بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية هاجر الكثير من المسلمين إلى فرنسا وألمانيا وبريطانيا فوجدوا فرص عمل كثيرة في تلك الدول وغيرها واستقروا فيها وكان للنقص الشديد بالأيدي العاملة في تلك الدول لكثرة القتلى والمعوقين فيها من جراء الحرب العالمية الثانية سببا مباشرا في سماح تلك الدول للمهاجرين بالاستقرار فيها فهل لذلك الأمر دخل في عدم وقوف تلك الدول إلى جانب الولايات الأمريكية في حربها ضد العراق أن قرار فرنسا بمنع الحجاب الآن أمر غريب للغاية فهل يهدف لإجبار المسلمين على الخروج من فرنسا وإبقاء العلمانيين من أبناء الشرق فيها ومعلوم أن التدخل في الحرية الشخصية للمواطن العادي أمر مرفوض في جميع دول العالم وكذلك ما يتعلق

بالواجبات الدينية وهل من المستبعد أن تقوم بريطانيا مثلا بإصدار هوية شخصية لمواطنيها تتضمن معلومات دينية لمنع المسلمين البريطانيين من السفر بالطائرات أو دخول أماكن عامة محددة أو التنقل بحرية لإجبارهم على الهجرة من بريطانيا لان أعدادهم لا يمكن السيطرة عليها في حالة التمادي في العداء للإسلام وهو أمر مطروحٌ الآن في بريطانيا وربما في غيرها غداً . إذن الأمر خطوات مرحلية تستهدف إجبار المسلمين على الهجرة من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وغيرها وقد لاحظنا كيف بدأوا يحركون الشارع المصري بالمظاهرات وما شابه ضد حسني مبارك بعد جولته الخليجية والتي قصد منها إقامة مؤتمر خليجي بشأن العراق وخاصة ما يتعلق بإعادة انتخاب حسني مبارك وقد رأينا كيف بدأت بعض الإذاعات الغربية بحملة قذرة ضد حسني مبارك وخاصة ألبي بي سي بعد مطالبته بعقد المؤتمر الخليجي وفي هيئة الأمم المتحدة لاحظنا كيف بدأوا بحرب إعلامية ضد كوفي عنان بشأن برنامج النفط مقابل الغذاء وما يتعلق بصفقات ابنه بعد تصريحات كوفي عنان بشأن عدم شرعية الحرب الأمريكية على العراق إذن هم يورطون من له علاقة مباشرة بأمورهم السياسية دون أن يعلم بذلك وحين يخرج عن الخط المباشر لإقامة مصالحهم يحاربونه بذلك التوريط.

وهم يأخذون الأموال من دول إسلامية ليضربوا دول إسلامية أخرى بها وليس عن طريق الثروة النفطية فقط . والآن سنتحدث عن مجموعة كذابين يوما ما قال الرئيس الأمريكي انه دخل الحرب ضد العراق من اجل أسلحة التدمير الشامل فيه وثبت أن ذلك أكذوبة كبرى ثم قال أن مهمتنا تنتهي بالقضاء على صدام حسين وثبت بطلان ذلك ويوما ما صرح الإعلام العراقي بأنهم قد قبضوا على نائب الرئيس السابق عزت الدوري وثبت أن ذلك كذبة كبرى أيضا .

وفي حديث( علي شبوط) عضو التحالف الديمقراطي الإسلامي قال: أن الدستور العراقي المؤقت مقدس.. وان موعد الانتخابات القادمة في الثلاثين كانون الثاني مقدس أيضا فأية كذبة هذه هل أن الدستور العراقي المؤقت الذي كتبه التحالف الأمريكي الصهيوني ووقع عليه عملاؤهم في العراق مقدس وهو يتضمن الفدرالية الجغرافية مثلا وهي تعني استيلاء الأكراد على الشمال العراقي وتشريد أهله وذبحهم وهم سكان المنطقة الأصليين.. أي كما جرى للآشوريين من قبل بدل فدرالية المحافظات التي تعني الحل العادل للمسألة ويمكن مراجعة مقالة دستور مؤقت أم وعد بلفور جديد ومقالة اللعبة المزدوجة والحرص على الوحدة للنظر في الأمر..

وفي تعليق لأمريكا على قرارات روسية بعد تفجير مدرسة روسية مؤخرا ادعى الأمريكان أنهم يحرصون على حقوق الإنسان فهل هم يحرصون على حقوق الإنسان ميتا بعد قتله والتسبب بيتم أطفاله إن لم يكن مقتلهم وتحويل المجتمع الإسلامي إلى مجموعة يتامى وأرامل كما يجري في العراق وفلسطين وذلك يظهر كذبة أخرى وفي تصريح لحازم الشعلان وزير الدفاع العراقي المؤقت قال: أن البيشمركة مجربون وطنيا فهل هم مجربون بذبح الأسرى العرب من قوات الأمن والأمن الداخلي والاستخبارات ومطوعي الجيش في شوارع اربيل ودهوك والسليمانية أم بحرقهم أحياء بعد إجبارهم على شرب البنزين عام 1991 وما قبلها وسرقوا سبائك الذهب ومليارات الدنانير من البنك المركزي العراقي فرع الموصل وبقية المصارف وسرقوا الأموال العامة من سيارات وحديد وغيرها. وكما يطالبون بمحاكمة البعض فيجب محاكمة السفاحين ولصوص المصارف أيضاً.

