أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 24

الموضوع: شلن فضة ( قصة قصيرة )

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    الدولة : أرض السرد
    المشاركات : 508
    المواضيع : 62
    الردود : 508
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي شلن فضة ( قصة قصيرة )

    شلن فضة .

    الولد منير شقي ونحيف كنواة بلح أبريمي ، لكن دمه سكر ، وهو يقلد مشية مدرس العربي ، الذي يخب في بدلته الوحيدة الرمادية المثقوبة من الأكمام ، أو وهو يحاكي الأستاذ عبد السلام الذي يأتي من " العطوي " راكبا حماره الضعيف المضعضع . ضربه الناظر عشرة عصي عندما فك الحبل المربوط فيه الحمار بجذع شجرة ، ومضى في الميدان يبرطع ، والحمار الماكر عندما نظر بطرف عينه ، ولم ير صاحبه ضخم الجثة ، شعر أن ظهره خفيف ، فأطلق ساقيه للريح فرحا ، ولم يوقفه سوى شط ترعة تغص بالمياه ، خاف أن ينزلها ، فتوقف متحيرا ، وراح يمضع عشبا ً أخضر كان معفرا بالتراب .
    جاء الفراش مسعد ، وعاد بالحمار والولد المتهم ، وهو يوم لا ينساه ، ولا يظن أن الحمار هو الآخر قد نساه ، فلو كان له لسان ينطق لصاح : كانت فسحة شائقة !
    الولد أسمر ، وقصير ، وشعره مفلفل ، لكن أسنانه المرصوصة تعلن عن ضب خفيف لا يكاد يـُـرى ، وخفته جعلته يفكر أكثر من مرة في أن يطير كالعصافير ، وأن يلامس السحب البعيدة التي تزرقش السماء ببياضها الشاهق ، وقد جرب مرة أو أكثر أن يقفز من على غصن شجرة توت فاردا ً ذراعيه . في مرة أنقذته أفرع الشجرة السفلى المحملة بالثمار اللذيذة ، فخففت من قوة الارتطام ، وفي مرة أخرى وقع على جنبه ، فأصابته بعض الرضوض ، ولما كان يتحمم لمحت أمه الزراق فشددت عليها الخناق ، فزعم أن مدرس الحساب قد رفسه لأنه لا يعرف كم يساوي حاصل ضرب خمسة في سبعة ؟
    وحين باغتته الأم بالزيارة في المدرسة ، واشتكت الأستاذ عبد السلام للناظر إتضح لها أن التهمة ملفقة فعاجلته بقرصة موجعة تركت علامة في كتفه ، وفي جمعة الحموم ، أراها إياها ، وحدجها بعتاب مؤلم : طبعا لو حد تاني كنت اشتكيتِ لك . أنا رايح أشتكيك لأبويا .
    حين انتهى من استحمامه ، ارتدى قميصه النظيف ، والشورت القصير لفوق الركبة ، وذهب إلى الجبانة ، حيث كانت حدبات القبور مطلية باللون الأبيض . ابتاع خوصا أخضر بتعريفة ، ليضعه على قبر العائلة ، واقترب من القبر الذي كان باب مقصورته تهزه الريح ف" يزيـّـق ". خجل أن يشكو أمه ، لكنه همس بصوت خفيض : لقد وحشتني ياأبي !
    لم ينتظر أي إجابة ، فهو يعرف أن الموتي لا يتكلمون ، وحين انتهى من قراءة الفاتحة ، وضع كفيه بميل خفيف على الحافة ، وامتلأت يداه بتراب ناعم خفيف . كان يشعر أن أباه الذي غاب وهو ما زال طفلا ً يحبو قد أمعن في الرحيل ، ومن حق الأحياء أن يطلوا عمن راحوا في غبش الزمن البعيد .
