سـئـمت الـليل أشـكوه اغـترابا ... وأرشــف مــن مـدامـته الـعذابا
فـيـهديني الـدمـوع كـأن قـلبي ... بـهذا الـدمع قـد يـسلو المصابا
أسـامر ذا الـسهاد يجوب عيني ... ويـحـتـل الـجـفـون ولـــن يـهـابا
أعــاقـر فــيـه أحــزانـا كـظـلـي ... وأفـتـح فــي جــدار الـيأس بـابا
فيأخذني المنى في حلم طفلٍ ... بــريء الـوجـه يـنـتظر الـشـبابا
فـجاء الـشيب يطرق باب قلبي ... أهــذا الـطـفل قـد هـرم وشـابا
فـأيـن شـبـابه الـمزعوم يـصحو ... ويـنـفـض عــنـه ذيـــاك الـتـرابـا
أحـزن الـقلب يـحفر في وريدي ... ويــغــتـال الــتـفـكـر والــصـوابـا
أنـا الـمصلوب قهرا فوق يأسي ... ودمـع الـعين يـنسكب انـسكابا
أتــوق لـفـرحة تـجـتاح نـبـضي ... ولـيـت جـوانـحي تـسلو الـعتابا
أعانق لوعتي من جمر سهدي ... وقـلبي فـي الـهوي ضـل وخابا
تـراكـم هـمه فـي بـحر عـشقٍ ... وأظــهـر جـرحُـه بـالـشوق نـابـا
أمـنـي الـقـلب أحـلامـا بـقـربٍ ... وأرسـم فـوق أهـدابي الـسرابا
فـــلا نـلـنا بـقـربك طـعـم فــرحٍ ... ولا ذقــنــا بـبـعـدك ذا الـرضـابـا
وأشـدو فـوق أيـك الحب همي ... ويـعلو الـصوت يـخترق الـسحابا
أيـبقي فـي بحار الشوق قلبي ... ويــقـذف مــن تـألـمه الـشـهابا
كـان الـقلب يـعشق ذل روحي ... وأن الـعيش فـي الأحـزان طـابا
كــــأن ربــاطــك الـمـعـقـود رقٌ ... ولا ارجــو مــن الــرق انـسحابا
تـملك مـهجتى واجـتاح نفسي ... فـسـاق الـقـلب لـلـموت ارتـيابا
فـهل يسلو الفؤاد خيال عشقٍ ... ويــعــلـن أنــــه لــلـرشـد آبــــا
فـإن تـدمي الـفؤاد بسهم غدرٍ ... فــإن الـصـبر يـكـفيني الـجـوابا