مشاكل المبدعين
يصنع المبدعون المشاكل لأنفسهم في حالات كثيرة، أهمها أن يغلق المبدعون أبواب العقل بوجه الأفكار الجديدة الناتجة عن أبحاث علمية و ذات نتائج مثبته على أرض الواقع، وقد لاحظت هذه الحالة أثناء استماعي للأحاديث والمناقشات التي تدور بين مجموعات منهم، و إغلاق العقل له من الأسباب ما يعجز هذا المقال أن يلم ببعضها ومنها :
1- العنصرية هي أحد أسباب إغلاق الدماغ عند كثير من الناس و هذه الحالة ليست مقتصرة على المبدعين، لكنها لا ترى عند العباقرة وهم " المبدعون في أكثر من علم " أو عند الحكماء أو من هم على الطريق الصحيح للحكمة، لأن الوقائع والتصرفات الصادرة عنهم على مدى الأيام تثب عكس ذلك، العنصرية تودي بعقول أصحابها إلى الإنغلاق والإبتعاد عن الأفكار الصادرة عن غيرهم بالغة ما بلغت دقة تلك الأفكار، بل إنهم لا يستمعون لغير أصواتهم .....
2- الإكتفاء بالمعرفة المختزنة لديهم بالغة ما بلغت من حيث الكم والنوع، و هذه مشكلة ليست أقل مما سبقها، وذلك لسبب بسيط أن المعرفة تتجدد و يخرج الجديد على الناس على شكل كتب و ابحاث ودراسات على مستوى العالم بأسره، مما يجعل أعمال المبدع / المبدعة متوقفة عند مستوى محدد يجتازه أي قارئ مجد و باحث يسعى للمزيد من المعرفة.
3- الغرور ، قد وصل الغرور بـأحد الباحثين لأن يلغي أي أثر للفلسفة " أم علوم " على التفكير و هزء من منطق الفلاسفة مستخدماً أحدهم كمثال على ذلك، وبكل تأكيد الغرور يؤدي إلى التعالي على الزملاء وذلك يعني أن يخسر المبدع الأفكار التي قد يكون بأمس الحاجة إليها منهم، فهم لن يتحدثوا إلى الزميل المغرور بها لأسباب كثيرة، أهمها أنهم سيتوقعوا الإستهزاء والسخرية الناتجة عن الغرور.
4- إنتقال الإهتمام من السعي للمعرفة إلى المال أو أي أمر آخر، يؤدي هذا إلى التوقف عن الإنتاج للجديد من الأعمال الإبداعية أو على الأقل تصبح الأعمال أقل عدداً و أصغف من حيث النوعية.
5- التوقف عن السعي لتطوير القدرات و مهارات الحياة.
باسم سعيد خورما