أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: أحوال المعادين و سبيل المنافقين

  1. #1
    الصورة الرمزية فكير سهيل قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Aug 2013
    المشاركات : 1,051
    المواضيع : 97
    الردود : 1051
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي أحوال المعادين و سبيل المنافقين

    أحوال المعادين و سبيل المنافقين

    إذا تبيّنا أحوال المعادين وجدنا أكثرهم منافقين خاصة في هذا العصر أين ضعف الوازع الديني وقوي وازع المادة و إيثار الحياة الدنيا و زينتها رغم كل المحاذير الشرعية التي تعترض مختلف وسائل الكسب حاليا. فنجد المعادين ينقسمون إلى صنفين هما المجاهر بالعداء على شاكلة أعداء النبوة في مرحلتها المكية مثل أبي لهب و أبي جهل و غيرهم, والمخفون لعدائهم على شاكلة أعداء النبوة في مرحلتها المدنية كأُبّي ابن سلول و غيرهم من منافقي المدينة. ولا يخفى أن سبب هذا التباين هو عدم المقدرة على المواجهة إما لضعف حاصل أو لعدم مناسبة الإظهار إلى حين.
    فالمجاهرون بالعداء لا يتوانون في إظهار العداء واستعمال وسائل البطش و الإضرار البين و يغلب على تصرفاتهم استعمال القوة. فهؤلاء عادة ما يكونون في مركز قوة تمكنهم من المواجهة والردع, و قليلا ما نجدهم ضعافا مما يحول دون تمكنهم من عدوهم منطقيا و لكن بسبب التهور و عدم الدراية الكافية بالأسباب و قاعدة دفع الضرر و تغليب درء المفاسد, نجدهم يقتحمون ساحة المواجهة بوسائل لا تسمن و لا تغني من جوع, بل ترجع عليهم بالضرر. فهذا الصنف من المعادين ضررهم بين و يكون دفعهم بحسب المقدرة و المصلحة.
    والمخفون للعداء تجدهم أناسا يكنون العداء و يتربصون بالناس ممن يخالف أهوائهم و مصالحهم و في المقابل يحرصون كل الحرص على إخفاء عدائهم بل و إيهام الغير بالموالاة و النصرة وهم أشد إيذاء. فهؤلاء ينقسمون إلى نوعين هما المنافق المخفي عداءه غير المدعي بالولاء و النصرة, و المنافق المخفي عداءه المدعي الموالاة والنصرة.
    أما المنافق المخفي عداءه غير المدعي بالولاء و النصرة فهذا النوع أشد إيذاء من المجاهرين بالعداء و أقل إيذاء من المنافق المخفي عداءه المدعي بالولاء و النصرة. أما كونه أقلل ضررا من العدو الظاهر فذاك من حيث استعدادك للمواجهة و ترقبك للمخاطر, فالمجاهرة بالعداء إشارة قوية للغير تجعلهم يقدرون الأمور و يستعدّون لحصول الإيذاء والرد المناسب فيحصل بذلك الاستعداد النفسي و المادي. و أما كونه أقل ضررا من المدعي الولاء و النصرة فمن حيث قوة المخادعة و أثرها النفسي و المادي, فمن لا يوهمك بالنصرة فأنت لا تنتظر منه ذلك و قد تشك في تصرفاته إن بدى منه ما يريب, فالاستعداد هنا أقرب للذهن, عكس من يبدي لك الموالاة والود فأنت تتوقع منه النصرة و تأمن جانبه وقد تستنصر به في أحلك الأحوال ثم لا تجد منه غير الخذلان و موالاة الأعداء, فيكون هنا الضرر أكبر نفسيا و ماديا و هذا لعمري حال الشيطان حين واعد كفار قريش ومنّى ووعدهم بالنصر ثم خذلهم و هم في أمسّ الحاجة للنصرة, ومن ينصرهم من الّله, إذ قال إنّي أرى ما لا ترون إنّي أخاف الّله ربّ العالمين, فهو أعدى الأعداء و هو أكبر المنافقين و هو في الدّرك الأسفل من النّار, كيف لا و هو خادع المنافقين من بني آدم إذ جعلهم يحسبون أنهم على شيء وهم ليسوا على شيء.
