة المقبلة. أو يتخدّرن بٍه لنسيان ألم الفراق لأهلهن.
    استيقظت من أحلامي التي أخذتني بعيدا على وقع ارتفاع إيقاع الأهازيج بدخول العروس و بجانبها العريس و كأنّ وجهه مُحمرا من شدة الخجل فهو الرجل الوحيد في قاعة مليئة بالنساء.
    شرَدت بيَ خواطري حينها إلى واقعة حصلت أيام طفولتي حيث سكب العريس كوب الحليب على ثيابه. فقد كانت يده ترتجف من شدة الارتباك أمام عيون مُؤنّثة مسلطة عليه. لكن بطلنا هذا حافظ على هدوءه و مرت طُقوس تلبيس الخواتم في سلام.
    و أخيرا ودّعانا. وخرجا مع أُغنية حزينة اعتصرت من الأفئدة ما تبقى من آلام الفِراق. فوقفت أراقب صديقتي العروس و هي تبتعد ويكبر معها إحساسي الداخلي بتباعد المسافة بين عالمي و عالمها الجديد.



  9. #39
    الصورة الرمزية أحمد رامي مسؤول عام المدرسة الأدبية
    عضو اللجنة الإدارية
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Apr 2011
    الدولة : بين أفنان الشعر
    المشاركات : 6,190
    المواضيع : 45
    الردود : 6190
    المعدل اليومي : 1.30

    افتراضي

    هناك تراقصت الكلمات داخل دماغي و ترابطت فيما بينها و كونت جملةً من الاستفسارات عن ماهية شعورها في تلك اللحظات.


    هذه هي الكتابة الأدبية , أحسنت أحسنت , يمكنك نشرها بعد تعديل الكلمة ..

    ترقبي تمرينا آخر .

  10. #40
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Nov 2014
    المشاركات : 52
    المواضيع : 6
    الردود : 52
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    لك الشكر و التقدير استاذ الكريم احمد رامي لمتابعتي



    الفرَح
    ارتسمت ابتسامة عريضة على وجه العروس و هي تستقبلني. كانت لا تسعها الأرض و لا السماء من السعادة، تطير كالفراشة من مكان لأخر و إن كان يشوبها بعض التوتر والخوف و ربما الارتباك.
    بدأت الاستعدادات للذّهاب إلى الحمّام التقليديّ و الحماس يملأ كلّ كياني لأنني سأكون بجانب صديقتي من أول طقوس زفافها. فقد كان ذلك حلمي منذ زمن. كانت العروس هناك و هي محاطة بالشّموع و البنات تدور حولها بالدفوف. كأنها بدر في سماء بنجوم متلألئة. وعند عودتنا استُقْبِلت بالتمر و الحليب كضيف عزيز أتى من بعيد.
    ما أن حلّ المساء حتى بدأت مراسيم الحناء. تمنيت لو كنت مكانها. الكل مهتم بها. عملوا ما في وسعهم لتكون في أجمل حلة. كانت محور كل شيء. سلطانة يومها، تأمر و يلبّى طلبها. العيون عليها بالخير و بالشر. و لن يخيب ظنّي إن قلت أنها أمنية كل فتاة حاضرة.
    يا لروعة الموقف عروس تتصدر الغرفة في مجلسها البهيٍّ و المزينة ترسم أشكالا بالحناء على يديها و رجليها و هي تنظر إليها نظرات غير مصدق.
    في هذه الأثناء، حضر أهل العريس بموكب الهدايا، فكانت لحظةٌ مُؤثِّرةٌ، ارتفع فيها الإيقاعُ مُختلطا بالزّغاريد.
    التقت العائلتان، تقاربت الأجساد و تباعدت النُّفوس، أهل العريس يفتخرون بعطاياهم و أهل العروس يبحثون عن النقائص و في نفس الوقت يتباهون بها أمام الأقارب و الجيران.
    عُرِضت الهدايا وسَط فناء الدّار بطريقة مُرتبة و أنيقة، وتجَمّعن حولها المدعوات و هُنّ يتفحّصنها. وقد كُنت أسمع تعليقاتهنّ حول طريقة الخياطة ونوع الأثواب وثمنها. كما لاحَظت امتعاضَ بعضهن حسدا. و لكنَّ ذلك كان وقعه على أُمّ العروس فرَحا.
    هاهي العروس في ليلتها الكبرى تتربع عرشها و هي محمولة في مقصورتها. تلوح بيديها و تلقي إلى الحاضرات نظرات خاطفة بابتسامة عريضة تخفي بين طياتها الكثير من الدلالات.
    و إنا اتبع مراسيم الحفل، سافرت بخيالي إلى جزيرة الأحلام. هناك تراقصت الكلمات داخل دماغي و ترابطت فيما بينها و كونت جملة من الاستفسارات عن ماهية شعورها في تلك اللحظات.
    استرجعت بذاكرتي حفلات سابقة كانت العرائس في نفس موقفها كأن فرح العمر كله اجتمع في ذلك اليوم فلا يبقين منه إلا بعض البقايا للأيام الآتية.
    كأنهن يُخفين وراءه خوفهن من الحياة المقبلة. أو يتخدّرن بٍه لنسيان ألم الفراق لأهلهن.
    استيقظت من أحلامي التي أخذتني بعيدا على وقع ارتفاع إيقاع الأهازيج بدخول العروس و بجانبها العريس و كأنّ وجهه مُحمرا من شدة الخجل فهو الرجل الوحيد في قاعة مليئة بالنساء.
    شرَدت بيَ خواطري حينها إلى واقعة حصلت أيام طفولتي حيث سكب العريس كوب الحليب على ثيابه. فقد كانت يده ترتجف من شدة الارتباك أمام عيون مُؤنّثة مسلطة عليه. لكن بطلنا هذا حافظ على هدوءه و مرت طُقوس تلبيس الخواتم في سلام.
    و أخيرا ودّعانا. وخرجا مع أُغنية حزينة اعتصرت من الأفئدة ما تبقى من آلام الفِراق. فوقفت أراقب صديقتي العروس و هي تبتعد ويكبر معها إحساسي الداخلي بتباعد المسافة بين عالمي و عالمها الجديد.


    التعديل الأخير تم بواسطة نعيمة سوالم ; 15-05-2015 الساعة 01:01 PM سبب آخر: خطا

صفحة 4 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. صفحة بشرى رسوان - القصة-
    بواسطة بشرى رسوان في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 09-04-2014, 10:05 PM
  2. صفحة ولاء علي _ القصة
    بواسطة ولاء علي في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 37
    آخر مشاركة: 22-05-2013, 02:31 AM
  3. مـجـدُ الـقـلم - وصايا ميخائيل نعيمة للأدباء
    بواسطة عادل العاني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 27-05-2006, 10:53 AM