    الولد منير لا يكف عن اللعب طوال النهار ، بعد أن يخرج من مدرسته يطير إلى بيته ، كي يحصل على لقمة على الماشي ، ويكون لديه قرابة الساعة قبل أن يذهب لمحل الأحذية الذي يعمل به ، وهي فترة مناسبة تماما لاصطياد السمك بالسنارة ، أو لمطاردة كلب في أرض البرش ، أو الذهاب للمكتبة العامة حيث يجد الجميع يقرأ في صمت ، وهو يكره هذا الصمت المميت ، يستعير كتابا وينطلق نحو المنحدر الهابط للنيل ، الذي يكسوه الدبش الأبيض ، ومنه تطل نباتات شيطانية بلا رائحة . يفر الصفحات ليقيس الزمن التقريبي للانتهاء من القراءة ، وفي أغلب الأحوال يكون تقديره سليما ، فلا يمكن أن يمضي يومان دون أن ينتهي من كتابٍ ، ناهيك عن تجهيز قش شم النسيم ، وصنع "الأليمبي " ، والانخراط في عصابات الهجوم المباغت على الحارات الأخرى لسلب القش من أماكن تخزينه السرية ! .
    اليوم أنهى دروسه مبكرا ، فقد كان الخميس ، سأل المارة عن الساعة فكانت الواحدة . أمامه ثلاث ساعات كاملة ويأتي موعد ذهابه للشغل .
    سأل نفسه ، ويده تقبض على شلن فضة كان قد ادخره من مصروف الأسبوع : ما أجمل أن تشاهد فيلم السندباد . وقف أمام السينما التي تعرض الفيلم ، وراح يتأمل " الأفيش " الملون ، وصورة السندباد تبدو بالحجم الطبيعي ،وعمامته الصغيرة في احمرارها تجعله غامضا ومريبا .
    ربما هو حلمه الذي ظل يلوح في مخيلته ، وقد اقترب الموعد ، موعد حفل الظهيرة ، ومعظم روادها يكونون من أولاد المدارس ، وبقايا حرفيين أنهوا يومهم مبكرا ، وبعض فلاحين يعرفهم من الجلباب الواسع الأكمام ، و"اللاسة "العجيبة التي تغطي رؤوسهم .
    قبل أن يمد يده بالشلن الفضة المنقوش عليه صورة الملك فاروق الأول بطربوشه المائل في نزق وأبهة ، سمع طبلا غريبا .
    كان يدق بانتظام ، وحماس ، فأدرك أن هناك أمرا غير معتاد سوف يحدث . الطبل لا يعرفه سوى في سيارة مولد النبي ، وفي ليلة الرؤية ، أو في العرض العسكري .
    في الميدان كان حاويا قد نصب عدته ، وراح يوسع الدائرة ، ومن خلفه زوجة نحيفة تضرب على الدف ، وفي المنتصف تماما كانت هناك طفلة صغيرة في مثل سنه . طفلة جميلة جمالا شاحبا بضفيرتين قصيرتين وسنة مكسورة ، وجهها فيه ملاحة آسرة ، كانت تفرد قطعة المشمع المنقوشة بألوان زاهية ، وتضبط قطع الزلط على أطراف المشمع الدائري بصعوبة ، حيث تهب الريح فتزيح طرفا ، فتعاود ضبط قطعة الزلط .
    كان الحاوي قد بدأ يستعد لفقرته الأولى ، حين راح يرشق السكاكين في دائرة مرتفعة لأكثر من متر ، مرتكزة على قائم من الحديد المطلي بالأسود ، وبين كل سكين وآخر يشعل كرة من القماش المشبعة بالجاز ، ويثبتها في الفجوات .
    طلب منهم أن يصلوا على جمال النبي العربي الأمي ، فصلوا جميعا : الكبار والصغار . ومد طوله ، وعاد فقصّره ، وتلوى مثل حنش ، وكخيط يمر من سـَـم الخياط اجتاز الفتحة التي رآها منير ضيقة ، حتى أنه أخفى عينا وترك الأخرى لتبحلق ، وتتابع القفزة .
    كانت البنت قد عادت لطبلتها ، بصوتها الهائل ، تدق بالعصا التي تحمل في طرفها رأسا من المطاط : ترم ..دم .. ترم .. دم .. ترم .. دم .
    كأنه يستعيد المارش الحزين ، في جنازة ابن الدمهوجي تاجر الأخشاب ، حين غرق الشاب في البحر المالح ، وسارت الجنازة ، والموسيقى النحاسية تصدح في شارع الجلاء ، وفرقة أطفال الملجأ تعزف ، بإيقاع حزين . لما عاد سأل أمه ، وهو يخفي الكتب في مسقط السلم : ليه يا أمي الجنازة دي فيها موسيقى ؟
