أحدث المشاركات
صفحة 3 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 51

الموضوع: في بَرزخ الفكر بين اللاءِ و النَّعمِ

  1. #21
    الصورة الرمزية الدكتور ضياء الدين الجماس أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    الدولة : المملكة السعودية
    المشاركات : 4,657
    المواضيع : 382
    الردود : 4657
    المعدل اليومي : 1.20

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالإله الزّاكي مشاهدة المشاركة
    السلام عليك أخي وشاعرنا الكبير الدكتور ضياء الدين. طبعا لستُ مخولا للدفاع عن شاعرنا فايز الزبيدي، ولكن لأستفيد من علمكما سألقي بدلوي في الموضوع.
    طبعا لا يعجز شاعرنا أن يأتي ببديل لكلمة ( اللاء ) ولا ينكسر الوزن في البيت فيكفيه أن يستعمل كلمة ( النفي ) فيخرج من المطبة، ولكن أرى أن استعماله ل" اللاء" بليغ من نوعين:
    - المقابلة وهو الإتيان بكلمة وضدها ( لا - نعم )
    - الجرس والنغم والموسيقى الشعرية، فقوله: (بين اللاء والنعم) خير من قوله: (بين النفي والنعم )
    أما بخصوص هل يجوز أو لا يجوز، فلم يخلو شعر المتنبي من غريب النحو والتصريف للضرورة الشعرية مما يدل على شخصيته وأسلوبه. وهذا ما يعجبني في الشاعر فايز الزبيدي قوته وثقته في نفسه.
    كان - صلى الله عليه وسلم - يقول: اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك؛ وقال لعائشة: إن القلوب بين أصبعي الرحمن، يُقلِّبها كيف يشاءُ.
    فالمؤمن كلما اتخذ قراراً حكيماً، فرح القلب، وأطمأن به واستراح له وهذا هو السعد الذي أشار إليه الشاعر والمؤمن حينما يتخذ قراراً خاطئا كأن يعصي الله مثلا، أو أن يأكل المال الحرام، أو أن يعتدي على أعراض الناس، وهذا يحدث مع الإيمان، يشعر الإنسان بالضيق والندم وهو جزء من الشقاء.
    فلا أرى في هذا البيت إلا شاعرا فذا في أسلوبه، حكيما في رأيه.
    تحاياي وتقديري ومحبتي لكما
    أخي الحبيب عبدالإله الزّاكي السلام عليكم
    ما تعودت أن أكون مهاجماً ليكون الآخرون ببموضع الدفاع ، وإنما تساؤلاتي لأزداد علماً إن شاء الله تعالى.
    لا أجد أن تقليب القلوب بأصبعي الرحمن له علاقة بالفكر فإعمال الفكر لن يحول بين الأشياء وما يريده الله لها.
    ثم إن الندم أول طريق السعادة وليس الشقاء ، وإنما الشقاء في الأعمال الطالحة الموجبة للشقاء، والشقي في ندمه على ماارتكب يفتح لنفسه باب الاستغفار الصحيح وهو أوسع أبواب السعادة.
    وما أريد قوله أن الفكر معين للإنسان للوصول إلى الحقائق إذا كان فكراً سليماً مستعيناً بالله تعالى. وأما إذا كان الفكر مريضاً غير مستعين بالله فحدث ولا حرج. ولا أجد أن العلم برزخ يحول عن اتخاذ القرار بين لا أو نعم
    وسنتعلم من أخينا عبده ما يريد - أنا وأنت والقراء الكرام.

