|
المُصْطَفَونَ عَلَى الأخلاَقِ قَدْ رَكِبُوا |
لَهُمْ خِلَالٌ بِنُورِ اللهِ تَنْجَذِبُ |
يُسْقَى البَعِيدُ بحَوْلِ الذاتِ مُعْتَقِداً |
أنَّ الذّوَاتَ تُقيمُ الحقَّ تَقتَرِبُ |
و هُمْ شُهُودٌ لِحَوْلِ اللهِ قَدْ عَلِمُوا |
أنَّ المَآثِرَ لا تُعْطَى لِمَنْ سُلِبُوا |
مَا قامَ فِيهِمْ نِدَاءُ النّفسِ يُلْهِمُهُم |
فالنّفسُ فِيهِمْ خَبَتْ تَرْتَادُ فانتُخِبُوا |
بالله قَامُوا فَذِي أنْفَاسُهُمْ خَلُصَتْ |
أضحَتْ يَمِيناً لِمَنْ وَلَّوْهُ فانتُدِبُوا |
هُمُ الرّجالُ إذا لاقيتَهُمْ فأنِخْ |
رِكَابَ حُبِّكَ قدْ يُحْيِيكَ لو رَغِبُوا |
ما زَالَ عَبْدِي- يقولُ الحَقُّ - يطلُبُنِي |
حتى يَصِيرَ بِصِدْقٍ قُدرَتِي تَثِبُ(1) |
الأُذنُ و العَيْنُ و الأيْدِي إذا بَطَشَتْ |
لمّا اسْتَجَابُوا لداعي اللّهِ قَدْ وُهِبُوا |
دَعْ عَنْكَ طَوْلاً و دَعْ حَوْلاً و مَفْخَرَةً |
تَأتِي المَفَاخِرُ مَنْ باللهِ يَحْتَسِبُ |
اللهُ أحْيَا و يُحْيِي الكُلَّ فِي قَدَرٍ |
و لا يَقُومُ بأمْرِ اللهِ مَنْ حُجِبُوا |
خالِفْ هَوَاكَ و حَظّ النّفسِ و انفِهِمُوا |
تُسْقى المَوَاهِبَ و التَّحْقِيقَ مَا اجْتُنِبُوا (2) |
و لا تَقُلْ فَرْطُ عِلْمِي ذا و مَوهِبَتِي |
شابَهْتَ قبلَكَ مَنْ بالذّاتِ قد عُجِبُوا |
قَارُونُ مَاجَتْ بهِ الأموالُ في غُرَفٍ |
قالَ اتّقادي و وَهْجُ العَقْلِ قد رَتَبُوا |
و عَادُ ظنّتْ بِأيْدي البَطْشِ في صَلَفٍ |
أنَّ الوُجُودَ بِهِمْ قد بَاتَ يَضْطَرِبُ |
لا تَحْسِبَنَّ قِيَامَ الكَوْنِ من عبَثٍ |
بل قامَ عبْداً لِمَنْ للهِ ينتسِبُ |
اللهُ سَخّرَ مَا فِي الكَوْنِ أجْمَعَهُ |
للمُخبتينَ لَهُ مِنْ حَوْلِهِمْ هَرَبُوا |
غيِّرْ بنفسِكَ ذا التَّغْيِيرُ أكْمَلُهُ |
تُكْفَى بِحَوْلِهِ مَا حَامَتْ بهِ الشُّهُبُ |
و الْزَمْ حِمَاهُ و لا تفرَحْ بِمَا فرِحُوا |
فلا يُقيمُكَ في التّغييرِ ذي الرُّتَبُ |
اللهُ وَحْدَهُ لَوْ شاهَدْتَ قدرَتَهُ |
وَمَا حَبَاكَ فذاكَ الظِلُّ والسَّبَبُ |