وكفى بالله وكيلا
------------------------
يقول العلامة ابن القيم :
... فظهر أن التوكل أصل لجميع مقامات الإيمان والإحسان،
ولجميع أعمال الإسلام،
وأن منزلته منها منزلة الجسد من الرأْس،
فكما لا يقوم الرأْس إلا على البدن، فكذلك لا يقوم الإيمان ومقاماته وأعماله إلا على ساق التوكل. والله أعلم...
.....
.. وقال أيضا في مدارج السالكين :
من منازل: {إياك نعبد وإياك نستعين} [الفاتحة: 5] منزلة التوكل.
قال الله تعالى:
{وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين} [المائدة: 23] ،
وقال:
{وعلى الله فليتوكل المؤمنون} [آل عمران: 122] ،
وقال:
{ومن يتوكل على الله فهو حسبه} [الطلاق: 3] ،
وقال عن أوليائه:
{ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير} [الممتحنة: 4] ،
وقال لرسوله:
{قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا} [الملك: 29] ،
وقال لرسوله صلى الله عليه وسلم:
{فتوكل على الله إنك على الحق المبين} [النمل: 79] ،
وقال له:
{وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا} [النساء: 81] ،
وقال له:
{وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده} [الفرقان: 58] ،
وقال له:
{فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين} [آل عمران: 159] ،
..
وقال عن أنبيائه ورسله:
{وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا} [إبراهيم: 12] ،
..
وقال عن أصحاب نبيه:
{الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} [آل عمران: 173] ،
وقال:
{إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون} [الأنفال: 2] .
والقرآن مملوء من ذلك.
وفي الصحيحين - في حديث السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب - «هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون» .
..
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
حسبنا الله ونعم الوكيل. قالها إبراهيم صلى الله عليه وسلم، حين ألقي في النار.
وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له:
smile رمز تعبيري {إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} [آل عمران: 173] ) .
...
وفي الصحيحين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
«اللهم لك أسلمت وبك آمنت. وعليك توكلت. وإليك أنبت. وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك، لا إله إلا أنت أن تضلني. أنت الحي الذي لا يموت. والجن والإنس يموتون» .
..
وفي الترمذي عن عمر رضي الله عنه مرفوعا:
«لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا» .
...
وفي السنن عن أنس رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال - يعني إذا خرج من بيته - بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له: هديت ووقيت وكفيت. فيقول الشيطان لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي؟» .
التوكل نصف الدين. والنصف الثاني الإنابة، فإن الدين استعانة وعبادة.