    وأما ( لا) فأظنها مثل (غير) لا تعرف إلا في أحوال خاصة ، ولو أن الشاعر استخدمها قبل هذا الشطر مفردتين فربما يصح تعريفهما بالـ العهدية ، لكي لا تلتبس بـ ( اللاء) ضمير جمع التي و(النعم) أي المواشي من الأبقار والإبل وغيرها..
    وأرجو أن نجد دليلاً على تعريف (اللا) من شعراء فصحاء بشكل صحيح.
    بارك الله بكم مع اعتذاري إن أسأت الطرح أو التعبير.
    واتقوا الله ويعلمكم الله

  2. #22
    الصورة الرمزية عبدالإله الزّاكي أديب
    تاريخ التسجيل : Dec 2012
    المشاركات : 1,514
    المواضيع : 68
    الردود : 1514
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور ضياء الدين الجماس
    أخي الحبيب عبدالإله الزّاكي السلام عليكم
    ما تعودت أن أكون مهاجماً ليكون هو أو غيره بموضع الدفاع ، وإنما تساؤلاتي لأزداد علماً إن شاء الله تعالى.
    ما عاذ الله، ما علمناك إلا أخا كريما وشاعرا صادقا وحبيبا مخلصا ولولا ذلك ما تجرأتُ عليك.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور ضياء الدين الجماس
    لا أجد أن تقليب القلوب بأصبعي الرحمن له علاقة بالفكر فإعمال الفكر لن يحول بين الأشياء وما يريده الله لها.
    ثم إن الندم أو طريق السعادة وليس الشقاء ، وإنما الشقاء في الأعمال الطالحة الموجبة للشقاء، والشقي في ندمه على ماارتكب يفتح لنفسه باب الاستغفار الصحيح وهو أوسع أبواب السعادة.
    وما أريد قوله أن الفكر معين للإنسان للوصول إلى الحقائق إذا كان فكراً سليماً مستعيناً بالله تعالى. وأما إذا كان الفكر مريضاً غير مستعين بالله فحدث ولا حرج. ولا أجد أن العلم برزخ يحول عن اتخاذ القرار بين لا أو نعم
    وسنتعلم من أخينا عبده ما يريد - أنا وأنت والقراء الكرام.
    التفكير من الإنسان والتوفيق من الله، ولا يعصم الإيمان من الخطأ والندم أو الحيرة. ونرجو من الإخوة الكرام والشعراء الكبار أن يشاركونا في الموضوع.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور ضياء الدين الجماس
    وأما ( لا) فأظنها مثل (غير) لا تعرف إلا في أحوال خاصة ، ولو أن الشاعر استخدمها قبل هذا الشطر مفردتين فربما يصح تعريفهما بالـ العهدية ، لكي لا تلتبس بـ ( اللاء) ضمير جمع التي و(النعم) أي المواشي من الأبقار والإبل وغيرها..
    وأرجو أن نجد دليلاً على تعريف (اللا) من شعراء فصحاء بشكل صحيح.
    ألا ترى أخي ضياء الدين أن سياق البيت يزيل هذا اللبس؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور ضياء الدين الجماس
    بارك الله بكم مع اعتذاري إن أسأت الطرح أو التعبير.
    لم نر منكم ما يستوجب الإعتذار وإنما هي أمور نخوض فيها كل حسب رأيه

    لك كل الود والتقديرنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #23
    الصورة الرمزية الدكتور ضياء الدين الجماس أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    الدولة : المملكة السعودية
    المشاركات : 4,657
    المواضيع : 382
    الردود : 4657
    المعدل اليومي : 1.20

