|
مِنْ أينَ أبدأ بسْطتي في ذكْرِهِ |
صلواتُ ربّي والسّلامُ الأوْرَفُ |
طِبتُمْ أحبّتَهُ بمَدْحٍ زاخِرٍ |
طُوبَى لِمَنْ أوْلاهُ مدْحاً يَشرُفُ |
وهَمَتْ مَدامِعُ حرْفِهِ وجَنَانِه |
وعُيُونُهُ في السِّرِّ دمْعاً تذرِفُ |
طوبى لِمَنْ تسْري النّسائمُ حَرَّةً |
تلْقَاهُ قلباً بالصّبابةِ يرجِفُ |
لمّا تناءَتْ بالجُسُومِ دِيارُها |
والشوقُ يخفِقُ في القلوبِ يُرَفرِفُ |
أوّاهُ من بَيْنٍ تمَلّى بيننا |
والبيْنُ في المعنى أشدُّ وأعنَفُ |
أوّاهُ يا صاحي أبَنْتَ مواجعي |
والسّتْرُ كانَ على المَواجِعِ يَلطُفُ |
من أينَ أبدأُ قصّتي في حُبِّهِ |
وأنا المُقيمُ على الخطايا المُسْرِفُ |
أيُقالُ حُبٌّ والحياةُ غريقةٌ |
في بحرِ ذنبٍ والدّنايا طُوَّفُ |
من أينَ أبدأُ والحقيقةُ أنّني |
قبلَ التَّدَنُّسِ كنتُ رُوحاً تعرِفُ |
وهناك يومَ الذرِّ أُشْرِبْتُ الهوى |
وسُقيتُ سِرّاً بالمحبّةِ يُوصَفُ |
الحُبُّ لي حُبٌّ قديمٌ حُبُّهُ |
أشرِبْتُهُ واليومَ منهُ أغرِفُ |
في وسْطِ ليلي لاحَ لي بدرُ |
الهوى فطفِقْتُ أسْري علَّ فجري يُشرِفُ |
بدري سرَى والفجرُ لاحَ فأشرَقتْ |
شمسي فشمسُ الحبُّ سِرٌّ يَجْرِفُ |
هامَ الفؤادُ بذكرِكُمْ مُتولّهاً |
أهفو إليكُمْ والجوارِحُ عُزَّفُ |
من فرْطِ قهري والعُذولُ تَلَوّمُوا |
قالوا دَعِيٌّ في المحبّةِ مُرْجِفُ |
آهٍ فماذا للمُحِبِّ علامةٌ |
إن لمْ تكُنْ فيهِ الجوانِحُ عُوَّفُ ؟ |
والنّارُ نارٌ في الأضالعِ صَهدُها |
والحزنُ بادٍ والعزوفُ يُطوِّفُ |
إن يُقبِلُوا والبيْنُ فيهمْ حاكِمٌ |
فلقدْ عزفنا بعدَ أنْ قالوا قِفُوا |
هدَّ الجفاءُ على الخواءِ قلوبَنا |
إنْ كنتُمُ أهلَ الوصالِ فأنصِفوا |
إنْ كنتُمُ للعِشقِ أهلاً خبّرُوا |
أهلَ الصّبابَةِ كيفَ في هَجْرٍ كُفُوا ؟ |
أو نَوِّحُوا مثلَ الثّكالى واجْنحُوا |
حقّاً على الخالي بُكاءً يَعصِفُ |
يا لائمي فيما تَلُومُ ومُهجتي |
مكلومَةٌ بالضّيمِ أضحَتْ تنزِفُ |
اليومَ لي قلبٌ مُعنَّى شاهِدٌ |
وهناكَ من عَهْدِ الأحبّةِ مُنصِفُ |
سيري بلاَ لفتٍ إلى بِيدِ الـ سّلا |
يا نفسُ سيري واطْرَحي ما يُضعِفُ |
فالدّربُ بانَ يَلُوحُ من نورٍ دنا |
سيري إلى سيدٍ كرامٍ شُرِّفُوا |
وتوّلّهي وتأوّهي وتعَمَّمِي |
أهلُ العمامَةِ إن بَدَوْا قدْ يُزلِفُوا |
فهمُ الأحبّةُ والمرامُ على المَدَى |
وهُمُ النّدى وهُمُ الضيّاءُ الأكنَفُ |
هُمْ سَاكِنُو طَيْبا فيا طِيبَ النِّدَا |
نادَيْتُهمْ والرُّوحُ ولْهى تَدْنِفُ |
هُمْ نُورُها الرَّوضا وأهلُ القبّةِ الـ |
خضْرا إليهمْ مُهجتي تستشرِفُ |
نَادَيْتُهم والحالُ منّي عاثرٌ |
والآهُ آهٍ في الفؤادِ يُعَنّفُ |
قد جئتُ حَسْراً لا مُصِرّاً خاشِعاً |
بيْنَ التزلُّفِ والتلَهُّفِ أزحَفُ |
ويْحي تعمّمَ بالتأدّبِ من دُعُوا |
وأتيْتُ صِفْراً والحَيَاءُ يُغلِّفُ |
وهمَسْتُ إنَّ القوْمَ جاؤوا بالرّجا |
ولهُمْ ظهيرٌ من ليالٍ أسْلَفوا |
وأتَى رجائي من ليالٍ في الدّجى |
من غيرِ بَدْرٍ أو نُجُومٍ تُسْعِفُ |
فالبدرُ أنتُمْ والنّجومُ وشمسُ مَنْ |
فيكُم يُرَجّي ليلَهُ كيْ تعطِفوا |
من بعدِ ما سطعَتْ عليهِ شمسُهُ |
دهراً تولّتْ واسْترابَ الموقِفُ |