    كانت تغسل ، وتحك الياقات والأساور ، والملابس مبتلة ، فأشاحت بيدها ، ونثرت رغوة الصابون : بعيد عنك . الله يرحمه مات صغير . لسه ما دخلش دنيا .
    لا يدري إلا والخاطر يستقر في رأسه ، ويملأ عليه كل كيانه ، ما أجمل أن ينام الواحد في النعش ، ومن خلفه الموسيقى تعزف ، وأولاد زي الفل يسيرون بصواني رصت عليها ورود بتلاتها بكل شكل ولون . أستوعب الفكرة ، سألها وهو يضيق عينيه : بعد الشر . بعد الشر يعني . لو أنا مت دلوقتي ، هتجيبي المزيكا .
    حملقت في وجهه مذهولة ، وأدرك من بصتها أنها لو أمسكت به لكسرت عقه ، ودفنته على السكت ، فزاغ .
    البنت تدق ، والزوجة تدور بالطار حول الدائرة ، تجمع القروش ، والشلنات ، والبرايز ، والبنت تدق أسرع ، أما الرجل فيستعد للفقرة الأصعب ، سيدع رجلا يقيده بالحبل ، ومهما بلغت صعوبة الربط ، فبمهارته سيتمكن بعون الله من فك نفسه . سأل ، وهو يتفحص الوجوه متحديا : مين راجل ؟
    كأن الناس على رؤوسها الطير ، والبنت تندفع أكثر في الدق: ترم ..دم .. ترم .. دم .. ترم .. دم .
    هز رأسه واثقا من نفسه ، وهزت المرأة الطار فشخشخت النقود الفضية . ودَّ منير أن يعطي الحاوي الشلن ، فقد أعجبته قفزته ، ولكن السندباد سيفعل ما هو أروع ، سيتصدى للتنين الفضي ، وسطير على جناح الرخ الوحشي ، وسيجتز عنق الديناصور ذي الذنبين .
    سأل الحاوي الواقفين ، وهو يتأمل وجوههم : عايز راجل مجدع ، يوريني فتونته .
    قبل أن يكمل جملته رأى منير جزار الحتة زقطة يشق طريقه نحو الدائرة ، ثم شاهده يتفحص الحاوي في جسده الضئيل ، وقد غطى صدره بالشحوم ، وزيت الزيتون لزوم الصنعة . لكنه زجر الحاوي في تحد غريب : واد يا حنفي ، هات السلبة !
    كانت النقود الفضية تزداد ، والمرأة تلف ، والطبلة تعلو على دقات قلب منير الذي انقبض بلا سبب.
    قال الحاوي لزقطة ، وهو يتأمل السلبة في لهجة من يستعطفه : خلينا في الحبل ده يامعلم !
    راح زقطة يقيسه بنظره ، وغرس كلماته في جسد المسكين الذي كان يرتجف دون أن يتخلى عن تحديه : خليك راجل من ضهر راجل .
    سهم في انتظار أن يقيده الجزار الذي جاء وعلى جلبابه الأبيض أثر طرطشة دماء . فكر . ربما يفلت ، فلا شيء يمنعه من أكل عيشه .
    رفع المعلم يده بعشرة جنيهات حمراء تذبح العصفور : وآدي حتة بعشرة ، لو فكيت نفسك ياحلو .
    بهمة منقطعة النظير ، كان المعلم زقطة يحكم الحبل على جسد الحاوي الذي حاول أن ينفخ بطنه وصدره دون جدوى ، ثم لفه على يديه بعنف ، حتى أن جلده انشد ، وازرق فيما بين الكتفين ، وكلما حاول أن يتفلفص ، صرخ زقطة في صبيه : شد ياخِـرع .
    استمر الشد ، وإحكام العقد ، حتى انتهى الجزار تماما ، فنفض يديه ، وأمر صبيه حنفي أن يسرع ليحضر له كرسي منجد من المحل .
    كانت المرأة قد توسطت الدائرة ، واقتربت من زوجها ، مسحت خيوط العرق ، ومسدت شعره بيدها الخالية : شد حيلك يا حسيني .. معلهش يا أخويا . ياما فلتت من مصايب أكتر من دي .
    خرج صوته بصعوبة ، والسعال يرج صدره رجا : تعبت يا وجيدة ، والكحة عدمتني العافية .
