أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: قراءة فى قصة " العنكور " للأديب رياض شلال المحمدى

  1. #1
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي قراءة فى قصة " العنكور " للأديب رياض شلال المحمدى

    العنكور .. للأديب رياض شلال المحمدى



    كانَ يرسُمُ ليَ من السَّعادةِ لَوْحاتٍ لا تنتهي ، بل إنّه نِعْم الزَّميلِ
    النَّاصحِ والصَّديقِ الصَّدوق ، لقيتُه ذات يومٍ فَأوصاني بأن أُكثرَ
    من قراءةِ دعاءِ عبد الله بن عمر : اللهمَّ اجعلني من أعظم خلقكَ
    نصيبًا في كلّ خيرٍ تقسمُهُ ، وفي كلّ نورٍ تنشرُهُ ، وفي كلِّ رزقٍ تبسطهُ
    وفي كلّ ضرٍّ تكشفه ، وفي كلّ بلاءٍ ترفعُهُ .
    وقبيل أيام من كتابة تلكم السُّطور ، وفي فجْر جُمعةٍ باردٍ مَطير ،
    هاجم المسلّحون منازلنا ، انتظرتُ بزوغ الضياء الأول فاصطحبت
    أهل بيتي ومعهم خلق كثير ما بين الدرابين الموحلة ، والغيث ينهمر
    مدرارًا ، والرَّصاص من كل حدب وصوب ، فأصابنا الأوّل وأخطأنا
    الثاني ، فإذا بي – وقد أخذ منّي الجَهْد والإعياء كل مأخذ – أصلُ
    إلى الطريق العام فركبت سيارة أجرةٍ بعيدًا عن أثر أزيز الموت ،
    وبعد ما يزيد على الساعة والنِّصف وصلت ناحية ( العنكور ) حيث
    ضفاف بحيرة الحَبَّانيَّة ، فاستأجرت قاربًا يسعني وعائلتي يرحل بنا
    نحو الضفّة الثانية حيث ناحية الخالديّة ، وأنا على سطح القارب وسط
    البحيرة أرنو إلى عبد الله ولدي وقد هجر رفقاءه وثانويته ، وبنتي زينة
    وهي الأخرى تركت خلفها مرحلتها الأولى من كلية العلوم الإسلامية ، وبقيّة الأهل وقد هُجّروا عن منازلهم ، أتأمّل سيما الوجوه تغلفها الحيرة والوجوم ،
    كم هي سفرة رائعة حيث هنا للمأساة مذاق آخر ! ، وصلت بيت عديلي فحيا وبيا
    فعاجَلْته قائلاً : لا أريد شيئًا سوى أن أنام بضع ساعات ، استيقظت على صوت المؤذّن
    وهو ينادي لصلاة العصر ، أسرعت فتوضّأت واصطحبني المُضيّفُ إلى جامع المنطقة
    القريب ، وقبل وصولنا إلى باب المسجد بخطوات رفعت بصري لأنظرَ إسم الجامع فإذا به ( جامع عبد الله بن عمر )




