الإبداع و عامل الصدفة
لطالما كان المبدعون نتاجاً للصدفة مما يحدث الدهشة لدى أولياء الأمور أولاً و المجتمع ثانياً، وهذا الأمر ليس مقتصراً على منطقتنا وحدها بل هو ما يحدث وبنسبة عالية جداُ في العالم بأسره، ويعود السبب في ذلك إلى قلة المعرفة لدى أولياء الأمور للتعامل بشكل مناسب مع الصغير بعمره " الكبير بقدراته " والعمل على تطويرها و إستكمال الإعداد له بما يتناسب مع تلك القدرات، ليصلوا به إلى المستوى المطلوب " بالنسبة للقدرات " وليس وفق توجهات ورغبات الأهل فقط.
يلاحظ الأهل أن الطفل لديه قدرات مميزة في أحد المواضيع أو أكثر على مدى الأيام، لكن الذي يحدث على أرض الواقع في معظم الأحيان أن الوالدن يسعدان بذلك و يتفاخران على الأقران بما يملكه صغيرهم من قدرات، وفي أيامنا هذه قد يحدث أن يكون لدى أحد الوالدين القدرة على تحفيز الصغيرة / الصغير ليصل إلى درجة من التميز في ما أظهر من قدرات، وفي حالات أخرى لا يتم التعامل أبدا مع الصغير بإيجابية وتحفيز وقد يحدث العكس تماماً، فقد يتحرك الأهل مع الصغير كما كانوا قبل الإنتباه لقدرة الطفل وتميزه فيما قد أحب، ويترك لنفسه وللحياة دون مساعدة.
ليست هناك صدفة، لكن ما يحدث هو أن الطفل قد يستمع لمن حوله من الكبار فيعجبه في الشعر فيحفظه " وقد حدث هذا " أو قد تشجع الأم إبنتها على حفظ الشعر " وهذا أيضاً من الواقع، وقد حدث فعلاً، وهناك من أحب الأعمال المكانيكية والرياضيات .... ولكن لن يحدث التطور المنشود، إلا إذا لقيت الطفلة / الطفل العناية والرعاية اللازمتين ومن المختصين ليصلوا بهم إلى المستوى المميز في ما أحبوا من مواد، و بأسلوب عقلاني دون أن يتأثر التحصيل الدراسي للصغيرة / الصغير ، وبكل تأكيد معظم الصغار يمتلكون القدرة على تحقيق التميز والإبداع إن توفرت لهم البيئة المناسبة.
يتأثر الصغير بالبيئة الإيجابية التي يلاحظها في السنوات الأولى من عمره، ويتفاعل مع ما يحب من الأمور، وعلى أولياء الأمور حفز الصغار على تطوير قدراتهم في المواضيع الأدبية / العلمية التي أحبوها وتعلقوا بها مهما كانت، مع السعي لتطوير المعلومات التي تقدم للصغار وإن تطلب ذلك من الكبار أن يتعلموا الجديد ليقدموه لصغارهم، وبالطبع هناك الآخر المؤثر " الصديق " أو احد أفراد الأسرة الممتدة الذي قد يكون السبب في توجه الطفل إلى أحد العلوم ويحقق التميز فيه، لكن يبقى الدور الرئيسي على الوالدان بأن يتعاملا بإيجابية مع الصغار دائما وأن يحفزوهم على المزيد وبالطرق المناسبة .
باسم سعيد خورما