|
قالوا يموتُ أديبُها وفتاها |
ويذوقُ قبلُ عذابَها وعَناها |
قالوا وقد عجز الطبيبُ بارضنا |
ورجالُ طِبِّ العُربِ بان عيَاها |
وحوت فرنسا في التطبب فارساً |
بيديهِ بعد الله سرُّ شفاها |
لكن ضريبتُها ( ملايينٌ ) وكمْ |
يشقى الأديبُ ولا يشُمُّ شذاها |
لم يبقَ من أملٍ ومهجةُ بوحِهِ |
نزفت إلى أن بح صوتُ شُكاها |
وأكارم اليمن اختفت من جرحِهِ |
عجزاً وجفّت بالعطاءِ يداها |
ورفاقه الشعراء والأدباء والــْ |
أحبابُ تبعثُ صوتَها ودُعاها |
نادت فما لبى كريمٌ للنِّدا |
أثنت فضاع مع الرياحِ ثَناها |
كتمَتْ فكاد الكتم يقتل روحَها |
وبكت فهل سمع الزمانُ بكاها |
في عالَمٍ تشقى عقولُ رجالِهِ |
في أمةٍ ما كرَّمتْ أُدباها |
وسواهُ كم جرحٍ وكم دمعٍ وكمْ |
مِحَنٍ على الأوطان صُبَّ بلاها |
لكنَّهُ في الأرضِ بلبلُ فنِّها |
كم أطربَ الأرواح كم أشجاها |
كم تيمَ الأوطان حباً كم شدت |
منهُ النفوسُ ومنهُ لذَّ غِناها |
أتذوقُ شهدَ بيانِهِ حتى إذا |
هبط البلاءُ تفرُّ !! ما أقساها |
قد كان أولى أن يعيشّ مكرَّما |
ويموتُ وهو منعَّمٌ بهَناها |
قالوا يموتُ !! أماتَ أربابُ الندى |
في الأرضِ واختارَ الكرامَ ثراها |
هل شحت الأرواحُ جوداً هل قست |
كلُّ القلوبِ وغارَ نبعُ حياها |
أم لا يزالُ بها الكرامُ مشاعلاً |
هم في الحياةِ ضياؤها وسناها |
نفسٌ يكادُ الموتُ يُطفئُ روحَها |
واللهُ يحيي كلَّ من أحياها |
أهديتُه در البيانِ مؤمّلاً |
ليكون بعد الله ِ سرّ شِفاها |
ولئن أتتهُ وحقق اللهُ المنى |
غمرتُهُ أرواحُ الورى بدُعاها |
وإذا طواها الدربُ عنهُ فهل تُرى |
تفنى الحروفُ وما أهلَّ رجاها |
يا ربنا كن للحكيمي شافياً |
واغفر إلهي للنفوسِ خَطاها |