    قراءة بقلم / هشام النجار

    هل هذه قصة عادية ، هل هى حكاية والسلام ؟ لا بالطبع ، اذ ما الفائدة اذاً من الابداع وأين النفع والمتعة والقيمة ؟
    أرى أن الزاوية السياسية والتاريخية هى المدخل اللائق والمناسب لفهم وتجميع مرادات وغايات الكاتب سريعاً من قصته ، ويبدو للقصة هنا أكثر من بطل ، وان شئنا الحديث بأسلوب فنى ونقدى دقيق فللقصة بطلها المعاصر الواقعى ، وبطل آخر تاريخى يستدعيه البطل المعاصر لهدف محدد ليلقى على لسانه بيان ويبعث من خلاله رسالة .
    وسنتعرف على ارتباط البطلين معاً واستظلال هذا المرئى المشاهد الحى بتاريخ وتصريحات ودعوات ومواقف ذاك اللامرئى الغائب الا من بعض الآثار ومن تراث مخفى ومغيب يحاول صاحبنا المعاصر اخراجه وازاحة ركام الغفلة والنسيان من فوقه ليستعيد بريقه الجماهيرى فى وعى الشعوب والأمم ، وكذلك سنتعرف على الأماكن المعاصرة وأسماء البلدات أكثر وأكثر وسنسمع بشكل أوضح وأفظع أزيز الرصاص ومسارات مطاردات الآمنين بالموت والسلاح والدم بتتبع مساراتها التاريخية وبالتعرف على هوية قطرات الدماء الأولى التى روت تلك الأرض فى عمق التاريخ ولا تزال عطشى تطلب المزيد ، وسنتعرف على المشتركات التى تجمع بين من هجروا الصراع قديماً واعتزلوه وابتعدوا عنه وبين من يستقل سيارة ثم قارباً ويقطع البحر واليابسة ليصل الى أثر تقام فيه الصلاة لرب العالمين عنوانه " عبدالله بن عمر " ، كأنه مقاطعة وهروب لما هرب منه عبدالله بن عمر ، ووصول الى ما وصل اليه ، كيف لا وقد بدأت القصة به وبدعواته الخالدات السامقات وانتهت اليه وبمسجده الآمن .
    انطلاقاً الى السعادة الحقيقية والأداء الانسانى العقلانى الحكيم الراشد الذى يجلبها ويحققها ، وهى تقتضى توفر من ينصح ويشرح بصدق وأمانة واخلاص وتجرد ؛ ولنتأمل أياماً وأياماً فى الدعاء ومفرداته ومعانيه وغاياته ، ولنربطه بمنهج عبدالله بن عمر رضى الله عنهما السياسى وفلسفته الاجتماعية ولننظر الى الواقع حوله وكيف انزلقوا الى الفتن والفوضى والدمار والقتل عندما أداروا ظهورهم لنصائحه الرشيدة ، يستدعيها ويستدعى دعواته البطل المعاصر لتطل على الواقع المعاصر وعلى بلدات العراق من العنكور الى الخالدية ، ليحيا منهج عبدالله بن عمر وليردد دعواته من يردد وليلجأ الى فلسفته من يلجأ وسط ضجيج التهور والشرور والفتن والانقسامات تحت عتبة كراسى السلطة ، كأنه يسعى أن يظل حاضراً فى المشهد سبباً فى نشر الخير وبعث النور وبسط الرزق وكشف الضر ورفع البلاء ، فى واقع مفتون مشحون مهووس لا يختلف كثيراً فى اطلاقاته وتصوراته وفتنه ومؤامراته وردود أفعاله عن واقع الماضى .
    نقترب شيئاً فشيئاً من الفكرة الأساسية التى أراها تجسدت أمامنا مكتملة الى حد بعيد ، وربما تكتمل أكثر بشكل نهائى عندما نتعرف على ذلك البطل التاريخى اللامرئى الذى أراد البطل المعاصر الانطلاق من رؤيته والدخول فى مسجده واعتزال دموية وفتن وتهجير وتدمير وطائفية وتشريد تضج بها شوارع وميادين وقرى ومدن العراق .
    وهل منهج ابن عمر هذا منهجاً سلبياً يخذل الحق كما يزعم البعض بخفة واستهتار ، انما عمل شجاع لا يقدم عليه الا الأفذاذ من الأبطال ، واذا أردنا كتابة الأسماء الحقيقية لأبطال التاريخ الاسلامى فسيكون فى مقدمتها بلا جدال ابن عباس وابن عمر وابن أبى وقاص والحسن بن على الذى كان سبباً فى وحدة المسلمين بعد أن كانوا على وشك استنزاف قواهم فى حروب أهلية ، فمنع ذلك بموقفه التاريخى – الذى أسماه المتحمسون عاراً – وهيأهم لتوظيف الأعوام التالية فى نشر الاسلام وتربية الأجيال وتوسيع رقعة الدعوة والفتوحات .
    منهج الحسن هو منهج ابن عمر بناءاً على توجيهات نبوية استشرافية رشيدة لفتح الطريق الى ميدان العمل والكفاح بأرقى أسلوب ، وقد أشار أديبنا هنا ببراعة الى تلك القضية الكبرى المحورية ، باجبار ذهن القارئ على التفكير فى مصير ولد البطل عبدالله وقد هجر رفقاءه وثانويته ، ومصير ابنته زينة التى تركت خلفها مرحلتها الأولى من كلية العلوم الاسلامية .. الخ ، ولا يظنن أحد أن من يعتزل هذا الصراع الطائفى الدموى وتلك الفتن الخرساء العمياء على كراسى الحكم ويدخل مسجد " عبد الله بن عمر " هروبياً جباناً ضعيفاً متخاذلاً ، انما مفكر ومناضل عبقرى يحمل ميراث النبوة وميراث الحسن وابن عمر لتفكيك الصراع بين القوى المسلمة والوطنية لبذل الجهد فى ميدان العمل الأرحب ، ولتعليم عبدالله وزينة وجيلهما ليتخرجوا ويبدعوا ويسهموا فى بناء الأمة ، وللذهاب بمجهودات الدعاة والمربين والعلماء الى العمل الخلاق والى ايقاظ الوعى وتثقيف الناس ونشر المعرفة والدفاع عن الثوابت وتربية الشباب ، بدلاً من مباشرة أعمال التخريب والتدمير وتغذية مشاعر الغضب ونحت خرائط الثارات والدم فى الشخصية العربية لعقود أخرى قادمة .
    لماذا الالحاح على حضور عبد الله بن عمر فى هذا الواقع الدموى وتلك الصراعات والمطاردات المذهبية الطائفية فى مدن العراق ، ولماذا الاصرار على الابتداء به والانتهاء اليه ؟
