داءُ العُرُوبَةِ
أنا لا ألومُ الفرسَ والرومانا
مادامَ في العربِ الهوى ألوانا
أنا لا ألومُ الطامعينَ بأرضِنا
وبحارِنا وهوائِنا وسمانا !!
أألومُ أطماعَ الغُزاةِ وبعضُنا
للطامعينَ يُسَلِّمُ الأوطانا؟!
أألومُ أمريكا وبعضي جيشُها
والبعضُ جيشٌ خادمٌ إيرانا؟!
لولا احترابُ الأهلِ فيما بينهم
ما عربدَ المحتلُّ في (أقصانا)
***
يا قومَنا ما بالُ أربابِ الحِمى
قبلَ الأعادي يهتكونَ حِمانا؟!
ما بالُ مَن أمسى يُعَبِئُ جيشَهُ
حِقداً، ويهدِمُ أُمَّةً وكيانا؟!
أوَلَيسَ مِنَّا مَن يصولُ تطرُّفاً
يئدُ السلامَ ويشعلُ النيرانا؟!
هذي قذائفُنا التي صُبَّتْ على
أوطانِنا، تستهدِفُ البنيانا
هذي بنادقُنا التي تغتالُنا
شعباً، وتقتلُ في النفوسِ إخانا
هذي منابرُنا التي نَفَخَتْ بِنا
رُوحَ التعصُّبِ مذهباً ومكانا
تَبَّاً لأبواقِ الطغاةِ وزيفِهم
ولِمَنْ يَصُمُّ عن الهدى الآذانا
***
يا قومَنا لا تلبِسوا أهواءَكمْ
بتديُّنٍ، أو تجحدوا الأديانا
لا يرتضي اللهُ التديُّنَ "شِيعَةً"
أو "سُنَّةً"، فتدبَّروا القرآنا
أفيقبلُ اللهُ العداوةَ منهجاً
وإلى المحبَّةِ والسلامِ دعانا؟!
أُدعُوا إليهِ .. دَعُوا القضاءَ لِرَبِّنَا
يومَ القيامةِ ينصبُ الميزانا
لا تهدِروا قِيَمَ السلامِ وتَسفِكوا
طهرَ الدِّماءِ، وتدَّعوا الإيمانا
***
فإلى متى ياقومُ يقتلُ بعضُنا
بعضاً، ويحسو المترفونَ دِمانا؟!
الشامُ تنزِفُ والعراقُ وليبيا
وأخٌ بمصرَ يزلزلُ الإخوانا
وتزجُّ باليمنِ السعيدِ عصابةٌ
للحربِ باتتْ تنسجُ الأكفانا
تمضي بِنا نُخَبٌ - تعمِّقُ جرحَنا -
نحوَ الشتاتِ وتَستَحِثُّ خُطانا
وكأنَّها في الجاهليةِ لمْ تَزَلْ
تُذكي الصراعَ وتحصدُ الأضغانا
فإلى متى نُخَبُ الخرابِ تسومُنا
سوءَ العذابِ، وتزدري الإنسانا؟!
***
يا قومنا ثُرنا وكانَ ولاؤنا
متعدِّدَاً؛ فتضاعفتْ بلوانا !!
أنَظَلُّ أنصاراً لِمَنْ خانوا، ومَنْ
نهبوا، ومَنْ ساموا الشعوبَ هوانا؟!
ونفرُّ مِن صنمٍ إلى صنمٍ، ومِن
طاغٍ إلى أطغى يهدُّ قِوانا؟!
فمتى سَنَجتَرِحُ الولاءَ لِشَعبِنا
ونُنَابِذُ الأوثانَ والكهَّانَ؟!
وإلى متى صوتُ الرشادِ يَعُبُّهُ
صَمتُ الزوايا لا يذيعُ بيانا؟!
داءُ العُرُوبَةِ في الولاءِ تَعَصُّبَاً
لولاهُ ما باتَ العزيزُ مُهَانا
يا قومَنا إنْ لمْ نُوَحِدْ صَفَّنا
ستبايعونَ الفًرسَ والرومانا ..
ياسين عبدالعزيز