ربيع النور

بـالـضــوء تـغْـسِــل طـيــنَــهُ صـلــواتُــهْ
و تـبُــث مـــن قـمــر الـهــدى قـنـواتُـه
و يخـط دَهْشتَـه عـلـى شـفـة الـنـدى
ألــــقُ انــزيـــاحٍ ، حــلـــوةٌ ومـضــاتُــه
يدعـو السحـابَ لأنْ تُـحَـدِّثَ جوفَـهَـا
مِـــنْ شـهـقـةٍ زَفَـــرَتْ بـهــا صُـعُـداتُــه
ظمـأ الكـؤوس يشيـع مــوتَ جــداولٍ
لــــــم تــكــتــرثْ لـجـفـافـهــا نـــزواتُــــه
لـكـنـمـا حــقــل الـبـهــاء كــمــا تـــــرى
حــــب الـنـبــي الـمـصـطـفـى ثـمــراتُــه
و عـلــى السـجـيـة أيـنـعـتْ شـتـلاتُــه
و تـرعـرعــتْ فــــي ضــوئـــه زهــراتُـــه
.
.
هـــذا ربـيــع الـنــور ، عـيــدٌ أخـضــر
عـيــد الـــذي مـــا أخـفـقـت ثـوَرَاتًــه !
فـــي مـهـرجـان الـحــب ألـقــى قـلـبَــهَ
فــتـــضـــوأتْ بــفــيــوضــه خــلــجــاتُــهْ
لــم يـشـربِ الريـحـانُ مــن مستـنـقـعٍ
أو قــاربــتْ جَـــــوَّ الـخَــنــا نـسـمـاتُــه
بــل طيـبـتْ مــن طــاب نـسـلُ نـقـائـه
و مــــن الــظــلام تــجــرَّدتْ طـلـعـاتــه
و تلمـس القـدم الـذي طَـهُـرَ الــورى
مُــذْ لامـسـتْ ظَـهْـرَ الـثـرى خـطـواتُـهْ
.
.
تذوي القصيدة عند مدحك في فمـي
وأرى الـهـشــيــم تــجــشُّــهُ حــســراتُـــه
و علـى شعـاع البـوح ليـل جوانـحـي
وَعْـــدٌ كــأشــواق الـضـحــى صـبـواتــه
و بريشـتـي الصـفـراء أرســـم لـوحــةً
رمـــزتْ إلـــى وطـــنٍ يـطــول شـتـاتُــه
يـرنـو بفلسـفـة الـوجـود إلــى السُّـهَـا
و تــنـــز عـــــن أَبَــوِيَّـــةً نــظــراتُــه !!
فـيـظــل ، يـقـتـبـسُ الـغـبــارَ حـنـيـنُــه
و يـغُــطُّ فـــي نـــوم الـقـفــار سـبـاتُــه
تـتــداخــل الألـــــوان فــــــي شــرفــاتِــه
و تضيع من قطب الشموس جهاتُه
لـو يرتـدي مـن كــل شـمـس معجـمـاً
هـل يستضيـئ مَـنِ الدُّجَـى أدواتُـه ؟
.
.
يـا مـن عـجـزتُ عــن امـتـداح نفـالـةٍ
مـن نعـلـه ، و أنــا الــذي كلمـاتُـه !
خـجــلاً حـثــث إلــيــك وهــجــاً خــائــراً
عـــنـــد الــنــبــيِّ و آلــــــه شِـحــنــاتُــه
و أتــــــى الـــفـــؤادُ تــحــفـــه عـــكــــازةٌ
مــن أدمـعـي ، هــي ذخــرُه و هِبَـاتُـه
أنــــت ابـتـهــالات ابـتـهـالـي ســيــدي
مـن ذا بـلا ( طـه ) تقـوم حيـاتُـه !؟
.
.
يـا مـن علـى الخلـق العظيـم تـبـوأتْ
بــــل سُـبِّــحــتْ أخــلاقـــه و صـفــاتــه
هــل بـعــد هـــذا مـــن يـكــون كـلامــه
غالت بمدح المصطفى شطحاته ؟!
مــــاذا أ قـــــول لأمـــــة يـــــا ســيـــدي
تهوى الدجى ، و تشفها ظلماته !؟
.
.
متقـاطـع الـوجـهـات صـبــح تـــوددي
و لـدى البـهـاء ، تعتـمـتْ ضَحَـوَاتُـه
لا غـرو أن تاهـت رؤاه ، و أمكـنـت
مــــــن حــلــمــه و بــهــائــه أزمـــاتــــه
مــــا دام لــــم يـطـلــق مـظـلــة فــكــره
و طغت عليـه السفسفـاتُ ، و قاتُـه
يـا أكسجـيـن الــروح ، زدنــي نفـحـة
يـزكـو بـهـا جـسـد المـريـد ، و ذاتــه
كــم ظـــل وجـــه قصـيـدتـي متجـهـمـا
فــــي غـالـبـيـة مــــا تــشــف سـمـاتــه
و الـيــوم فـــي زهـــو الـعَـنـانِ تَـسُـفُّـه
تـائـيـة ، و قـــد ازدهــــتْ مـلـكـاتـه !
.
.
يـــا مـــن تـوضــأ كـــل قـلــب طــاهــر
بـضـيــائــه ، و تـطــيــبــت خـفــقــاتــه
أنـت الـذي لـزم المقـام ، و لـم يكـن
إلاك مــــــــن زان الــمـــقـــامَ ثـــبـــاتـــه
أجـريـت نـهـر سجيـتـي فــي مدحـكـم
فــتــعــذرت عـــنـــد الــمــقــام لــغــاتـــه
و أمــام نــورك صــرت شِـلْـوَ تـوهــجٍ
و حيالـكـم مَــن لا تـجــف دواتـــه !؟
يـخــضــر وجــدانـــي بــكـــل مـديــحــة
صـلـت علـيـك ، و تـزدهـي شـرفـاتـه
و علـيـك أبيـاتـي و أحــرف بهجـتـي
صـلَّـتْ ، و قلـبـي لا تـكـف صـلاتــه