الطريق الى الجنة :
هناك نقص فى فهم البعض عن المعنى الاساسى للجنة
فالجنة هى حيث اثر صفات رضى الله سبحانه وتعالى فبتلك الجنة لا اثر لنفاق مطلقا ولا سوء مطلقا وظاهر اهل الجنة من الكمال كباطنهم اذ الكمال المطلق هو حال اهل الجنة فى الاخرة
فيأتى السؤال الا يمكن ان نحيا بالجنة ونحن فى دنيانا تلك مع فارق النسبة ان جنة الاخرة هى النعيم المقيم والنعيم المطلق وافعال العباد صارت بالاسلام فى الكمال المطلق حيث حل عليهم رضوان الله سبحانه ولا مجال لوسسة شيطان او مؤامرة كافر او جهل بالله سبحانه وتعالى فى القول او الفعل
اذ الجميع حقق العلم بالله سبحانه فى اعلى صوره الذى لا ريب فيه
الا يمكن ان نحيا بالجنة ونحن بتلك الدنيا
للاجابة على هذا السؤال لابد ان نحدد هل الجنة اصل فى الوجود ام حادث فى الوجود
اى هل هى خلق من خلق الله سبحانه وتعالى ام انها اصل فى الوجود
الاجابة ان الجنة خلق من خلق الله سبحانه وتعالى
الا انها خلق اعدت لأهل الايمان حيث انها صارت كسب لأهل الايمان بما وصلوا به من صبغة بالاسلام بأن صار الاسلام صبغة اهل الجنة فلما كان علمهم بالله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته وتشريعه سبحانه وصل الى كأنهم يرون الله سبحانه وتعالى فإن فى الجنة صارت النتيجة هو رؤية الله سبحانه حقا بعد أن كنا كأننا نراه فى الدنيا
بالتالى الفرق بين الجنة فى الاخرة والجنة التى اسعى العيش بها فى تلك الحياة الدنيا هى فرق نسبى حتى تكون تلك النسبة فى الدنيا الا يفصل بينى وبين جنة الاخرة الا لحظة من الزمن هى لحظة خروج الروح من الجسد
بالتالى فنحن من بيدنا تحديد مدى أن نعبد الله سبحانه وتعالى كأننا نراه
والله سبحانه وتعالى صفاته ثابتة يزداد اثرها برضى الله سبحانه وتعالى كلما حققنا أن نعبد الله كأننا نراه وهو سبحانه لا يخلف الميعاد كما انه سبحانه كلما تقربنا اليه زاد قربه لنا سبحانه بما يليق به سبحانه حتى لا يكاد يفصلنا عن رؤيته سبحانه وتعالى الا لحظات خروج الروح اذ بخروج الروح صرنا فى الاخرة فنكون حققنا صفات {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً }النساء69
فسبحانه رب العالمين ومالك يوم الدين
بالتالى صار من الامكان الحياة بالجنة وانا بتلك الدنيا

وكى يتم ذلك لابد ان نفعل ما يجعل صبغتنا هى الاسلام ومعنى صبغتنا ان تصل اقوالنا وافعالنا الظاهرة والباطنة هى الاسلام نفسه لدرجة ان لا نحتاج للكتب فى نقل الاسلام من مكان الى اخرى اذ من يريد الاسلام حينئذ ما عليه الا ان يتبعنا ويحيا بيننا مع بيان اسماء الله وصفاته سبحانه وتعالى كبيان الرسل
بالتالى فأنا بذلك اكون جعلت اثر صفات رضى الله سبحانه وتعالى فى اعلى درجات الكمال حتى تصافحنا الملائكة فى الطرقات فلا نرى شيطانا قط بأرضنا أو سوءا قط فى علاقتنا ببعضا البعض كمسلمين لا يصدر منهم الا ما كان خالصا صوابا وكان تحقيق (إياك نعبد وإياك نستعين ) فى اعلى درجات الكمال صبغة لنا
بالتالى جعلت تلك الدولة الاسلامية فى درجة من كمال رضى الله سبحانه وتعالى ان صارت جنة لا يقع فيها الا كل طيب كأثر لمرضات الله سبحانه وتعالى
وكلما كان تناولى للمادة التى حولى من جماد او حيوان او نبات هو تناول مسبح لله الى مسبح لله سبحانه وتعالى وكلما كان علمى بالتشريع المحرك لتلك المادة بالتالى فالمسلم الذى اعنيه وصل من علمه بكل شىء أن علم ظاهر المادة وباطنها بالتالى فإنه يكون خليفة حينئذ فى ادخال المواد مع بعضها البعض وتشكيلها لينتج مادة اخرى تعطى كمالا له فى قوته وعزته وغناه وسرعة نشره للاسلام فيكسب بذلك الاسلام صفات ربوبية على البشرية بالارض فكان أهل الاسلام حيئذ هو الاسلام نفسه كصفة وكعصمة فصار مراد الله سبحانه وتعالى يجرى على اقوالنا وافعالنا
تجعل من يلجأ لدولة الاسلام فى أمان تام ومن يعادى دولة الاسلام فى رعب فى أى مكان فى الارض ونجعل من يعاهد دولة الاسلام فى منعة وتطلعه لأهل الاسلام كمن يتطلع الى الجنة فسرعان ما يسرى الاسلام فى قلوبهم لعلو صفات اهله فلا تعلو فى الارض الا راية لا اله الا الله محمد رسول الله

فيأتى السؤال هل تريدون تلك الجنة بالدنيا أم لا ؟

ان كنتم تريدون ذلك فلابد من ان يكون الاسلام تشريعا يحكم اهل الاسلام حتى يكون فعلا فى اقوالنا وافعالنا هى اللغة التى نتكلم بها فيما بيننا