|
....الغُرْبَةُ عَن الوطن.... |
الروحُ تَشْكو وِحشةَ البعدِ التي |
وَتَذَكرتْ يومَ الفراقِ فزادها |
حُزناً وسقماً والحَشَا يتألمُ |
وتخَمَّرَ الخدُ الصَفِيقُ بأدمعِ |
مُزِجَتْ بآهاتٍ تُهَاجُ وتُضْرَمُ |
يَا منْ تناءوا عنْ رُبَى وطني و مَنْ |
حَنَّتْ إليهِمْ أَجْنُحِيْ و الأعْظُمُ |
إنَّ الحياةَ بدونِكمْ نَكَدٌ و إنْ |
كانَ النعيمُ بها يفوحُ و يَفْعمُ |
لا تحسبوا أنَّي برابيةِ النوَى |
أَشْتَمُّ منْ ريحِ البعيدِ و أَقْضِمُ |
بلْ مُهْجَتِي قَبلَ الحنينِ تَجَرَّعَتْ |
شَوْقاً لهُ سُمٌّ مريرٌ عَلْقَمُ |
يا غربةً أَسَرَتْ على دربِ الخَفَا |
أهْلِي و أبْقتْنِي أَتِيْهُ و أَسْقَمُ |
و رَمَتْ رزاياها على صدري و مِنْ |
أَفْواهِهَا تَخْنُو علَّيَ و تَنْخُمُ |
لو تَطْعَمِينَ مَرارةَ الشوقِ التي |
مِنْ لوْعِهَا تَعْيَا القُلُوبُ و تَهْرَمُ |
لتأرَّقتْ عيناكِ مِنْ سُهْدِ الأسى |
و رَثَتْ على مَنْ في الوِصالِ مُتَيَّمُ |
يا غُرْبَةً حَمَلَتْ عناوينَ الفَنَا |
واسْتَحْللتْ ما حَلَّلوهُ وحَرَّمُوا |
لنْ تأخُذي مِنَّي الصَبَاحَ ولا المسا |
لا والذي يَقْضِيْ علَّيَ ويَحْكُمُ |
لنْ تَحْجُبِي عنِّي شُعَاعَاً سَاطِعاً |
بالحُبِ زاهٍ بالنَّقَاءِ مُتَمَّمُ |
سَتَظَّلُ آمَالِي تُسَافِرُ في الفَضَا |
حتى احَقِقُ ما أَرُومُ وأحْلمُ |
............ |
لـ سعيد علي الشحطو |