    نظر الحاوي لغريمه بتحد ، وصرخ في السماء : نظرة يا سيدة ، ياطاهرة .
    وفيما هو يدور حول نفسه ، تأمل الصغيرة التي انتابها الذعر : جرى أيه ؟ دقي يا لواحظ .
    عرف منير أن البنت اسمها لواحظ ، ودار خارج الحلقة حتى صار في مواجهة الحاوي ، وهو متأكد أنه سيتخلص من الحبال ، وسيظفر بالجنيهات العشرة .
    التفت الحسيني للجمهور ، وبدأ في التملص بتقليص عضلاته ، إلا أن الحبل كان مشدودا لأقصي درجة ، والجزار جلس في مقدمة الدائرة ، ويده تلوح بالحتة أم عشرة .
    جحظت عيون الحاوي ، وهو يحاول أن يتفلفص ، والطبلة تواصل دقها : ترم ..دم .. ترم .. دم .. ترم .. دم . فيما كان منير يلف باحثا عن مساحة تمكنه من رؤية الحاوي لحظة فك قيوده ليمشي وراءه من حارة إلى حارة مصفقا للبطل .
    ركع الرجل على ركبتيه ، ورمق مساحة الزراق التي شعر بها قطعة من لهب ، هتف بصوت مبحوح : يا سيدة سكينة .. نظرة ياست!
    عادت الزوجة تمسح عرق زوجها ، وتستحثه :
    أصلب طولك يا أخويا . شدة وهتنزاح .
    ثم وهي ترى عروقه تنفر ، فتشف من خلف الجلد المشدود :
    بلاش تكمل يا اخويا ، بلاش . قلبي واكلني ، ياخدوا فلوسهم ، ويغوروا .
    خرجت كلماته من فمه الجاف بصعوبة : مش أصول يا أم لواحظ .ما حدش بيهرب من صنعته !
    كانت الدائرة تضيق ، فتوسعها الزوجة وهي تدور ، فيما يدها ترتجف بالطار ، وهو يقوم كالذبيحة ، ينتفض محاولا أن يفلت جزءا من الحبل دون جدوى ، ثم سرعان ما يهوي في أنين خافت .
    أسرعت الزوجة ، وملأت كوبا من سبيل قريب ، ودفعته في فمه الذي بدا متشققا .
    رأته أزرق الوجه ، فاندفعت نحو رجلها محتضنة إياه ، جرت المسألة فجأة ، حتى أنها رمت الطار بما فيه من نقود على امتداد ذراعها .
    هجم كل من دفع قرشا أو شلنا أو بريزة نحوالطار ، فصار خاويا ، وتمزق جلده .
    سحب المعلم زقطة كرسيه في كبرياء أجوف وسار منتفخا كالطاووس ، وانصرف أغلب الناس بلا صوت . لم يبق إلا العفرة ، والبنت تدق كأنها منومة : ترم ..دم .. ترم .. دم .. ترم .. دم .
    كان الرجل قد تحول إلى جسد خائر القوى ، والزوجة أمالت رأسه في حجرها ، وراحت ترقيه بآية الكرسي . ولما فشلت في فك العقد المحكمة ، أشارت لابنتها أن تأتي من الجراب بسكين ، فتوقف الدق الجنائزي الحزين .
    كانت الجلبة قد خفت نهائيا ، والمشمع الخفيف قد تحول إلى مزق من أثر الأقدام المتدافعة : سلامتك يا خويا .
    سألت لواحظ أمها : أبويا بخير ؟
    هزت المرأة رأسها : نحمده !
    لم يدر منير بنفسه إلا وهو يعود بالطار الخالي ، أخرج من جيبه الشلن الفضة ، وضعه في المنتصف تماما ، كان الرجل قد بدأ يلتقط أنفاسه ، ويبربش بعينيه في إفاقة مؤلمة .
    ربت على كتف الولد منير ، وهز رأسه بامتنان حقيقي : تسلم يا ابني .
    من دون أن تخرج من فم البنت كلمة حركت يدها ملوحة له ، و ابتسمت بوجهها المخطوف الشاحب .
    قال منير لنفسه ، وقد تبدد حلمه في مشاهدة السندباد : لقد رأيته .نعم . لقد رأيته .
    ومضى نحو المحل قبل أن يأتي الموعد ، دون أن يعاود النظر للمكان ، ولو لمرة واحدة .

