أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: قراءة نقدية فى قصة " أرز وعدس " للأديب سمير الفيل

  1. #1
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي قراءة نقدية فى قصة " أرز وعدس " للأديب سمير الفيل

    أرز وعدس ..

    قصة بقلم : سمير الفيل


    خارج سور محطة السكة الحديد ، وداخل كشك الصاج القديم لصاحبه "عبد الصمد عبيد " ، وقفت هند تنتظره ، حيث لم تتعود منه تأخيرا . كانت تحكم إيشاربا زهريا ً على رقبتها التي تشبه العاج ، وتغلق آخر عروة بزرار صدفي أعلى معطفها الأسود الذي لم يمنع البرد من أن يتسلل إلى عظامها ، ويصل إلى النخاع فترتجف ، وهي في الكشك المخنوق لضيقه ، تبيع لزبائنها بأدب وحزم ، دون كلمة واحدة زائدة كما علمها الأب تماما . لا ابتسامة ، ولا ضحكة : " ده أكل عيش ، ورزق العيال يا بنتي " .
    تقف في الكشك ، وتحميها المظلة القرميد المتربة التي تعرف أنها أنشئت زمن الاحتلال الانجليزي لبلدها . ألم تدرس ذلك في منهج التاريخ ؟ وهي تبتسم دائما كلما مرت بصفحة بها صورة حربية لمعركة " التل الكبير " إذ تحدق البصر في وجوه الجنود المدهوسين بعجلات الانجليز ، فتجد جنديا يبتسم وهو يموت ، ولم تربها "نظلة" أمها على الضحك أو السخرية من آلام الآخرين ، غير أن الصورة تهلك من الضحك ، وهذا لايهم كثيرا ، الشيء الذي لفت نظرها أن رائحة البارود الذي أطلق حينذاك كان يدغدغ أنفها ، وكأن العام 1882 ، والسور الذي تستند عليه يحمل عبارات صارت تشاهدها في كل مكان تذهب إليه " الأهلي حديد " ، " الزمالك يامدرسة " ، وهي خرجت من المدرسة عند الصف الثالث الإعدادي حين أتي العريس اللقطة إلى أبيها وكان قد رآها في صباح يوم مشمس ، وقطــرها لمنزلها .
    سأل القهوجي ، والعجلاتي ، والمكوجي ، فأفادوه أنهم ناس على قد حالهم ، الأب يبيع المثلجات بكشك علي سور المحطة ، وعنده سبع بطون من العيال : أربع بنات ، وثلاثة أولاد .
    خشيت هند أن تخبر الأب قاسي القلب أنها تريد صبي المكوجي الولد فتحي ، الذي كلما رآها ، نظر في الأرض ونطق بصوت خفيض ضاحك :" أرز وعدس " . كتمت سرها في عبها، وقالت لنفسها : " ربنا موجود " .
    جاء و أهله ، قرأ الفاتحة ، وألبسها الشبكة في حفل بسيط فوق السطوح ، وبعد أن تأخر "الجهاز "، جادل الأب ، وأسمعه ما يوجع القلب . جاءها منكسرا ذات ليلة : " دبريني يابنت . العين بصيرة والأيد قصيرة ، واللي تحكمي بيه .. هامشيه ! " . كان صوته منكسرا وحزينا ، فأبكاها دون أن تزرف دمعة واحدة . شعرت بالمهانة ، وكانت القشة التي تعلقت بها لتهرب من هذه الزيجة التي لم تسترح لها يوما : " لا أريده يابا " .
    وبالمعروف ، جاءت أم العريس ، وجلست في الأنتريه القديم ، وضعت ساقاعلى ساق : "حاجة ابني على داير مليم " .
    وفعلا ، من الحجرات المتهالكة ، جمعوا لها أطقم الصيني ، والورد البلاستيك والخلاط الكهربي ، ومسجل كالجاموسة بروحين ، وطاقم من الملابس "الشفتشي ".
    مضى كل إلى حال سبيله ، وفعلتها أمها ، إذ كسرت قلة وراءه ، فنظرت أم العريس لابنها الذي كان ينتظرها على الناصية وهي توكزه : " أمشي يابني . مد طوالي . دول متغاظين طبعا .. هيلاقوا زيك فين ؟ "
