الأستاذ أحمد رامي :
أبْعــدكَ غَشُــومٌ عـن أهـــلٍ فذهبْتَ تجـوب الأمصارْ يـتـجهّــمُـك العيــشُ مـرارا ويحــيطُ بقـلبك أسـوارْ صفْ لي إحساسَك و ترَسَّلْ بعـذوبةِ نظــمِ الأشــعارْ
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ:ـ
من فضلكم أولا أربع دقائق للتعرف على طير الوقواق
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
الجواب
يا أمي رفقًا ضُمّيني لأُحلِّقَ مثل الأطيارْ لكنَّ جناحي مكْسورٌ مُذْ أبعدنيْ وحشٌ ضار واستعمرَ عشي دولتهُ ورمى بي خلْفَ الأسوار هذا يا أمي وقْواقٌ هوَ فرخُ حرامٍ غدار وأنا ابنكِ يا أمُّ خذيني هل زاغت عنّي الأبصار؟ ريشاتكِ كمْ تُشبهُ ريشي والمنقارُ هو المنقار ولساني غرَّدَ عربيًا يهديكِ أرقَّ الأشعار أغصان الزّيتونةِ حنّتْ لي وبكى إكليل الغار أعواد اللوزةِ تعرفني لو نطقتْ كُشِفتْ أسرار أماه غدوتُ غريبًأ عن وطني وأجوبُ الأقطار أبحث عنْ مأواً يحميني من مخلبِ نسرٍ جبار منْ لفحة حرٍ تلفحني أو منْ لسْعةِ بردٍ قار وبغاثُ الطيرِ لتجويعي تسعى ولتشديد حصار ونعيب البومة يجلدني بعتابٍ كلهيبِ النار وغرابيبٌ تنعقُ: تعسًا للاجئِ كلّلهُ العار هجرَ العش الدافي جبنًا أم باع الأوطانَ وطار؟ سأعودُ اليومَ إلى عشي وسأسلُكُ دربَ الثوار تحتَ جناحي أحملُ كفني سأُعدّ العدَّةَ للثار لنْ أقبل غيركَ يا وطني دارًا لو جبتُ الأمصار فبلادُ العربِ بها عشي والقدسُ القدسُ هي الدار