    لأنه لو عاند الحسن بن على – على سبيل الافتراض – أو أن موقف عبدالله بن عمر كان مغايراً لموقفه التاريخى الثابت ومن معه من كبار الصحابة والأئمة العظام ، لاختلف الوضع كثيراً ولتبددت قوى المسلمين وأنهكت فى النزاع الداخلى ، لتصبح الفرص مواتية لكسرى وقيصر والمنافقين لاستئصال الاسلام فلا تقوم له قائمة أبداً ، وحضور ابن عمر هنا فى المشهد بمسجده ومنهجه وفلسفته ومبادئه ودعواته ضرورى لايقاظ وعى الشعوب المسلمة بالتاريخ ليتعلموا من التجارب ، وحتى لا يتورطوا فى فضيحة وكارثة كونهم السبب الرئيسى فى تسليم الأمة منهكة مقسمة للأمريمان والغرب والصهاينة .
    ولأن نموذج عبدالله بن عمر – على عظمته وروعته وقيمته الخالدة – لا يروق للكثيرين ، ويخلو من روعة ظاهرية حماسية كنموذج الحسين بن على رضى الله عنهما على سبيل المثال ، بالرغم من أنه النموذج الأكثر قرباً من تحقيق النصر التدريجى فى نهاية الأمر ، بحرمان المنافس ابتداءاً من مساحات واسعة من الأرضية الشعبية والفكرية التى يقف عليها ، ومن ثم العمل على الانفتاح على الجماهير والتواصل معها وتأسيس القوى التسخيرية الكبرى داخل وفى عمق المجتمعات ، تلك القوى التى اذا امتلكها أحد فلا يستطيع أن يحول بينه وبين الوصول الى هدفه بشر أو كيان مهما كانت قوته .
    لماذا عبدالله ابن عمر فى بداية القصة ونهايتها كأنه حاجز على طرفى الطريق الى الفتنة وانهاك القوى فى الصراعات التى لا تخدم الا الأعداء ؟ لأنه هو الذى وقف حاجزاً أمام الحسين بن على عندما أصر على الخروج ، فلما يأس عبدالله منه وعلم أنه لن يستجيب لنصائحه قال مودعاً " أستودعك الله من قتيل " ، كأنه يراه وحيداً فى أرض المعركة يعطش ويقاتل بيد واحدة وتجتز رأسه ، ولأنه كان هناك طريق آخر اذا توقف الحسين عند حاجز عبدالله بن عمر وعاد من جديد ، يلخصه الشاعر الفارسى فى بيت واحد أو شطر بيت " أعطى الرأس ولم يعط اليد ليزيد " .
    ولماذا أيضاً عبدالله ابن عمر فى بداية القصة ونهايتها كأنه حاجز على طرفى الطريق الى الفتنة وانهاك القوى فى الصراعات التى لا تخدم الا الأعداء ؟ ، لأنه كما وقف حاجزاً أمام الحسين عاد ووقف نفس الموقف مع عبدالله بن الزبير ، كما يقول ابن كثير فى تاريخه ، أنه عندما اشتد النزاع وطال بين عبدالله بن الزبير والحجاج نهى الأئمة والعلماء ابن الزبير عن النزاع الطويل على الحكم وطالبوه بالتنازل حقناً للدماء ، مع علمهم أن عبدالله كان على الحق ، لكن القوة كانت مع الحجاج ، وقد وقف عبدالله بن عمر وألح على بن الزبير وهو مصلوب بعد قتله قائلاً له " السلام عليك أبا خبيب ، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا ، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا ، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا .
    كأنه يضع عبدالله بن عمر رضى الله عنهما فى بداية القصة ونهايتها وفى بداية الطريق ونهايته ومنذ جهوده ومساعيه من الحسين وابن الزبير لتمتد وتتواصل مع مسلمى اليوم وقاداة وزعماء ورؤساء وتيارات وحركات اليوم ، ليهتف صوته الحكيم " أما والله لقد كنت أنهاكم عن هذا " .
    هنا وجود عبدالله ضرورى لاحتواء الانقسامات والفتن وانقاذ الأمة من الانهيار ولتوجيه الطاقات والأنظار الى التعليم " تعليم عبدالله وزينة " والتربية فى مسجد ابن عمر لتنشئة الأجيال وتصحيح المفاهيم واستفاضة البلاغ واقامة الحجة وتوثيق العرى بين الناس من جهة وبين الدعاة والعاملين بالمنهج من جهة أخرى .
    لماذا عبدالله ابن عمر أيضاً ؟
    وهنا المفارقة والقضية الخطيرة ، فهو رغم مواهبه وقدراته وشخصيته القيادية وأحقيته فى الخلافة والرئاسة التى أجمع عليها سادات عصره ، فلم يتحرك نحوها ولم يشكل تياراً وعصبة للمطالبة بأحقيته فيها رغم مقدرته على ذلك لأنه قرأ من البداية أن الصراع يتجه لاضعاف الأمة وانهاك الاسلام ، فاستقل قاربه وأبحر نحو مسجده كما أبحر ابن عباس وابن أبى وقاص وابن الحنفية وعلى زين العابدين وغيرهم من الكبار .
    نعود لنقرأ القصة فى سطر واحد ، فقد استمع من صديق المخلص لدعوات عبدالله بن عمر بأن يجعله الله سبباً فى نهضة الأمة ، وقد هرب بأهله من رصاص القتلة والموت المنتشر فى البلاد ليصلى العصر فى مسجد " عبدالله بن عمر " .
    يكفى الحديث عن الصور الفنية فى هذه القصة الرائعة بأن نتأمل فقط تلك الصورة الكلية التى رسمت ببراعة واحترافية وبأسلوب سهل وبسرعة واختصار شديد ، كأنه يقول للمفتونين المهووسين والمغيبين والغافلين والجاهلين ، ليس هناك وقت فالفتنة قائمة والدم مستباح والبلاد ممزقة والعدو على وشك ابتلاعنا ، فأسرعوا للعودة واركبوا معنا قارب النجاة الى مسجد ابن عمر ومنهجه وفلسفته .
    لن أتحدث عن صور فنية جزئية ، لأنه يكفى لنشهد ببراعة هذا الفنان بأن جعل عبدالله ابن عمر حاجزاً لمرتين فى بداية القصة ونهايتها ، وهو كذلك مع الحسين وابن الزبير ، وهو كذلك أيضاً من جديد حيث يراد له لعب نفس الدور فى الفتنة القائمة اليوم فى بلاد العرب والمسلمين ، للعبور من الفوضى والدم والخراب والدمار الى الأمان وحقن الدم والبناء والى النور والأرزاق والخير وكشف الضر ورفع البلاء .