    لم تكن هند جميلة ، ولم تكن قبيحة ، هي فتاة بين بين ، لها نمش خفيف في وجهها ، كان فتحي صبي المكوجي يشاغبها ، وكلما مرت همس بصوت لايكاد يسمع " أرز وعدس " ، فالنمش الخفيف بألوان تبرق يزين الوجنتين ، وكانت تعرف أنه سيموت عليها ، وظنت انه سينساها ، لكنه ظل يردد هذه العبارة السحرية التي تذكرها بطفولة سعيدة مرحة ولطيفة " أرز وعدس " ، ولم تكن تغضب ، لأنها الوحيدة التي تسمعها ، وعندما طلبوا فتحي للجيش بكت . أخفت وجهها في وسادة ، وأحضرت مسجلا قديما من جارتها أم عطا ، وراحت تسمع صوت عبد الحليم حافظ ، وهو يغني " صافيني مرة ، وجافيني مرة " ، وكانت عبر أشهر مضت ترى الولد فتحي يعلي مؤشر الراديو كلما جاءت أغاني حليم في برنامج "على الناصية " ، ولما راح الجيش ، ولبس الكاكي ، وغاب شهرا ونصف طلبت من " نظلة " أن تطبخ لها أرزاً وعدسا ً ، فاستغربت الأم ، ونظرت إليها في استفسار : "عجايب ، من أمتى بتحبي الأرز والعدس؟ "
    سهمت هند ، ونطقت كالمغيبة ، والتي تعيش حلما لا تريد أن تفيق منه : " من النهاردة يا أما . "
    والأب عبد الصمد تعب صدره ، وسعل سعالا منتظما ، حتى أنه بصق في منديل أبيض بقعاً من الدم . لطمت الأم ، وذهبت به للدكتور اسماعيل في زقاق مريم ، فأدخله ، وعرى الصدر ، ودق بأصابعه على الصدر والظهر ، وطلب منه أن يكح ، وطلب تحاليل لم يجدوا معهم حقها ، فعلم المعلم عوض الكرتة ، سمسار الحارة ، وهو الرجل المزواج ، فعلى ذمته أربعة ، وقبلهن أربعة ، لكن الغريب أنه خيب ظن المتربصين له وطلع ابن أصول ، لقد ضرب يده في جيب معطفه ، ودفع مائتي جنيه كاملة لنظلة على مرأى ومسمع من البنت هند ؛ لأن الجيران أهل ، والنبي وصى على سابع جار .
    خرجت نظلة بالتحاليل ، وصور الأشعة ، وروشتات العلاج ، ومعها زوج مصدور يحتاج إلى راحة ستة أشهر .
    هند الكبيرة من البنات ، وبعد فشل خطوبتها ، كانت الوحيدة التي يمكنها أن تقف مكان أبيها في الكشك ، وتعمل في مكان زبونه من النوع الطياري ، وغيردائم ، فخلعت الملون ، وارتدت الأسود الكاسي ، كما لمت الضفائر خلف الإيشارب ، وأزالت طلاء الأظافر ، لكنها لم تستطع أن تمسح الكحل الرباني !!
    وقفت مكان الأب المصدور، وعاملت الناس بالحسنى ،فأحبها وقدرها أصحاب الأكشاك المجاورة ، لكنها في مرة سمعت صوتا يطلب منه زجاجة " حاجة ساقعة " . دون أن تنظر إلي مصدر الصوت ، وفي غمرة انشغالها ، فقط لمحت زيا كاكيا ، سألت : " أي نوع يادفعة ؟" وصلها صوت ألفته : " أ رز وعدس" .
    خرجت من الكشك الصاج ، وخجلت من أ ن تسلم عليه ، مد يده ، فمدت يدها ، وتلون الأفق بلون أزرق مبهج ، وجاءت وردتان واحتلتا الوجنتين .
    لم تكن جميلة ولا قبيحة ، لكنها شاطرة ، وتحب الناس ، وفتحي سألها عن العريس، فعرف أنها تركته ، أخفت عنه أنها فعلت ذلك لأن قلبها يدق كلما أدار المؤشرفي محل المكواة ، وسمعت حليم يصرخ كأنها خناقة "حبك نار .. يامدوبني في أحلي عذاب .. بابعت لك بعنيا جواب " .. وضع بين يديها شيئا ، ومضى ، وأخبرها أنه سيكون هنا من طلعة الشمس . فتحت يدها . إنها في باله ، يالغرابة المقادير . كانت دبلة من الفضة عليها عبارة حين قرأتها استغرقت في الضحك : " أرز ،وعدس " .