    القاهرة 9 / 9/ 2004

  2. #2
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 2,362
    المواضيع : 139
    الردود : 2362
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي

    الأديب الرائع / سمير الفيل
    لله انت ايها الكاتب البارع ! صورة غنية جدا جدا ومعانى عميقة !
    من أروع ما قرأت وأسأل ادباء الواحة - اتمنى ان يعلقوا عليها تقديرا
    اين كنت أنا من هذه القصة !
    قرأتها ..فأقشعر بدنى عندما وجدت منير يضع تحويشة الأسبوع فى وسط الطار لما امتعه به سندباد الحاوى .. مقدرا ً أياه !
    هو رآه فقدره - وعرف اين يضع قرشه !
    ما أصعب وأكثر القيود التى تخنقنا ، وتقضى علينا ، و تكملها زفة الموت السرمدى بالطبلة ...

    لا شك انها قطعة ادبية نادرة ، رسمت بعين منير ولا مبالاة أو جهل وقلة تقدير الناس .. أحلى قصة قرأتها !

    قرأتها مع حبس الأنفاس والتعاطف الشديد مع الأبطال وتنفس الصعداء عندما فرجت ! عشت كل لحظاتها - قصيرة لكن آخاذة ! لن يقدرها الا من رأى هذه المشاهد ويعى ما تعنى .. وقد رأيتها .

    قصة نقلتنى الى الماضى عشت معه هذه اللحظات العصيبة
    أعدت تقييمها كيف رأيتها وانا صغيرة وكيف فهمتها الآن وانا كبيرة !

    دمت مبدعا بتفرد وابهار

    فائق احترامى وتقديرى نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3

  4. #4
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي

    لله درك من كاتب رائع جسد الواقع ، وجمال الطفولة وبراءتها بمنير، ثم بذلك الحاوي وامرأته وأبنته ،وذاك الجزار القوي المدمر والمثبط للهمم .