  2. #2
    الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 6,121
    المواضيع : 239
    الردود : 6121
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    بكَ لا بغيركَ تغتدي النفحاتُ
    لتزورَ سوحَ الذوقِ فهي هباتُ
    أو تنثرَ الودَّ الطريفَ ملوّنًا
    من صفوِ فكرٍ زادُهُ الرَّحماتُ
    أو تمنحَ الأذهانَ زهوَ مكارمٍ
    فالحرف يهتفُ ، والفؤادُ دواةُ
    وقرأتَ سرد المتعبين فأزهرتْ
    لجميلِ عمقِ قراءةٍ ملكاتُ
    فاسلمْ مُحبًّا يا هشام لخلّةٍ
    تردُ الجمالَ تحفّها الدَّرجاتُ
    وليقرأ " النّجار " صنع مثقّفٍ
    حاكت بهاءَ نَميرِه الآياتُ
    لك لا لغيركَ أطربتْ خطراتُنا
    من " كاملٍ " تهفو له التائاتُ
    هو هكذا أدبُ الأريبِ ومنطقٌ
    يسمو به ، فتعمّنا الخيراتُ
    شكرًا لقلبكَ ، بل لعينك سيّدي
    مسعاك طابَ ، فما اعْترتْه هِناتُ
    ترنو إلى ألقِ الحضارةِ كاتبًا
    وسلاحك الإتقانُ فيه ثباتُ
    فجزاك ربّي بالمودة والرِّضا
    ما أشرقتْ من خافقي الدعواتُ