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالإله الزّاكي مشاهدة المشاركة
    قد يريد الشاعر ب" عمود النور " الإيمان.
    قال تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [ طه: 115] فقد نهى الله سيدنا آدم عليه السلام بألا يأكل من شجرة معينة في الجنة وحذره من الشيطان، فنسي آدم عداوة إبليس له ونسي ما عهد الله إليه وأكل من تلك الشجرة. ثمّ تاب آدم من ذنبه وقال سبحانه: { ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} [طه: 122].
    ثم يمكن أن نضرب مثلا صاحب الحوت إذ قال سبحانه: {وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين}
    فأنت ترى أخي الشاعر ضياء الدين الجماس حتى مع الأنبياء المصطفين يكون الغم والندم فلم ننكر ذلك على شاعرنا فايز الزبيدي ؟
    أخوتنا الكرام
    أنا لا أقول بأن الإنسان والأنبياء لا يصيبهم الغم والمصائب ، ولكن ما يصيبهم ليس بسبب تفكيرهم فالفكر والعقل نعمتان لا قيمة للإنسان بدونهما وقد حض عليهما القرآن الكريم في كثير من آياته ولوأن الفكر برزخ يحول بين المرء واتخاذ القرار لما حض عليه القرآن الكريم لعلكم تتفكرون - أفلا تعقلون ...
    ولي قصائد حول الفكر والعقل ومدح القرآن لهما ، وإليك رابطين من بعضها.
    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=75242
    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=75543
    ثم إن نسيان آدم يدل على غفلة حضور الذهن (الفكر) ولو تذكر وتفكر لما عصى.
    وأما غم الأنبياء فليس من تفكيرهم بل من حملهم هموم الدعوة لإيمان الناس وليس من ارتكاب معاص كباقي الناس والعياذ بالله.
    أرجو أن تكون الفكرة وصلت.
    ننتظر تعليق شاعرنا عبده فايز الزبيدي حفظه الله تعالى.

  4. #24
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,853
    المواضيع : 208
    الردود : 2853
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور ضياء الدين الجماس مشاهدة المشاركة
    بارك الله بك شاعرنا الكريم على البوح الجميل المثير للتأمل

    الله يبارك فيك و في عمرك و علمك و عملك و أسأل الله أن ينفع بك لغة القرآن.

    ولا شك أن هدف أسئلتي التعلم لأزداد علماً بالحوار معكم وأنا واثق من سعة صدركم.
    القصيدة مثيرة لكثير من التساؤلات الفكرية التي جعلت الفكر برزخاً بين الرفض (بلا) والقبول (بنعم)

    أخي الحبيب و أستاذنا الكريم / د. ضياء الدين بن حامد الجماس
    أنت محل السمع و البصر و شعري كله تحت تصرفك ، و المستفيد من الأديب مثلك هو الجميع أنا ( صاحب النص) و القراء الكرام.


    ففي البيت الأول :
    في بَرزخ الفِكر بين ( اللاءِ ) و النَّعمِ ... أديرُ حرفيَ بين السَّعد و النَّدمِ

    سؤالي الأول لغوي : قال البوصيري ما قـال(لا) قـط ْ الا فـي تشهده... لولا التشهـّد كانـت (لاءه) نـعمُ
    هل يجوز تعريف النفي (لا) لتصبج (اللاء) المجرورة كما وردت هنا والتي تمثل جمع ضمير (التي) ، فتلتبس معها ؟

    أخي الحبيب راجعت ديوان البوصيري بتحقيق د. صلاح الدين الهواري الصادر عن المكتبة العصرية ط: 2008 م - 1429 هـ فما وجدت هذا البيت ، و لكن وجدته في ديوان الفرزدق بشرح مجيد طراد الصادر عن دار الكتاب العربي ط: 1427 هـ - 2006 م. في القصيدة رقم :460.

    و حول تعريفي للحرف ( لا) فهو جريا على ما قاله الفرزدق في زمن الفصاحة ( كانت لاءه) فقد أضاف الحرف لضمير الغيبة و هذه من علامات الاسم ، و قد قال أهل العلم أنه أجرى الإعراب على الحرفين ( لا و نعم) بعد نقلهما للاسمية و هذا جائز في الشعر ، و قد أتيت بالشاهد فبارك الله فيك.