    رائع القصة أخي الفاضل ـ سمير الفيل
    لقد مسكت أنفاسي حتى تواصلت مع النهاية وأنا شبه سعيدة .
    لله درك

  5. #5
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الاخ الفاضل الاديب سمير الفيل

    ما اروع هذه القطعة الادبية , قصة ترسم صورة وتجسد مرحلة
    من التاريخ , وترقى لتثبت تاريخا , وتبث موقفا او مواقف انسانية ,
    استخدمت فيها ادوات ادبية غاية في المهارة , سرد جميل شيق ,
    دقيق التفاصيل بشكل غير عادي لدرجة ان القارىء , يشعر وكأنه
    يرى امامه او الى جانبه , منير الشخصية الرئيسية , الولد الشقي
    مهضوم التصرفات , تلك الشخصية التي رسمت باناة وحرفية ,
    وهو يتنقل في ارجاء القصة بعفوية وانسياب , ليصل الى ملتقى غني
    بالمشاهد والشخوص والتوترات الانسانية .

    بوركت ايها الاديب .

    اخوكم
    السمان

  6. #6
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    إلى الأستاذة نسيبة بنت كعب:
    ...................................
    ترجمة موجزة لسمير مصطفى الفيل


    كاتب وروائى ..... وقاص وشاعر
    قدم فى مجال القصة اعمالا كثيرة .....
    له ستة عشر كتاباً وخمس تحت النشر

    أصدر خمسة دواوين شعرية هى :
    ....................................
    الخيول ،مديرية الثقافة بدمياط ،سبتمبر 1982 .
    ندهة من ريحة زمان ،الهيئة العامة للكتاب ،1991 .
    ريحة الحنة ،مديرية الثقافة بدمياط ،1998 .
    نتهجى الوطن فى النور ،هيئة قصور الثقافة ،إبريل 2000 .
    سجادة الروح ،إ قليم شرق الدلتا الثقافى ،مايو 2000 .
    ***
    إنجازاته الأدبية عديدة .. وثرية
    1-فازت رواية "رجال وشظايا " بجائزة القوات المسلحة كأفضل ثانى رواية عن حرب أكتوبر 1997 ، كما حصلت نفس الرواية على جائزة أبها الثقافية 1992.
    2-فازت قصته " فى البدء كانت طيبة " بأول جائزة مصرية عن أدب الحرب "مجلة صباح الخير ،"1974 ،وحصلت قـــصة " النحيب "
    على الجائزة الأولى لمسابقة مجلة النصر 1985.
    كما حصلت قصة "قرنفلة للرحيل" على نفس المركز1987.
    3-كرمته الدولة فى العيد الأول للفن والثقافة 1979، كما كرمه مؤتمر أدباء مصر فى الأقاليم الدورة 12بالأسكندرية 1997 .
    4-حصل على منحة تفرغ من وزارة الثقافة المصرية ( يوليو 2001 ) قطعها فور إنجاز روايته الثالثة " وميض تلك الجبهة ".
    5- حاز على المركز الأول فى مهرجان مسرحة القصة القصيرة "إقليم شرق الدلتا الثقافى " عن عرض "إطار الليل " نوفمبر 1999.
    6-حصلت مسرحيته "حكاية من هناك " على الجائزة الأولى للمسرح ،مسابقة منظمة الشباب 1974 .
    7-قدم للإذاعة المصرية البرنامج العام عملين إذاعيين هما : "وجوه من أكتوبر"1991 ،" أوراق أكتوبرية"1996.
    8-عمل محررا ثقافيا فى جريدة " اليوم "السعودية فى الفترة من 1991 إلى 1995 ، ثم مراسلا لنفس الجريدة من 1996 إلى 2000.
    9- شغل موقع أمين عام مؤتمر دمياط الأدبى لثلاث دورات ، ثم نفس الموقع لمؤتمر إقليم شرق الدلتا الثقافى 2003 .
    10-قدم أغانى وأشعار أكثر من 15 مسرحية فى قصور الثقافة ، وفاز عن أعماله تلك بعدة جوائز متقدمة .
    11-اهتم بفكرة إجراء حوارات مع المثقفين والأدباء الغرب والمستشرقين ،
    وأنجز فى ذلك ما يقترب من حدود ستين لقاء تم نشر أغلبه فى " اليــــــوم "، "الجسرة "، "الثقافة الجديدة "
    12-أصدر عنه الناقد جمال سعد كتاب "طاقة اللغة وتشكيل المعنى"
    13-عضو اتحاد كتاب مصر ،وعضو نادى القصة .
    14-رئيس نادى الأدب بدمياط 2003.
    15-أمين عام مساعد مؤتمر أدباء مصر بالأقاليم 2003.