    فحال المنافقين المدّعين الموالاة, وهم أكثرهم فالمنافق عادة تجده مضطرا للكذب و إبداء الود حتّى يبعد عنه الظّنون, هو إيذاء النّاس بسبب حسدهم لما أنعم الّله عليهم من نعم ظاهرة و باطنة و أفضلها على الإطلاق الدّين و ذروته إفراد الّله بالعبادة كونها أعظم نعمة أنعم بها الّله على عباده, يليها النعم الدّنيوية من علم نافع و صحّة وافرة و مال حلال وأولاد صالحين و جمال و زوجة أو زوج و بعد ذلك باقي علامات النّجاح. وهذا سبب حقد اليهود على المسلمين إذ أُرسل نبيّ هذه الأمّة من عند غيرهم و هم العرب, بل لو كان من عندهم لخالفوه لمّا عُرف منهم العناد والشّقاق و قتلهم الأنبياء و إقرار أسلافهم على ما كانوا عيه من ضلال و تحريف للكتب السّماوية, فلو صدقوا حين كانوا يستفتحون و يستبشرون بقدومه صلّى الله عليه وسلّم لاتّبعوه.
    و أكثر ما يستعمله المنافقون من هذا الصّنف التّقية وهو حال الشّيعة, و المداهنة و لحن القول و إبداء الود و إظهار الصّلاح إذا كانوا بين ظهراني أناس صالحين, و الهمز واللّمز و تحريض النّاس و تأليبهم على أعدائهم في زعمهم و عدم التورّع عن القسَم في الكثير من الأمور و التبرّؤ من ذلك كلّه و إعداد العدّة للهروب خال انكشاف أمرهم, و التقرّب من العدوّ بالهدايا و المودّة بمجرّد تنفيذهم لكيدهم لذرّ الرّماد في العيون كما يُقال, وهم مع ذلك كلّه في ترقّب مستمرّ في خوف و حيطة حتّى أنّهم يحسبون أن كلّ صيحة عليهم.
    و أكبر المنافقين و أشدّهم ضررا و تمرّسا هم من لا يُعرفون فهم موغلون في التّخفي, يكيدون و لا يُنظِرون, و إذا شاءوا تقرّبا من عدوّ استعملوا غيرهم ليعرف حالهم و يلمزهم و يسعى بالنّميمة ليوقع بهم و أكثر ما يستعملون الأصحاب و المعارف القدامى منهم منافق و منهم صديق وهذا يوقع بصاحبه من حيث لا يدري.
    فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان
    أبو عبد الله

  2. #2
    الصورة الرمزية فكير سهيل قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Aug 2013
    المشاركات : 1,051
    المواضيع : 97
    الردود : 1051
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    و هذا لعمري حال الشيطان حين واعد كفار قريش ومنّى ووعدهم بالنصر ثم خذلهم و هم في أمسّ الحاجة للنصرة, ومن ينصرهم من الّله, إذ قال إنّي أرى ما لا ترون إنّي أخاف الّله ربّ العالمين,
    تصحيح الآية :
    وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48) (الأنفال)

المواضيع المتشابهه

  1. حوار المسلمين مع المنافقين والكفار فى القيامة
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-01-2015, 08:03 PM
  2. خبث المنافقين
    بواسطة د عثمان قدري مكانسي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-02-2010, 09:41 PM
  3. تأملات فى أحوال الوطن
    بواسطة سيد يوسف في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 27-02-2007, 10:01 PM
  4. قصة قصيرة :- أحوال
    بواسطة سامح عبد البديع الشبة في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 21-10-2006, 10:14 PM
  5. أحوال العمال الفلسطينيين
    بواسطة د. سعادة خليل في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 17-05-2005, 02:06 PM