    سؤالي الثاني معرفي : كيف يكون الفكر برزخاً ( حاجزاً وحائلاً) بين النفي والإيجاب وهو جهاز المحاكمة بينهما بعد جمعهما والموازنة بينهما ثم إصدار الحكم بالأصلح للإنسان أما الحاجز والبرزخ الذي يحول بين المرء وقلبه فيتمثل بالشهوات ؟
    هل يحتار الإنسان بين النفي والإثبات في الخيار بين مطلوبين ( الندم والسعد) ؟ فالندم بداية طريق السعد وليس مخالفاً أو مقابلاً له.؟ فكلاهما مطلوبان للإنسان يبدأ بالندم ليصل إلى السعد؟ (الشقاء هو الذي يقابل السعد)


    أخي الحبيب:
    البرزخ كما تفضلتم هو الشيء بين شيئين و منه الحسي كقول الله تعالى : ( مرج البحرين يلتقيانِ(19) بينهما برزخٌ لا يبغيان (20))سورة الرحمن.
    فهذا الحاجز الشفيف يجمع في منطقته النقيضين الملحَ و العذب.
    و منه العقلي الذي لا تدركه الحواس بل يصدقه القلب و يعقله الفكر كحياة البرزخ بعد الممات التي تعيش فيها الروح دون الجسد النعيم أو الجحيم
    و من هذا فالفكر له برزخ يعيش فيه بأدواته كالروح و العقل دون الجسد، و هذا ما عنيته نفع الله بكم.


    بارك الله بك وجزاك خيراً نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أطال الله في عمرك في عافية و مغفرة.

  5. #25
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,853
    المواضيع : 208
    الردود : 2853
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور ضياء الدين الجماس مشاهدة المشاركة
    أخي عبده فايز الزبيدي ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    ورد في البيت الثاني -إن صح فهمي له - صورة الإقامة وسط عمود النور وهذه نعمة كبيرة تعيشها أنت .
    كَأنني في عَمود النَّور أفْقدَني ...ظلالَ طِينٍ نجا من فورة الحِمَمِ
    وهذا مطلب المؤمن في هذه الدنيا ، ومن وصل إلى هذه الدرجة فلا يضل أبداً ويعيش في نعيم مقيم . ورد في رواية لأحمد من دعاء االنبي عليه الصلاة والسلام (" اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا ، وَفِي سَمْعِي نُورًا ، وَفِي بَصَرِي نُورًا ، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا ، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا ، وَأَمَامِي نُورًا ، وَخَلْفِي نُورًا ، وَفَوْقِي نُورًا ، وَتَحْتِي نُورًا ، وَاجْعَلْنِي نُورًا ").
    وأرى أن هذا الحال لا يتماشى مع باقي صور القصيدة من الحيرة وعدم تمييز الاتجاهات ، ولكن يبدو أن لك هدفاً آخر تود إيصاله. نرجو إيضاحه لو تكرمت. بارك الله بك.

    أخي الحبيب سعادة الدكتور / ضياء الدين الجماس
    في بنائي للقصيدة نزعتُ بها للتجريد الفكري.
    و هو كما في قاموس المعاني: ( عَمَلِيَّةٌ فِكْرِيَّةٌ يَعْزِلُ فيها الإِنْسانُ صِفَةً أَو عَلاقَةً عَزْلاً ذِهْنِيّاً وَيَحْصُرُ فيها التَّفْكيرَ )
    و هذا ما وضعته نصب عيني القصيدة و جاهدنا أنا وهي كي نقنع المتلقي بهدفنا و رسالتنا فيما بين القوافي.
    في بَرزخ الفِكر بين اللاءِ و النَّعمِ
    أديرُ حرفيَ بين السَّعد و النَّدمِ

    كَأنني في عَمود النَّور أفْقدَني
    ظلالَ طِينٍ نجا من فورة الحِمَمِ

    كما أسلفت إليك في بداية كلامي فالقضية تخيلية فيها الفكر في برزخه بين الرفض و القبول بين السعد و الألم ، و الرفض و القبول من جهة الطين (الجسد) و السعد و الألم من جهة الروح ، هكذا اقرأ أنا نصي.
    و البيت التالي له يشرح حالة النزوع من يد الطين للنور وهو تشبيه بل اقل درجات التشبيه حيث (الكاف) لا ترقى لكلمة (مثل) فالبيت يقول: إنني في حالة تشبه النورانية (الروحانية) و ليست بنورانية ، ولكن حيث لا أجد من مظاهر الطين مايؤكد جسدي كالظل. فهو تأكيد لتخيلي لحالة افتراضية برزخية.