    لقد ظهر في أول الطريق ، كان مبتلا ، ورأ سه الحليقة تنزلق عليها زخات المطر ، فراحت تشير له أن يجري بسرعة ويحتمي بالمظلة القراميد التي تظلل الأكشاك .
    كان قد سبقها ، فدخلت خلفه . أراد أن يضع يده على كتفها ، جذبتها ، و زغرت له : " أنا بنت الأسطى عبد الصمد يافتــحي ، ولا نسيت . إتلم ."
    كانت شاطرة ، وجدعة ، وبنت بلد ، وقد اتلم فعلا ، وانشقت الأرض ، وابتلعته ، رغم أنه أمامها لحم ودم .
    ظل صامتا ، لا يعرف كيف يتصرف ، لكنها جرجرته في الكلام : "عامل ايه يااخويا في الجيش ؟ "
    هز رأسه : " كويس ، أخدنا أجازة 72 ساعة . جيت لك عليك على طول . على فكرة الحاجة موافقة على الخطوبة ، وهنقرا الفاتحة قريب جدا "
    ردت بألم : " لما أ بويا يقوم بالسلامة ."
    لم تكن قد تناولت إفطارها ، وكان يشعر بالجوع . أستأذن ، وغاب فترة طويلة ، فيما ظلت تبيع للمارة ما يطلبون من سجائر ، ومناديل ، وبسكويت ، وحجارة طورش ،ولوازم المدارس من كراسات وأقلام ، ومساطر .
    فـجأة وقفت سيارة سوداء فخمة ، فُتح بابها ، ونزل منها جارهم
    المعلم عوض الكارتة ، ولم تكن تستريح له . كان المطر قد توقف ، ولكن برك الوحل تتجمع دوائر دوائر على امتداد المسافة من الكشك إلى الطريق . أقبل عليها هاشا باشا ، وحافظته الجلدية المنتفخة بأوراق البنكنوت تكاد تفط من جيب جاكتته : " صباح الخير يا عروسة . لا مؤاخذة القرشين دول ليك أنت .. مش للأسطي عبد الحميد " .
    مد يده الغليظة بوشم السيف ، فتراجعت قليلا وهي تواجهه بحدة وغلظة : " بتاع أيه يامعلم ؟ "
    ضحك ، وهو يمسح جسدها من فوق لتحت ، ودب نظره في عينيها : " بدون لف ودوران .. إحنا طالبين القرب ياست . "
    ردت باستنكار : " في مين يادلعدي؟ "
    بادلها الاستنكار بسخرية موجعة : " من محسوبك المعلم عوض الكارتة . أيه ما نشبهش ؟ "
    حدقت في نظرته الشهوانية ، وأجبرته على التراجع : " لا ، ماتلزمنيش ، يا معلم " .
    ضرب الرجل كفا بكف ، وظلت يده ممتدة بالمبلغ ، بنبرة إغراء أخيرة : " هالبسك حرير في حرير ، وأكلك بط ، وأوز ، ولحمة يا بنت ياهند ، ده انت تستاهلي تقلك دهب " .
    رمت جملتها في وجهه، بدون تفكير : " أنا باحب الأرز والعدس " .
    دفعت يده في حدة ، فتراجع مدحورا ، في تلك اللحظة بالتحديد ، جاء فتحي بصينية نحاس فوقها طبق فول صغير ، وأقراص طعمية ساخنة ، وفحل بصل ، مع بضعة أرغفة بلدي .
    نظر عوض الكارتة لغريمه ، وشمله بنظرة ازدراء شديدة : " هو ده اللي هتبعيني علشانه يا شاطرة ؟ "
    ردت بنفاذ صبر : " القلب ومايريد " .
    قبل أن ينصرف المعلم ، وفيما كان يشملها بنظرة تهديد ، أمسكت يد فتحي ووضعتها على كتفها ، والشاب استغرب لما رأى ، لكنه انبسط على الآخر . انتزع المعلم قدميه وابتلعته العربة . عندما غار بعيدا شالت يده وألقت بها في الفراغ . ضحك من القلب ، فقد فهم أخيرا ، وفهمت أنه فهم . لقد اشترته وهو الفقير المعدم . لكنها أمرته أن ينسى ما سمع . فرشت صحيفة قديمة ، وجلست تفطر معه ، وقلبها ممتليء بغبطة لاحد لها . لاحقته بابتسامة خطفت قلبه : " ولد يافتحي .. هو الأرز والعدس لذيذ ياولد ؟! " .

