الآية الكبرى

رَاوَدَ العِطْرُ قَاصِرَاتِ النَّدى أم بَنَى الفَجْرُ تَحْتَها مَسْجِدا؟!
هذهِ الوَجْنَةُ الجَليدُ ارْتَدَتْ لَسْعَةَ التُّوتِ كي تُثيرَ المَدَى!
غَادَةٌ كالفَرَاغِ مُكْتَظَّةٌ بالمَسَامَاتِ تَحْتَسِي الفَرْقَدا
بَعَثَتْني بِحُسْنِها أُمَّةً يا فُؤادِي مِنْ أيْنَ يأتي الرَّدَى؟
غَصَّ طَرْفي الكَسيحُ في جيدِها كُلُّ شَيءٍ رأيْتُهُ أغْيَدَا
وعلى ثَغْرِها المُحَلَّى دَمٌ بين قوسينِ صَمْتها والصَّدَى
ذَابَ صَدْري ,تَكَثَّفَتْ دَهْشَتي بَدَّدَ العَجْزُ أمْنِيَاتي سُدَى
بَوْصَلاَتُ المصيرِ قَدْ عُطِّلَتْ مُنْذُ أسْرَجْتُ خَافِقي الأرْمَدا!
سَوفَ أمضي كأنَّني خَيْبَةٌ سَحَقَ الدَّهْرُ عَيْنَها واليَدَا
أُطْفيءُالعُمْرَ حَسْرَةً والخُطَى تُشْعِلُ الغَيْبَ مَشْهَدًا مَشْهَدَا
مُنْتَهى غُرْبَةِ الأنَا مَوْعِدٌ أيُّ شِقَّيَّ يَبْدَأُ المَوْعِدا؟!
أمْ تَعَرَّى المَدَارُ شَوقًا لِمنْ ألْبَسَتْني قِطَارَهُ الأسْوَدَا؟!
تِلْكَ أُنْثَى كَوْنِيَّةٌ بَشَّرَتْ بالمُحِبينَ, واصْطَفَتْ أحْمَدا!
أيُّها السَّادِنُ الرَّبيعَ المُنى كيفَ أبْدَلْتَ ورْدَتي غَرْقَدا؟
كيَفَ أوْغَلْتَ في الرِّياحِ التي أكَلَتْنَي وصَوْتَكَ المُجْهَدا؟
طَائري تُحْشَدُ المَآقي لَهُ هَلْ سيَبْكي بأسْرِهِ مُفْرَدا؟!
مُذْ نَزَعْتَ الأذانَ عن نَخْلَتي نَخَرَ النَّايُ جِذْعَها المُقْعَدَا
حَانَتِ اللحظةُ التي تَشْتَهي عُدْ لِحُضْني وبَشِّرِ العُوَّدَا
يا ابْنَةَ الضَّادِ زَمِّلي أحْرُفي إنَّ للوَحْي هاهُنا مَوْلِدا
إنَّني شَاعِرٌ سَحِيقٌ وبي شَارِعٌ في ضلوعِهِ مُنْتَدَى
غَارِقٌ في صَقيعِ أُرْجُوحَةٍ تَحْبِسُ الرِّيحَ,تَسْحَبُ المَوْقِدا
كُلَّما اجْتَزْتُ في السَّماءِ الرُّؤى نَاولَتْني قَريحتي الإثْمِدَا
ها أنا الآنَ قَادِمٌ مِنْ دَمي أحْمِلُ المَجْدَ أمْسَهُ والغَدَا
مُؤْمِنٌ بالخليلِ لا أدَّعي وإذا شِئْتُ كُنْتُهُ مُلْحِدا
هذهِ آيَتي فمَا خَطْبُكم إذْ بَنَيْتُمْ على فَمي مَعْبَدا؟!