    في البيت
    كلُّ الجهات تساوتْ في مُخيِّلَتِي ... فمَا سؤالك في أيٍّ خطى قدمي

    لفظة ( في مخيلتي) هي عقدة البيت الحاكمة أو كما يقال (عكرة بابه) وجاء في تفسيرها : (المُخَيِّلة : القوة التي تخيِّل الأشياءَ وتصوِّرها ، وهي مرآة العقل )
    فالنص كله تجرد فكري و تخييل لا على الحقيقة.
    كيف تتساوي الجهات عند من يعيش في النور حسب البيث السابق ؟
    فإذا تساوت الجهات في العقل المُتخيل حيث الروح و الذهن حيث يعيش فكر النص و حكمه ، فمن يسألني عن مظاهر الطين كخُطى القدم لم يعرف ما أنا فيه من ارتقاء أو محالوة الترقي.
    (خُطى) أم ( خطا) ؟

    راجعتُ كذا معجم فوجدت ما أثبته صحيحا ، ففي لسان العرب الصادر عن دار صادر ، ج: 5 ، ص:107 يقول :
    ( خطا: خطا خطوا ً ...... ، و الخُطوة بالضم: ما بين القدمي ، و الجمع خُطىً و خُطـْوات و خُطُـوات ...)


    في البيت :
    لا شيءَ أعجُبُهُ ، لا شيءَ يعجبني ..لا شيءَ مما يَرانِي زادَ في هِمَمِي
    (أعجُبُهُ ) أم (يُعجِبُه) ؟ وهل رؤية الناس للإنسان تزيد من هممه ؟ مجرد تساؤلات تطرحها أبياتك المعرفية - بارك الله بهمتك.

    أخي المبارك: أنا ما قلتُ الإنسان بل قلت ( لا شيءَ) فلا نافية للجنس و الشيء هو كل موجود و لهذا قال الحق نافيا المشابهة مع اي موجود : ( ليس كمثله شيءٌ).
    ملحوظة: أول ما كتبت النص في دفاتري قلت : لا شيءَ أعجُبُهُ ، لا شيءَ يعجبني ..لا شيءَ مما أراهُ زادَ في هِمَمِي
    مع اشباع الهاء الغيبة في ( أراهُ) وهو جائز بدليل ما في القرآن و ما توضحه القرآت المتعددة كقراء حفص عن عاصم و ورش و غيرهم و لكن حتى لا أدخل مع من يتشدد في عدم اشباع هاء الغيبة بعد ساكن
    قلت ما قلت. ولكن أن سهل الله طباعة ديواني سأثبت فيه ( أراه) خروجا من ظنون الوجودية لأن بعض من مرَّ على القصيدة ظنها من القصائد الفلسفة الإشراقية. و الإشارة تكفي في هذا المجال.

    في البيت:
    فمُضغَة الطيِّنِ فيها كلُّ شارقةٍ ... منَ الشُّموسِ و أضدادٍ من الظُّلَمِ
    لا يقبل العقل اجتماع الضدين في مكان واحد فكيف تجتمع كل أنواع الأنوار مع الظلمات في غرفة واحدة؟ مجرد استفسار نورنا الله وإياك.

    بل يوجد هذا فالإنسان هو من طين قاتم و روح من نفخ الله والله نور السموات و الأرض.
    فهذا الطين الذي خلق بطريقة عجيبة و قد كنيت عن بعض مراحل خلقه بالمضغة فيه من الخير ما مصدره النور و فيه من الشر ما مصدره جِبلة الطين .


    في البيت :
    شهباءُ حُلمٍ بأنفاسِي يُحاكِمُها... قضاةُ جَورٍ و أشهادٌ منَ العدَمِ
    ما المقصود بأشهاد من العدم ؟

    أشهاد العدم هذه قضية فلسفية بحتة ، فالمحكمة مكون من قضاة غير منصفين و شهود ليسوا بشيء حسا و معنى.
    و من قرأ فلسفة المتفلسفين حول العدم سيعذرني ، و هذا فرضه طبيعة النص .