    رؤية نقدية / هشام النجار

    أى أرز وعدس تعنى هنا وأى أرز وعدس يعنى هو .. ولأنه طعام الفقراء فليس مكلفاً كالوجبات الفخمة والأوز والبط والديوك الرومية لكنه يحتوى على الفوائد الغذائية اللازمة وتغنى ما فيه من بروتينات عن الحاجة الى تلك الكلفة المذلة اذا لم يكن الواحد يمتلك ما بقتحم به أندية ومنازل ومطاعم الأثرياء .
    ولأنها جدعة وبنت بلد وشاطرة وذات شخصية فهى لا تحتاج الى كثير جمال وملاحة ونصاعة بياض لتحلو فى عينية ويقع فى عشقها منذ البدايات وحتى النهاية ، ويكفى هذا النمش الخليط الملون على وجنتيها ممزوجاً بمجدعتها وشخصيتها القوية ليتذوق ويشبع من أصالة الفقراء وترفعهم ورائع خصالهم على وجنتيها .
    وعلى وجنتيها النمش الشبيه بطعام الفقراء وكلما رآها همس لها بالجملة التى تعبر عن رضاه بها وطموحه فى تلك العيشة معها ، نأكل أرز وعدس ونرضى بحبنا مع جمال وسطى واقعى يزينه النمش .
    هنا وجبة وصفية دسمة مزدهرة بالألوان كازدهار الأرز والعدس بالأصفر والبنى - أحياناً - والأبيض الناصع وازدهار وجهها بألوان تميزها بما يجعلها نادرة وسط استنساخ لنساء ذات لون واحد مكرر .
    أنماط وألوان من البشر والحالات الانسانية فى وصفية مدهشة بتفاصيل حياتية بسيطة وجذابة ومبهجة بألوان تنتثر فى اللوحة بانتظام وتنوع بحسب شكل ولون الحدث بين الأنوثة والعمل الجاد ؛ من " إيشارب زهرى على رقبتها التي تشبه العاج " .. الى " غلق " عروة بزرار صدفي أعلى معطفها الأسود " .. ومن ألوان الحيطان الباهتة التى لا يليق ولا يعيش معها الا لون الرضا والتفاهم والشغف بالأشياء البسيطة والتقاء الأرواح على على عشق التفاصيل والمشتركات والهمس بها الى طرد هدايا الخطيب غير المرغوب فيه فلن يعيش الفقران معاً بغير روح وبدون شغف وعشق للبساطة .. ستكون حياة بئيسة معتمة بدون ألوان ونمش وأرز وعدس .. " ، فمن " الحجرات المتهالكة " جمعوا لها أطقم الصيني ، والورد البلاستيك والخلاط الكهربي ، ومسجل كالجاموسة بروحين ، وطاقم من الملابس "الشفتشي " ، ليظل " النمش الخفيف بألوان تبرق يزين الوجنتين " .
    هنا قاص محترف يصف ويبدع بالألوان ويرسم التفاصيل بالريشة بعد أن يغمسها فى زجاجات الوجع " حتى أنه بصق في منديل أبيض بقعاً من الدم " .. " فخلعت الملون ، وارتدت الأسود الكاسي ، كما لمت الضفائر خلف الإيشارب ، وأزالت طلاء الأظافر ، لكنها لم تستطع أن تمسح الكحل الرباني " .. تلك باختصار تحول حالة العمل الرجولى الرجولى بعد اصابتها بالعطب المفاجئ الى حالة الرجولى الأنوثى عند الاضطرار فلا مفر من تحمل المسئولية بروح رجولية نضالية تثبت ذاتها وتضرب النموذج الأخلاقى فى التجارة ومعاملة الجيران والزبائن وصد ألوان الاغراءات المحملة بأوراق البنكنوت .
    السعادة ليست مع المعلم عوض الكارتة وأوزه وبطه ومحفظته المتخمة " ولم تكن تستريح له " .. انما تستريح لهمسة " أرز وعدس " ، لذلك تظهر مع مقدم المعلم عوض الألوان الطينية السوداء ، و " تتجمع دوائر دوائر على امتداد المسافة من الكشك إلى الطريق " .. وفى المقابل يتلون " الأفق بلون أزرق مبهج ، وجاءت وردتان واحتلتا الوجنتين " عندما فقط تلمح ذات النمش العدسى على الوجنتين " زياً كاكياً " .
    انها الألوان اذاً يستخدما سيد الوصف هنا ببراعة احترافية فى لوحة صراعية بين أنماط بشرية سوداء تستزيد من الشهوة وتشترى لذتها باحتقار البشر فى سفر لسوق الرقيق والجوارى " هالبسك حرير في حرير " .. الى طموحات انسانية بسيطة تنحت سعادتها بالتفاصيل الصغيرة وبالشغف بألوان البهجة المفعمة بالحياة والحب بالأبيض الفضى مع الأصفر العدسى و " دبلة من الفضة عليها عبارة حين قرأتها استغرقت في الضحك : " أرز ، وعدس " .
    ورفض بكبرياء البساطة والزهد لمحفظة اللذة " السوداء " الى بهجة السعادة اللونة بالأصفر" بصينية نحاس فوقها طبق فول صغير ، وأقراص طعمية ساخنة ، وفحل بصل ، مع بضعة أرغفة بلدي " .. الى سؤال حميمى مؤجل مطروح فوق صينية السعادة " ولد يافتحي .. هو الأرز والعدس لذيذ ياولد ؟ "
    هو اختيار له أسانيده وجذوره التاريخية فقد درست وحفظت ملامح جنود وطنها يبتسمون وهم يموتون مدهوسين بعجلات الانجليز .. وهو اختيار مضمخ بألوان الصراع بين القوة والفن ، فقد يكسب القوى ويربح البنكنوت والأوز والبط وقد يحصد الأهلى القوى البطولات على الدوام ، لكن من أخبرهم أن جماهير الزمالك تعساء وهم يستمتعون بمدرسة الفن وان لم يربحوا كأساً ولا انجازاً ، ومن قال ان الفقراء تعساء بعيداً عن فخامة الطعام وأبهة الزى فى بهجة ألوان السعادة بين الأصفر والأبيض ونمش الوجنتين وروعة الرضا بفنون الأرز والعدس الجمالية .
    هو اختيار البنت الجدعة بنت البلد التى رباها أبوها على الجدية والصرامة والاستقامة فلا تعرف من ألوان المرح واللذة الا لونين " أحب الأرز والعدس من النهارده يا أما " ، " وهي في الكشك المخنوق لضيقه ، تبيع لزبائنها بأدب وحزم ، دون كلمة واحدة زائدة كما علمها الأب تماما . لا ابتسامة ، ولا ضحكة : " ده أكل عيش ، ورزق العيال يا بنتي " .
    وأينما كان صوت فتحي صبي المكوجي يشاغبها ، كانت تسمع صوت عبد الحليم حافظ ، وهو يغني " صافيني مرة ، وجافيني مرة .. و " لأن قلبها يدق كلما أدار المؤشرفي محل المكواة ، وسمعت حليم يصرخ كأنها خناقة "حبك نار .. يامدوبني في أحلي عذاب .. بابعت لك بعنيا جواب " .
    انه الحب اذاً الذى ناضل ليمارس سعادته الخاصة بين ألوان الجدران الباهتة فى الحجرات المتهالكة على الصوانى النحاسية بين النمش الفريد على الوجنتين وسحر " الأرز والعدس " .