  7. #7
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 2,362
    المواضيع : 139
    الردود : 2362
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي

    ما أروعك ايها الأديب الخلوق / د. حسين على محمد

    انا فى قمة السعادة انكم انتم الأدباء متعاونين هكذا

    يبدو انكم تعرفون بعض جيدا

    اكيد كان هناك لقاءات على هامش معارض الكتاب والمنتديات

    اتمنى ان ارى ترجمة حضرتك دكتورنا الحبيب

    أقوم بتجميعهم - وسنرسل رسائل للجميع فى هذا الخصوص

    وسأبدأ الآن بأنشاء هذه الصفحة لتدرجوا فيها التراجم الخاصة بكم وبمن تعرفون من كتاب وادباء الواحة

    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=12748

    ليتك تقص الشريط فيها ..انتظرك هنـاك .. الى اللقاء سيدى


    و يا لى من جاهلة !

    كل هذا عن الأديب / سمير الفيل .. ولا اعرفه !!
    ما شاء الله - عمر زاخر بالعطاء والأبداع والتفوق !

    شكرا لك - جزاك الله خيرا على ما سطرت يدك نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تقبل فائق تقديرى نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    الدولة : أرض السرد
    المشاركات : 508
    المواضيع : 62
    الردود : 508
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسيبة بنت كعب
    قرأتها ..فأقشعر بدنى عندما وجدت منير يضع تحويشة الأسبوع فى وسط الطار لما امتعه به سندباد الحاوى .. مقدرا ً أياه !
    هو رآه فقدره - وعرف اين يضع قرشه !
    ما أصعب وأكثر القيود التى تخنقنا ، وتقضى علينا ، و تكملها زفة الموت السرمدى بالطبلة ...

    لا شك انها قطعة ادبية نادرة ، رسمت بعين منير ولا مبالاة أو جهل وقلة تقدير الناس .. أحلى قصة قرأتها !

    قرأتها مع حبس الأنفاس والتعاطف الشديد مع الأبطال وتنفس الصعداء عندما فرجت ! عشت كل لحظاتها - قصيرة لكن آخاذة ! لن يقدرها الا من رأى هذه المشاهد ويعى ما تعنى .. وقد رأيتها .

    قصة نقلتنى الى الماضى عشت معه هذه اللحظات العصيبة
    أعدت تقييمها كيف رأيتها وانا صغيرة وكيف فهمتها الآن وانا كبيرة !
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نسيبة بنت كعب

    حدث شيء غريب وأنا أكتب هذه القصة .
    كانت أم شادي ـ زوجتي ـ قد خرجت للسوق ، وذهب كل الأولاد لأعمالهم وبقيت وحيدا .
    كان مساء سبنمبر حزينا وشاحبا ، وأنا اقف في الشباك أستعيد شيئا من طفولتي حيث أنني خرجت للعمل في الخامسة من عمري بعد موت أبي ..
    كانت قد مرت فترة لم اكتب شيئا ، والقلم يعصاني ، لكنني أمسكت به وأمامي مشروع صغير لنص يناوشني دون أن أحدد معالمه .
    فجأة وجدت نفسي ألهث وراء الكلمات وأكتب بسرعة مذهلة ، حتى أنني وجدت صعوبة في أن أتتبع تيار الحكي . .
    ثم عندما وصلت لمشهد الجزار وهو يقيد الحاوي والبنت تدور بالطار شعرت بالقهر يتملكني .
    تركت القلم وخرجت إلى الصالة
    تمددت على كنبة قطيفة خضراء ، وانخرطت في البكاء .
    كنت أشعر بلا إنسانية ما حدث ، وابتهلت إلى الله ألا يقهر الناس طفلا غضا .
    مرت فترة طويلة حتى عدت ثانية لنصي .
    واستغرقت في حزن بالغ لمدة طويلة .
    أشكرك وأشعر بك تماما .