    في البيت
    شروقُ أمنيةٍ يغتالها شَفَقٌ ..مكراً يُضِّلُ خطاها حاديَ العَتَمِ
    من هو حادي العتم ؟ وهل يعتمد المؤمن على شروق الأماني أم الحقائق والأنوار ؟ جزاك الله خيراً
    حركت التاء ضرورة ، و هدفي هو الترتيب بين:
    شروق - شفق - العتم
    فبزوغ أمنية سيغتالها قدرها تدريجيا كم يغشي الليل النهار بالشفق ثم العتمة. و هذي من مظاهر الكون
    حاولت أن أدخلها لأشعر المتلقي أني بشر في النهاية . و هي التدرج نحو الختام



    في البيت :
    أجاملُ النَّاسَ لكن لنْ يجاملَني .. نبضٌ من الطّيِنِ لم يرضعْ من الدِّيَم
    هل المجاملة خلق طيب ؟ وإذا كان كذلك هل من يتحلى به هو من رضع من الديم فقط ؟ تساؤل للفهم أثابك الله

    كما قلت كما تحدثت عن عالم الروح و الفكر بدأت أتنزل لعالم المادة في آخر ثلاثة ابيات
    و منها هذا.
    د. ضياء الدين أحترم رايك ، و راي أني مهما حاولت ان أن أتسامى فوق طبيعة الطين يبقى فيَّ منه شيءٌ لم يتصف بكمال ما في السماء من طهر و نقاء و بذل.

    في البيت
    خالٍ منَ الهمِّ إلاَّ همَّ آخرتي ... ملءٌ من السَّعدِ لولا نزعةٌ بدَمِي
    الشطر الأول واضح وهو هم كل مؤمن، ولكن الشطر الثاني لم يبين النزعة ( الاتجاه) التي حرمتك من ملء السعد؟

    الشطر الثاني:
    (نزغة) فكرتها من قول الله تعالى : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ)
    (بدمي) فكرتها من قول رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ ( إنَّ الشَّيطانَ يجري منَ ابنِ آدمَ مجرى الدَّمِ)
    و أحببت أن أختم هذه التجربة الفلسفية بذكر من هو من مادة النار ( الشيطان) حتى يكتمل المثلث : النور - الطين - النار.

    أرجو أن نتعلم خفايا هذه السطور من صاحبها لئلا يتأولها القارئ على هواه. وتساؤلاتي تدل أن القصيدة كلها مثيرة لتساؤلات العقل حسب فهمه لها لو أولاها اهتماماً. وأرجو ألا أكون أثقلت .

    لا لم تثقلْ ، و ما مثلك يُثقل و لكني استغرقتُ زمنا طويلا في الرد لكثرة المحاور التي طرحتها نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ؛ فشكرا لك على هذا الإثراء نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي.

    بارك الله بكم وجزاكم خيرا
    و فيك بارك.

    أخيرا :
    هذا ما يسره الله الآن ، و هي وجهة نظر قائلٍ يكفيه أن ينال عشر معشار الرضا
    و يتوق لكل نقد هادف و يشكر كل نبيه و حريص على فحص النصوص.
    بارك الله فيك أخي د. ضياء و لا حرمني الله من كريم توجيهك و صائب تسديدك.
    محبكم

  6. #26
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,853
    المواضيع : 208
    الردود : 2853
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالإله الزّاكي مشاهدة المشاركة
    السلام عليك أخي وشاعرنا الكبير الدكتور ضياء الدين. طبعا لستُ مخولا للدفاع عن شاعرنا فايز الزبيدي، ولكن لأستفيد من علمكما سألقي بدلوي في الموضوع.
    طبعا لا يعجز شاعرنا أن يأتي ببديل لكلمة ( اللاء ) ولا ينكسر الوزن في البيت فيكفيه أن يستعمل كلمة ( النفي ) فيخرج من المطبة، ولكن أرى أن استعماله ل" اللاء" بليغ من نوعين:
    - المقابلة وهو الإتيان بكلمة وضدها ( لا - نعم )
    - الجرس والنغم والموسيقى الشعرية، فقوله: (بين اللاء والنعم) خير من قوله: (بين النفي والنعم )

