وعلٌ ومَأسَدة
..................
رياحٌ و غيمٌ و كوخٌ قديمٌ على قمَّةِ التَّلَةِ الُمقْفِرَةْ
و فيْ أَسْفلِ المُنْحَنى مَوْرِدٌ ونَهْرٌ و نَخْلٌ و مُسْتَعْمَرَةْ
و طَيْرٌ يُغَنِّيْ نَشِيدَ الصباحِ لِيُعْلِنُ عَنْ بِدْءِهَا الجَمْهَرَةْ
و تُشْرِقُ شَمسُ النهَارِ الطويلِ و يَنْشُرُ هذا الضحى أَنْوُرَهْ
و يَرْقُصُ غُصْنُ الأثَابِ الرفيعِ مع السيلِ و الغيلِ و الخَرْخَرَةْ
و تَنْضَحُ خِلْجَانُ هذا المكان بِمَاءٍ زُلالٍ كَمَا الجَوْهَرَةْ
وزَالَ السُكُونُ و دَبَّ الجُنونُ و كُلُّ الخلائق مُسْتَنْفِرَةْ
********
هُنَا تَنتهيْ رِحْلَةُ البائِسِينَ هُنَا يُنْهِيَ الكِبْرِيَا سُؤدَدهْ
هُنْا تُوْهَبُ الكائناتُ الحياَةُ هُنَا تُسْلَبُ الرُّوحُ و الأَفْئِدَةْ
و نَهْرٌ يَفِيضُ بَهَاءً بِهَا و يُمْسِكُ شَلَّالُهُ جلْمِدَهْ
و وَعْلٌ على صَخْرَةِ الذِّكْرَياتِ بِقَرْنَيْهِ يَنْقُشُ مَنْ هَدَّدَهْ
و يَسْرِدُ مَأسَاتَهُ لِلوِجُودِ لِمَا الإنسُ بالنارِ قدْ شَرَّدَهْ
و يُنْشِدُ يا نِمْرُ عُدْ مِنْ جَدِيدٍ أَلَا العَيْشَ بَعْدَك مَا أَسْوَدَهْ
و يَا أُسْدُ إِنَّ الفَنَا مُوْشِكٌ فَمَا عَادَ فِيْ أَرْضِنَا مَأسَدَةْ
و لا عَادَ فِيْهَا زَئِيْرُ اللُّيُوثِ و لا عَادَ فيها سِوى الأَصْيِدَةْ
..................
لسعيد علي الشحطور