  2. #2
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.81

    افتراضي

    القصة جميلة والقراءة فصلت مواطن جمالها بأسلوب مشوق وفهم حقيقي يساعد القارئ على فهم النص وتذوق جماله

    شكرا لك أخي الناقد هشام النجار

    بوركت
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,110
    المواضيع : 317
    الردود : 21110
    المعدل اليومي : 4.95

    افتراضي

    ( أرز وعدس) صورة شديدة الجمال والدقة لواقع الناس البسطاء
    الذين يحملون أصالة الفقراء وترفعهم ورائع خصالهم.
    قصة جميلة بنسج لطيف وسرد سلس بأسلوب مشوق.
    ورؤية نقدية تحليلية.فنجده يقول :
    (هنا قاص محترف يصف ويبدع بالألوان ويرسم التفاصيل بالريشة بعد أن يغمسها فى زجاجات الوجع ")
    قراءة عميقة ورؤية ثاقبة تجعلنا نصل إلى مكامن الجمال في القصة
    شكرا لك أيها الناقد الجميل على قراءة رائعة لنص بديع
    ولك تحياتي وودي
    .نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. "البائـس" ...قراءة نقدية تحليلية فى قصة "الانتقام الرهيب " للأديب : محمد نديم
    بواسطة د. نجلاء طمان في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 07-07-2022, 11:34 PM
  2. أرز وعدس ..
    بواسطة سمير الفيل في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 16-11-2015, 03:32 PM
  3. "أرواح فى حلوق"....دراسة نقدية تحليلية عن قصة "حلوق حارة" للأديب الرائع: د.مصطفى عطية
    بواسطة د. نجلاء طمان في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 09-01-2008, 03:58 PM
  4. ممارسات نقدية . 1- غرابيل .. سمير الفيل
    بواسطة يحيي هاشم في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-02-2007, 08:39 PM
  5. الدعاء للأديب سمير الفيل بالشفاء
    بواسطة محمد سامي البوهي في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 19-11-2006, 03:16 AM