وإذا كان هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي المؤقت عضو في البيشمركة والحزب الديمقراطي الكردستاني وكذلك خسرو كوران نائب محافظ نينوى حكومة من السفاحين ولصوص المصارف فرضتها أمريكا على العراق وستعمل على تثبيتها في الانتخابات الأضحوكة القادمة فهل هذه الديمقراطية الأمريكية التي تريد نشرها في العراق وإذا كان تأسيس الحكومة العراقية المؤقتة بمزاجية أمريكية وفق مصالحها القائمة على الخريطة السياسية الجديدة السيئة الصيت وكذلك كان تأسيس المجلس الوطني فلا نستغرب ما سيجري في الانتخابات القادمة إنما هم يريدون مجموعة من السفاحين وقطاع الطرق ولصوص المصارف ليأسسوا حكومة معادية للإسلام شبيهة بالحكومة الأمريكية القائمة.

وتلك كذبة تظهر طبيعة مجموعة المتعاملين مع أمريكا في العراق وفي بيان للحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني في العراق قالوا: أنهم سيخرجون من العملية السياسية أن لم يتضمن بيان الأمم المتحدة لعبة الفدرالية في القرار الخاص بشأن العراق حينها.. ولكنهم لم يفعلوا ذلك بعد عدم تضمن القرار المذكور قضية الفدرالية مما يظهر كذبهم أيضا وفي رد ل(برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي المؤقت) على سؤال عن ذلك في برنامج تلفزيوني قال: أن ذلك كذب (أي لم يصدر ذلك البيان عن الحزبين المذكورين) وتلك حلقة أخرى من حلقات الكذب المتواصل التي ترمي إلى تدمير الإسلام في العراق ومن ثم تدمير الإسلام في بقية المناطق الإسلامية وفي مرحلة من حكم بوش الصغير قال ما معناه سيتم تأسيس دولة فلسطينية عام 2005 والآن يقول ستقام دولة فلسطينية في الأعوام الأربعة القادمة أي كذبة أخرى لامتصاص زخم الغضب الإسلامي بألاعيب مزدوجة تهدئ رد الفعل تارة بالنسبة للقضية الفلسطينية وأخرى العراقية حسب متطلبات المواجهة والضحك على اللحى في القضيتين.

والأمور كثيرة التي يمكن سردها في هذا المجال فكيف يمكن أن يثق العالم الإسلامي بوعود مبنية على استدراج المسلمين للقضاء عليهم وسرقة ثرواتهم شيئا فشيئا بمخطط خبيث يرمي إلى تحقيق ذلك على عدة مراحل لتقليل الخسائر وتحقيق اكبر كمية ممكنة من المكاسب الظالمة.

والعودة للحق خير من التمادي في الباطل فانظروا إلى ما يجري لنساء الفلوجة وفلسطين دمار وجوع وفقر وتشرد في برد الشتاء القارص أيرضيكم حال المسلمين هذا؟ فانه سيعم العالم الإسلامي أن لم نعد إلى دين الله بصدق نية وكلام مؤيدان بالعمل الخالص لوجه الله تعالى ومن طبيعة الأمريكان ضرب المدنيين حين العجز عن مواجهة المقاومة أي كما يجري في فلسطين وامتصاص رد الفعل في العالم الإسلامي ومنعه عن الرقي إلى متطلبات الحدث بأكاذيب إعلامية وتشويه حقائق وادعاء بعض الدول الغربية محاولة مساعدة المسلمين ضمن لعبة تبادل الأدوار بين الأقطاب الكبرى ويسقط الكثير من المسلمين في الفخ ويعتمدون على تلك الادعاءات فلا يتخذون ما يستوجبه منهم الظرف والواجب أي أن سياسة أمريكا تعتمد على تخدير البعض بتشويه الصورة بشعارات الديمقراطية وما شابه لحين القضاء على المقاومة والاستمرار بالظلم والقتل والحرب ضد القيم والنزاهة والحق لحين وصول عملائها إلى مرحلة من القوة تمكنهم من تحقيق أهداف الأمريكان وبقية الصليبيين أي حماية مشاريعها في المنطقة أو ما يدعى بالخريطة السياسية الجديدة في المنطقة كما جرى في فلسطين ويجري ألان في شمال العراق. كذب في كذب في كذب أية مهزلة يسير إليها العالم وأي دمار وأي فناء إن لم يسترجع المسلمون إرادتهم وإيمانهم بالله ويعودوا للصراط المستقيم. والانشغال بالحياة الخاصة على حساب الحياة العامة يؤدي إلى تدمير الحياة الخاصة بالنتيجة وهكذا فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.

