في تلك الحديقة المهجورة ..
وعلى ذلك المقعد القديم ..
الباهت الألوان ..
المتهالك ..
وكأن أرجله تنوء ..
بحمل ثقيل ..
بحمل السنين ..
حكايا بشر ..
الجسد مندك ..
تحت وطأة الحياة القاسية ..
أثار لتعذيب ..
الفقر والجوع ..
على عروقه النافرة ..
المتعطشة ...
لقطعة خبز ..
تعال أيها المقعد :
هبّ لي راحة وسادتك ..
منامة غفوة ..
أشعر فيها بدفء الشبع ..
المقعد يئن :
من جوع الفقير ..
يحلم بليلة فيها شبع ..
سبقها عكازها ..
وأصوات لخطوات ثقيلة ..
مجهدة ..
وأنفاس متقطعة ..
خطوط السنين ..
في انحناء الظهر ..
في ثقل القدم ..
في ارتعاش الكفوف ..
دموع تنادي ..
إلا من رحيم ..
سواك إلهي ..
من بين البشر ..
فلذة كبدي أعطيتك عمري ..
فكان جزائي منك ..
القتل ..
تأوه المقعد بحزن يقول :
ألا يا عجوز ..
لك ربٌ يدع الكريم
المجيب ..
فلا تيأسي من ظلم البشر ..
تجلس عليه ..
مثل نبتة البراءة ..
تنتظر من يروي حلمها ..
ليثمر ..
تغمض عينيها الصغيرتين ..
فيأخذها ..
إلى أقصى أمنية ..
تداعب خيالها ..
تلك الحلوى ..
لذيذة المنظر ...
كيف هي طعم الحلوى *؟؟
جُنّ المقعد : حلوى
أيتها الطفلة اليتيمة ..
أحلامك ترابية ..
سوف تظل معلقة ..
على جدران الحياة الأصم ..
إن لم تتلقفك ..
أيدي رحيمة ..
فتحقق لكِ ..
أمنيتك اليتيمة ..
يلتقيان ..
تركض إليه بنبضات قلبها ..
فيحتضنها بأهدابه ..
ويلتقيها بنظراته ..
لا يلتقيان ..
إلا في أحلام الغسق ..
وعلى سحابة بيضاء ..
ومع أول قطرة للمطر ..
تتهافت الصدور ..
ببوح الألم ..
لنرى كيف تغدو الأحلام ..
غصة ..
وكيف تصبح قصة حب ..
نزيف جراح لقلوب ..
لن تندمل ..
المقعد : لدي حريق ..
بفعل البشر ..
هذا جنون ..
مآسي ..
مواجع ..
أليس هنالك عقلٌ رشيد ..
يضم قلوباً ..
يجد حلولاً ..
لتلك المآسي ..
من صنع البشر ..