    أما بخصوص هل يجوز أو لا يجوز، فلم يخلو شعر المتنبي من غريب النحو والتصريف للضرورة الشعرية مما يدل على شخصيته وأسلوبه. وهذا ما يعجبني في الشاعر فايز الزبيدي قوته وثقته في نفسه.




    كان - صلى الله عليه وسلم - يقول: اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك؛ وقال لعائشة: إن القلوب بين أصبعي الرحمن، يُقلِّبها كيف يشاءُ.
    فالمؤمن كلما اتخذ قراراً حكيماً، فرح القلب، وأطمأن به واستراح له وهذا هو السعد الذي أشار إليه الشاعر والمؤمن حينما يتخذ قراراً خاطئا كأن يعصي الله مثلا، أو أن يأكل المال الحرام، أو أن يعتدي على أعراض الناس، وهذا يحدث مع الإيمان، يشعر الإنسان بالضيق والندم وهو جزء من الشقاء.

    فلا أرى في هذا البيت إلا شاعرا فذا في أسلوبه، حكيما في رأيه.

    تحاياي وتقديري ومحبتي لكما

    أخي الحبيب الأديب الشاعر الناقد
    عبدالإله الزّاكي

    سعيد بمعانقة حرفك و مسامرة فكرك
    و قلمك يشي عندي بكل جميل عنك من كمال أداة و توافر ثقافة
    و صادق موهبة فعليك أن تتحف الواحة بهدايا الأدب من شعر و نقد
    حتى نستفيد مما منحك الله من خير و فضل.نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  7. #27
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,853
    المواضيع : 208
    الردود : 2853
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليانا الرفاعي مشاهدة المشاركة
    في بَرزخ الفِكر بين اللاءِ و النَّعمِ
    أديرُ حرفيَ بين السَّعد و النَّدمِ

    كَأنني في عَمود النَّور أفْقدَني
    ظلالَ طِينٍ نجا من فورة الحِمَمِ

    فمُضغَة الطيِّنِ فيها كلُّ شارقةٍ
    منَ الشُّموسِ و أضدادٍ من الظُّلَمِ

    بليغ هذ الوصف
    لاء ونعم سعد وندم
    شروق شموس وظلم
    كل هذا الصراع في برزخ الفكر رغم تواجد الشاعر في عمود النور
    أحسنت الوصف فهذا ما يشعره كل مفكر عندما يشطح بفكره
    و أنا أرى كما أن لآخرتنا علينا حق أيضا لمضغة الطين علينا حق
    ألسنا خلفاء لهذه المضغه؟
    رائعة
    تحيتي وتقديري

    أختي الكريمة شاعرتنا الأديبة
    ليانا الرافعي
    تذوقك للنصوص و تعليقك حولها
    يسعدني لأني أتشوف فيك مستقبلا جميلا للواحة.
    بوركت الأنفاس الطيبةنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #28
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,853
    المواضيع : 208
    الردود : 2853
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالإله الزّاكي مشاهدة المشاركة
    قد يريد الشاعر ب" عمود النور " الإيمان.
    قال تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [ طه: 115] فقد نهى الله سيدنا آدم عليه السلام بألا يأكل من شجرة معينة في الجنة وحذره من الشيطان، فنسي آدم عداوة إبليس له ونسي ما عهد الله إليه وأكل من تلك الشجرة. ثمّ تاب آدم من ذنبه وقال سبحانه: { ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} [طه: 122].