  9. #9
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    الدولة : أرض السرد
    المشاركات : 508
    المواضيع : 62
    الردود : 508
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبلة محمد زقزوق
    لله درك من كاتب رائع جسد الواقع ، وجمال الطفولة وبراءتها بمنير، ثم بذلك الحاوي وامرأته وأبنته ،وذاك الجزار القوي المدمر والمثبط للهمم .

    رائع القصة أخي الفاضل ـ سمير الفيل
    لقد مسكت أنفاسي حتى تواصلت مع النهاية وأنا شبه سعيدة .
    لله درك

    عبلة محمد زقزوق

    ما زالت فترة الطفولة معينا لا ينضب لحكايات عديدة .
    طفل صغير يخرج للعمل في سن جد صغيرة . رأى حقائق الوجود، وجرحت براءته تلك المشاهد المؤلمة .
    لقد نسيتها تماما ، أو هكذا اعتقدت ، ولم أرجع لها إلا مؤخرا فرأيتها بعين ذلك الطفل الشقي المرح المعذب بحبه للكشف عما لا يعرف ..
    رأيت معهاـ بعد كل هذا العمر ـ ان الحياة خطرة ، مراوغة ، لكن لها قوانينهاالعادلة الحاكمة .
    أشكرك جدا .

  10. #10
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    الدولة : أرض السرد
    المشاركات : 508
    المواضيع : 62
    الردود : 508
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. محمد حسن السمان

    ما اروع هذه القطعة الادبية , قصة ترسم صورة وتجسد مرحلة
    من التاريخ , وترقى لتثبت تاريخا , وتبث موقفا او مواقف انسانية ,
    استخدمت فيها ادوات ادبية غاية في المهارة , سرد جميل شيق ,
    دقيق التفاصيل بشكل غير عادي لدرجة ان القارىء , يشعر وكأنه
    يرى امامه او الى جانبه , منير الشخصية الرئيسية , الولد الشقي
    مهضوم التصرفات , تلك الشخصية التي رسمت باناة وحرفية ,
    وهو يتنقل في ارجاء القصة بعفوية وانسياب , ليصل الى ملتقى غني
    بالمشاهد والشخوص والتوترات الانسانية .
    د. محمد حسن السمان
    هي من النصوص التي اعتز بها كثيرا . ومعها نصوص أخرى منها " مشيرة " و" مجرد تغيير " ومجموعة كاملة لم تنشر بعد اسمها " صندل أحمر " .
    حاولت في تلك التجارب القصصية أن أغوص في تفصيلات ، و حنايا الشارع وأن أقترب اقترابا حميما من الناس البسطاء الذين أحببتهم .
    وعبر هذه النصوص صار لي اصدقاء أكثر ، وانا ألملم أدواتي الآن مستعدا للأفول كأي شمس صغيرة .
    أشكرك
    .

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قصة قصيرة ......... العازف
    بواسطة تعب في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-08-2016, 10:13 PM
  2. فارس . كم( قصة قصيرة)
    بواسطة سعد جبر في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 04-06-2016, 08:44 PM
  3. نــهــــاية غــصــن (قصة قصيرة)
    بواسطة عبد الواحد الأنصاري في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 22-05-2016, 08:00 AM
  4. إمرأة من فضة
    بواسطة صلاح مرزوقي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28-09-2008, 09:51 PM
  5. سلسلة من فضة ..
    بواسطة نهاد صلاح معاطي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 21-11-2003, 05:53 AM