اكبر تكريم للإنسان الجهاد لان الاستشهاد أجمل في الحياة والعيش في زمن الجهاد أمنية كل مسلم ولو كان خالد بن الوليد وأبو قتيبة عامر بن الجراح وسعد بن أبي وقاص قد اتيحت لهم فرصة الجهاد في زمننا هل كانوا سيقفون متفرجين؟ على مدينة الأنبياء نبي الله الخضر (ع) ويونس (ع) وشيت (ع) ودانيال (ع) وجرجيس (ع) تناديهم للدفاع عن مقدسات المسلمين وبقعة من اطهر أراضيهم ويقولون هذا ليس شأننا أو أننا لم نفهم الصورة بعد أو ما شابه لحين أن يصبحوا هم أيضا ضحايا الحملة الصليبية على الإسلام ويخسرون ليس فقط فرصة الجهاد ولكن فرصة الحياة أيضا.

والحق بحاجة إلى قوة والقوة بحاجة إلى حكمة وهكذا فهم يحاولون تجريد المسلمين من جميع أسلحتهم والانفراد بهم الواحد تلو الاخر وقيام أمريكا بدمج الحرب ضد الإسلام بالحرب ضد الإرهاب للتمويه والخداع والتضليل وتجنب مواجهة العالم الإسلامي كاملا وفق مخطط مرحلي يقصد منه الإسلام بأركانه الكاملة لأنه عدو للباطل وسرقة حقوق وأراضي الغير وكل قيم الفساد والضحالة المنتشرة في الغرب حاليا وهذا ضد رغبات المسيحين المتطرفين والخاضعين للسيطرة اليهودية بالمال والجنس والسحر والتنويم المغناطيسي في أمريكا وغيرها كما جاء في كتاب بروتوكولات حكماء صهيون ونتيجة لذلك يعتبرون اليهود إخوتهم ويدعون أنهم سيصبحون مسيحيين في نهاية الأمر وبالقتل والظلم والحقد والنهب الذي يمارسه المسيحيون المتطرفون في العالم لأسباب ذكرت في مراحل من هذه المقالة وهكذا فقد كرمنا الله أيما تكريم إذ جعلنا نعيش في هذا الزمن ولو أننا جاهدنا مليارات السنين لما أدينا فضل الله علينا في شريان صغير ينقل الدم النقي إلى جزء من جسمنا ولكن الله أكرم الاكرمين ليس فقط أعطانا فرصة رد جزء ضئيل من الفضل بل جعل للمجاهدين جنات عدن تناديهم للفوز بالدنيا والآخرة. ولو كانت كلمة الحق قيلت منذ عصر المستعصم هل كان حال الأمة على ما هو عليه الآن ؟ وهل يفضل البعض تأجيل العمل بها حتى تستباح جميع الأراضي الإسلامية وتُقتل أطفالها وتنتهك أعراضها ويذبح رجالها كما يحصل في العراق وفلسطين ألان ؟ . ونحن لسنا أقل شأناً من الفيتناميين الذين تمكنوا بتكاتفهم ووحدتهم وسلوكهم الأسلوب العلمي العسكري من قهر العدو الأمريكي ولكن أن تكون كلمة الله هي العليا .

لقد كرّمنا الله عز وجل أيما تكريم إذ جعلنا نعيش في زمن الجهاد لمناصرة الحق ورد جزءٍ يسيرٍ جداً من فضله علينا وأين في أرض الأنبياء (نبي الله الخضر ويونس وشيت ودانيال وجرجيس عليهم السلام ) لنفوز بالدنيا والآخرة . وإنا بحاجة للعودة لدين الله قبل فوات الأوان والله غني عن العالمين .





الباحث السياسي

مازن عبد الجبار إبراهيم



من مؤلفاته :كتاب أين الحقيقة 1992 تنبأ فيه بالهجوم الأمريكي وما يجري حاليا في العراق

-2 نظرية في علاج الأمراض المزمنة نشرت في جريدة العرب اللندنية العدد6498 في 30/9/2002 وجريدة نينوى الموصلية العدد 95 في 1/3/2002 وجريدة الزمان بتاريخ 8-4-2004

--3 نظرية في الحكمة نشر العديد من أجزائها في تسعينات القرن الماضي في الجرائد العراقية

ومن أعماله : مواجهة الذئاب بعصا راع انتحار حقيقي …ما أصعب أن تهزم الحياة ثم تهزمك امرأة وما أقسى أن تسحق الأعداء ثم تسحقك نفسك .. لو ألغيت الخمور ولفائف التبغ والمخدرات غير الطبية من[/size]