هذيان

لايوجد ماهو أسوأ من أن يدير لك من تحب ظهره فلا يرى قلبك ولاترى قلبه

قيل لي : عن ماذا تدافع باستماته ؟
فقلتُ : عن قلوبٍ تنتظرني أن أفعل !

أنا رفيق قلبي في زنزانته يأنس بوجودي ولايعجبني وجوده !

نفسي لا أذمها ولكن أعطيها حقها، وأذكرها قدرها، وأصوب غرورها كي لا يجرها إلى هلاكها، ويريها نفسها على غيرها، فيصبح للشيطان باب فيها يمر فيه وقتما يشاء

حين أنظر في داخلي أرى الشر الذي يملأني، والظلام الذي يكبت جوفي، والأمل في أن يعينني ربي

قيل ذات يوم :حدثونا عن أوطانكم، بأي جهة ترونها ؟
فقلتُ : أراه في قلوب من أحبهم فيه، في ذكرياتي التي اندثرت بين شوارعه وحواريه، في كل دمعة بللت أرضه وكل ضحكة داعبت نواحيه

أفضل طريقة للتعامل مع ربنا الودود الرحيم أن نريه حبنا له في عباده وطاعتنا له وعدم مجاهرتنا بمعصيته

أنا ميت يمضي حياً، وضاحك يوري باكياً، ونادماً أمسى آملاً، ومذنباً يسجد راجياً

أنا الخير الذي اتقد شراً، والصدق الذي ارتوى كذباً، والحاضر الذي طوى ماضياً

فات أوان إرجاع الماضي، ويا ليته يرجع بعد أن علمت أهميته، لذا أحرق ندمي بالحاضر

خطتي القصيرة للدنيا أن أبتسم في وجه الدنيا، والخطة الطويلة أن أجعلها تبتسم لي