بدأ وجود الأخر فى حياة المسلمين فى عهد آدم (ص)وهو فى الجنة حيث أمر الله الملائكة بالسجود وهو طاعة أمره إقرارا بتميزه عليهم بالعلم فكانت النتيجة استجابة الملائكة للأمر إلا إبليس الذى أبى واستكبر أى كان من الكافرين وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس "وقال بسورة البقرة "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين "وبهذا كان أول الأخرين للمسلمين جنى اسمه إبليس وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "فسجدوا إلا إبليس كان من الجن "وكان السبب فى رفض إبليس تكريم آدم (ص)هو ظنه أنه خير منه والمراد أحسن منه لأن الله فى ظنه خلقه من النار التى هى أعظم عنده من الطين الذى خلق آدم (ص)منه وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "قال أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين "وهذا هو ما يسمى البغى أى الظلم أى التكبر أى الكفر 000 إلخ تلك الألفاظ التى تعنى شىء واحد .
هو حب التميز على الغير للحصول على ما حرم الله بدعوى التميز .
وأخبر الله آدم بعد هذا بوجود أخر فى نفسه هو الشيطان أى القرين أى الشهوات أى الهوى الضال عليه أن يعاديه فلا يطيعه أبدا وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين "وقال بسورة طه"فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى "والأدلة على أن المقصود بالشيطان هو القرين وليس إبليس ما يلى :
-أن الله طرد إبليس من الجنة بعد عصيانه فقال له كما بسورة الأعراف"فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها "وقال بسورة الحجر"فاخرج منها ".
-أن إبليس خرج من الجنة إلى النار بدليل قوله تعالى بسورة الحجر"فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين" فاللعنة هى العذاب والرجيم هو المعذب وبدليل قوله بسورة الأعراف "اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم جميعا "فالمذءوم المدحور هو المعذب فى جهنم وبدليل قوله بسورة الأعراف"فاخرج إنك من الصاغرين "وهم المعذبين .
-أن الله لم يعبر فى أى سورة عن مخرج آدم(ص)من الجنة بلفظ إبليس وإنما بلفظ الشيطان فى كل المواضع .
-أن قسم إبليس على إغواء أولاد آدم(ص)وهو فى النار كذب فهل يمكن أن نصدق عدونا أول من كفر من خلق الله؟
وأخبر الله آدم(ص)أن البشرية سيكون بعضها لبعض عدو فى الأرض فى المستقبل وهو ما حدث بالفعل فيما بعد مثل قتل الأخ الشرير للأخ الطيب وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلى حين "والدليل على أن المقصود بالهبوط الأبوين قوله تعالى بسورة طه"اهبطا منها جميعا "فهنا تعبير بالمثنى وكان هذا الإخبار هو إخبار بوجود الأخر المختلف دينا من بنى البشر عن دين الأب المسلم .