.. رياح عابرة ..
لَا يَا سَيِّدَتِي
لَنْ تُحَرِّكِينِي
فَلَا شَيْءَ يُغْرِينِي
أَنَا مَوْقِدُ نَارٍ أَخْمَدَا
أَنَا جُثَّةٌ هَامِدَةٌ
فَلَا تقربِينِي
كُلُّ أَفْعَالك سُدًى
فَأَنَا مَيِّتٌ
مِنْ قِبَلِ تَكْوِينِي
مَا تَفْعَلِينَهُ لَا يُجْدِي
فَاُرْجُوك ِ ابتَعِدِي
وَاُتْرُكِينِي
كَثِيرَاتٌ
حَاوَلْنَا إِشْعَالَ مَوْقِدِي
فأنطفآنا بنظرت عُيُوني
كُلُّ ما في نَائِمٌ
لَنْ تُوقِظِينِي
تَرَكْتُ الحُبَّ لِأَهْلِهِ
مُنْذُ زَمَنٍ.
وَتُرِكَتْ المَعَارِك وَالحُرُوب
فَلَا تكلميني
أنا كَلِمَةٌ
ضَاعَ مِنْهَا الحُرُوف
لَنْ تَفْهَمِينِي
دفنت مَشَاعِري بِيَدِي
أفهمي
لَا ْتستفزيني
فَتْلُكَ النَّارُ لَا تُحَرِّكُنِي
وَهَذَا البَحْرُ
لَا يَرْوِينِي
سَمَائِي لَنْ تُمْطِرَ
وَأَغْصَانِي لَنْ تُثْمِرَ
وَهَذَا الجَمَالُ
لَا يَعْنِينِي
شعب مَدِينَتِي تهجر
فَمَشَاعِرُكِ لَنْ تُجْدِيَ مَعَي
وَلَنْ تُنْجِيَنِي
فَأَنَا غَارِقٌ وَحَدِّي
فَحَذِّرِي أَنْ تَغْرَقي
لَا تَمْسِك يَدِي
لَا تَلْمسِينِي
عَاَلَمِي الصَّغِيرَ لِوَحْدَي
وَلَا تَسْتَطِيعِينَ العَيْشَ مَعَي
وَمِنْ عَالَمِي
لَنْ تَأْخُذِينِي
لَا يَا سَيِّدَتِي
لَنْ تُحَرِّكِينِي
وَتِلْكَ النَّارُ لَا تُغْرِينِي
أَعْصَابي البَارِدة
كَفِيلَةٌ بأن تطفآك
فالثَّلْجُ هُوَ
مَنْ يَعْتَرِينِي
وَالحَيَاةُ بِدَاخِلِي مَيِّتَةٌ
وَقَبَائِلُ مِنْ النِّسَاءِ
لَنْ تحيني
حسين العلي