    ثم يمكن أن نضرب مثلا صاحب الحوت إذ قال سبحانه: {وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين}

    فأنت ترى أخي الشاعر ضياء الدين الجماس حتى مع الأنبياء المصطفين يكون الغم والندم فلم ننكر ذلك على شاعرنا فايز الزبيدي ؟

    بارك الله فيك
    و أشكر لك هذا الجهد الجميل
    و منكم نستفيد.
    محبكمنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #29
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,853
    المواضيع : 208
    الردود : 2853
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور ضياء الدين الجماس مشاهدة المشاركة
    أخي الحبيب عبدالإله الزّاكي السلام عليكم
    ما تعودت أن أكون مهاجماً ليكون الآخرون ببموضع الدفاع ، وإنما تساؤلاتي لأزداد علماً إن شاء الله تعالى.
    لا أجد أن تقليب القلوب بأصبعي الرحمن له علاقة بالفكر فإعمال الفكر لن يحول بين الأشياء وما يريده الله لها.
    ثم إن الندم أول طريق السعادة وليس الشقاء ، وإنما الشقاء في الأعمال الطالحة الموجبة للشقاء، والشقي في ندمه على ماارتكب يفتح لنفسه باب الاستغفار الصحيح وهو أوسع أبواب السعادة.
    وما أريد قوله أن الفكر معين للإنسان للوصول إلى الحقائق إذا كان فكراً سليماً مستعيناً بالله تعالى. وأما إذا كان الفكر مريضاً غير مستعين بالله فحدث ولا حرج. ولا أجد أن العلم برزخ يحول عن اتخاذ القرار بين لا أو نعم
    وسنتعلم من أخينا عبده ما يريد - أنا وأنت والقراء الكرام.

    وأما ( لا) فأظنها مثل (غير) لا تعرف إلا في أحوال خاصة ، ولو أن الشاعر استخدمها قبل هذا الشطر مفردتين فربما يصح تعريفهما بالـ العهدية ، لكي لا تلتبس بـ ( اللاء) ضمير جمع التي و(النعم) أي المواشي من الأبقار والإبل وغيرها..
    وأرجو أن نجد دليلاً على تعريف (اللا) من شعراء فصحاء بشكل صحيح.
    بارك الله بكم مع اعتذاري إن أسأت الطرح أو التعبير.
    و أنا أشهد لك بكريم الخُلق و عميق الثقافة
    و إذا لم نسمع لك فلمن نسمع.

  10. #30
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,853
    المواضيع : 208
    الردود : 2853
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالإله الزّاكي مشاهدة المشاركة
    ما عاذ الله، ما علمناك إلا أخا كريما وشاعرا صادقا وحبيبا مخلصا ولولا ذلك ما تجرأتُ عليك.

    التفكير من الإنسان والتوفيق من الله، ولا يعصم الإيمان من الخطأ والندم أو الحيرة. ونرجو من الإخوة الكرام والشعراء الكبار أن يشاركونا في الموضوع.

    ألا ترى أخي ضياء الدين أن سياق البيت يزيل هذا اللبس؟



    لم نر منكم ما يستوجب الإعتذار وإنما هي أمور نخوض فيها كل حسب رأيه

    لك كل الود والتقديرنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    و لقد رأيت منك جميل الطبع و غزير العلم
    و زاهي التواضع مع سداد رأي، و أسأل الله لك كلّ خير.

صفحة 3 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. 000 برزخ معلمة 000
    بواسطة ماجد سليمان في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 22-04-2019, 09:21 AM
  2. مختارات من كتاب (معيد النعم ومبيد النقم) للسبكي
    بواسطة بهجت عبدالغني في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-08-2016, 10:14 AM
  3. رحلة في برزخ أطيافها
    بواسطة نبيل الأصباشي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 06-05-2009, 01:21 AM
  4. مابين مطرقة اللاّ وسنديان النعم
    بواسطة سمو الكعبي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 11-05-2008, 02:16 AM
  5. برزخ الأسرار
    بواسطة عاشق البحار في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 14-08-2007, 06:48 PM