  3. #3
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رياض شلال المحمدي مشاهدة المشاركة
    بكَ لا بغيركَ تغتدي النفحاتُ
    لتزورَ سوحَ الذوقِ فهي هباتُ
    أو تنثرَ الودَّ الطريفَ ملوّنًا
    من صفوِ فكرٍ زادُهُ الرَّحماتُ
    أو تمنحَ الأذهانَ زهوَ مكارمٍ
    فالحرف يهتفُ ، والفؤادُ دواةُ
    وقرأتَ سرد المتعبين فأزهرتْ
    لجميلِ عمقِ قراءةٍ ملكاتُ
    فاسلمْ مُحبًّا يا هشام لخلّةٍ
    تردُ الجمالَ تحفّها الدَّرجاتُ
    وليقرأ " النّجار " صنع مثقّفٍ
    حاكت بهاءَ نَميرِه الآياتُ
    لك لا لغيركَ أطربتْ خطراتُنا
    من " كاملٍ " تهفو له التائاتُ
    هو هكذا أدبُ الأريبِ ومنطقٌ
    يسمو به ، فتعمّنا الخيراتُ
    شكرًا لقلبكَ ، بل لعينك سيّدي
    مسعاك طابَ ، فما اعْترتْه هِناتُ
    ترنو إلى ألقِ الحضارةِ كاتبًا
    وسلاحك الإتقانُ فيه ثباتُ
    فجزاك ربّي بالمودة والرِّضا
    ما أشرقتْ من خافقي الدعواتُ
    الأديب العربى العراقى الكبير الراقى .. أستاذنا الجليل رياض شلال المحمدى .. أهدانى هذه القصيدة المفعمة بالحب المطرزة بالصدق والمشاعر الفياضة ، وكلماتها ومعانيها تنم عن انسان صادق الاحساس حى الضمير ، مناضل بالكلمة وبالفعل والعمل - وهو كذلك حقاً فهو أحد مصابى الحرب - قبل أن يكون مبدعاً أديباً أريباً خلاقاً ، وقد لمست الصدق فى أول كلمات له قرأتها فى قصة له ، فاللهم ارزقنى على الدوام محبة أهل الفكر والنضال الحقيقى والصدق ، وهذا يكفينى من علاقات الدنيا .
    شكراً جزيلاً أيها الأديب على أبياتك الراقيات .. بالطبع أنا سعيد بها فهذا أول شعر يكتب لى ، سأضعها فى برواز وأعلقها ان شاء الله فى ركن الهدايا الرمزية التاريخية ، علامة على محبة أبدية بيننا أيها الراقى الجميل .. خلقاً ونبلاً وقولاً وفعلاً وعطاءاً وبذلاً ونضالاً وفكراً وأدباً وابداعاً .

المواضيع المتشابهه

  1. "البائـس" ...قراءة نقدية تحليلية فى قصة "الانتقام الرهيب " للأديب : محمد نديم
    بواسطة د. نجلاء طمان في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 07-07-2022, 11:34 PM
  2. ديوان الشاعر رياض شلال المحمدي
    بواسطة رياض شلال المحمدي في المنتدى دَوَاوِينُ الشُّعَرَاءِ
    مشاركات: 203
    آخر مشاركة: 17-02-2019, 07:26 AM
  3. تخميس قصيدة الشاعر رياض شلال المحمدي
    بواسطة نداء غريب صبري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 01-02-2019, 08:58 PM
  4. قصيدة للشاعر رياض شلال المحمدي
    بواسطة خلود محمد جمعة في المنتدى كَرَوَانُ الوَاحَةِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 29-04-2018, 04:18 PM
  5. ترنيماتٌ نيلية ٌفى قصر ِ الرشيد...!!
    بواسطة عبدالوهاب موسى في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 30-11-2011, 09:39 PM