العيش فى الماضى والحياة فى المستقبل :
المتابع للتاريخ العربى يجده دائما يربطه بالماضى بصفاته المادية وعندما يتعرض للدولة الاسلامية فى الماضى يتعرض لها من خلال منهج تاريخى كأحداث وليس من خلال منظور اسلامى
ونظرا لتعطيل التشريع الاسلامى بالعالم العربى تم اخضاع التاريخ الاسلامى تحت النقض فتم وصف الفتوحات الاسلامية انها غزو عربى
حتى طلع علينا احد السفهاء ليقول ان سبب توجه الصحابة لفتح دول الغرب وشمال افريقيا الى جمال النساء بها

والعلم بالاسلام يجعل اهله يحيون بالمستقبل وليس بالماضى والماضى بالنسبة له هو ارتباطه بفترة محددة هى فتره نزول الوحى على رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث ان تلك الفترة بمثابة المعين المائى الذى يرتوى منه الانسان ليكمل مسيرة بنائه للمستقبل
والاسلام يجعل اهله يحيون بالمستقبل من خلال جعل الكمال المطلق تصورا اعتقاديا راسخا فى داخل المسلم
وذلك كالأتى
اولا الاسلام يعرض صفات الله سبحانه وتعالى وان صفاته سبحانه وتعالى هى الصفات العلى وانه سبحانه وتعالى ليس كمثله شىء سبحانه
بالتالى صار هناك اعتقادا فى داخل المسلم ان قيامه بعبادة الله سبحانه وتعالى يجعله فى كسب لأثار صفات الله سبحانه وتعالى بالتالى صار بالمداومة على رضى الله سبحانه وتعالى عهدا زهنيا بالقلب اننى لابد ان اكون انا الاعلى فى الكمال فى تلك الارض وكما ان العزة لله سبحانه وتعالى فلابد ان تكون العزة لى نتيجة توقيف اقوالى وافعالى على مراد الله سبحانه وتعالى
والله سبحانه وتعالى هو الحى الذى لا يموت بالتالى فكسبى لن ينقطع مطلقا وعزتى لن تسقط مطلقا طالما ان امرى كله على منهج الله سبحانه وتعالى
وحتى يكون ذلك الامر راسخا اعتقاديا لدى دولة الاسلام وقلب المسلم
فان الله سبحانه وتعالى بين لنا اياته الكونيه سبحانه وتعالى كأثر لصفاته سبحانه وتعالى مما جعل الريب مستحيلا فى حق الله سبحانه وتعالى فى عبادته سبحانه وتعالى
وعبادة الله سبحانه وتعالى لا تحمل نفس مسمى عبادة البشر للبشر
ولكن تحمل على ان الكمال المطلق للبشرية والحرية المطلقة هى ان تكون عابدة لله سبحانه وتعالى وذلك لأن الانسان بعبادته لله سبحانه وتعالى صارت اثار صفات رضى الله سبحانه وتعالى محققة فيه فكان عزيزا حكيما غنيا كريما رحيما ودودا قويا ..... متعديا على غيره بتلك الصفات
فلما كانت تلك صفات اهل الاسلام بالتالى فانه من الطبيعى ان يكون سكنها المستقبلى هو الجنة حيث الخلود والنعيم حيث رضوان الله سبحانه وتعالى
بالتالى كى يكون ذلك منهجنا وتحقيق ذلك العلو امرا حتميا لابد من ان نقيم شرع الله سبحانه وتعالى ابتداءا ثم يكون كل فرد منا عبارة عن نقطة تقف على ذلك التشريع يحققه من خلال العمل الذى يجيده والذى يحترفه فيكون هناك رباط شبكى بذلك المنهج يمر خلاله الكمال بيننا ثم نتعدى بذلك الكمال على كل الكون من الاجناس المختلفة فندخل الى علوم الكون من خلال ذلك المنظور والتشريع الاسلامى فيكون هناك الكمال المطلق بين دولة الاسلام والكون الذى يحيا به