مشاكل المبدعين 2
يشكو كثير من المبدعين من أمور كثيرة تخص الإبداع كموضوع ، ومن حيث أعمالهم الإبداعية وانتشارها بين الناس، وبالتالي معرفة الناس بهم وبقدراتهم، و ما يتبع ذلك من آثار مالية و غيرالمالية عليهم، و وجدت أن نسبة عالية منهم لم يفكروا في حلول لهذه المشكلة/ المشاكل، بل إنهم يتحركون بين الناس بنفس الأسلوب الذي اعتادوا عليه، و بكل تأكيد مستخدمين المنطق الذي أوصلهم إلى تلك المشاكل عينها.
وكان لي أن حاولت أن أغير و أصحح في موضوع الإنتشار مع بعض الأصدقاء من المبدعين الذين تختلف مستويات و مواضيع الإبداع عندهم، لكني لم أحقق الكثير ولأسباب كثيرة، أهمها أن التعاون بين كثير من المبدعين والعاملين في مجال الإبداع يبنى على أسس لاتمت للإبداع بصلة، ومنها العنصرية والشللية والمصالح والرغبات الخاصة، وقبل كل ذلك على القدرات التي يمتلكها طرفي المعادلة في هذا الموضوع وأهمها القدرات المعرفية أولا وبشكل رئيسي ثم القدرات المالية حيث تسمح كلا القدرتين للمبدعة / المبدع بأن يتحرك بحرية أكثر.
تطوير القدرات المعرفية عند المبدعين والمبدعات بشكل عام وفي مهارات الحياة بشكل خاص، يسمح لهم ببناء وتطوير المجتمعات الصغيرة " البيئة المحيطة " بهم ثم المجتمع بشكل عام، وهذه هي البداية الصحيحة التي يمكن من خلالها وعلى أساسها أن يحقق المبدعون الطموحات من حيث الإنتشار وما يتبعه من أمور مالية واجتماعية، وليس قبل ذلك، وهذا ليس بالأمر السهل، حيث أن لي ملاحظاتي على هذا الموضوع تحديداً، ولن يستطيع أي من طرفي المعادلة أي " المبدعون أوالمجتمع " أن يحققوا التقدم والمنشود بالسرعة اللازمة دون أن يكون هناك تعاون حقيقي لتحقيق التطوير بين الطرفين.
يحدث التطور في مجتمعاتنا عندما نطور قدرات الأفراد المعرفية فيه، وليس قبل ذلك، وتطوير القدرات لدى المبدعين أولا يجعل من تطوير المجتمع أمراً أكثر سهولة ويسر، لأنهم إذا صنعوا وقدموا الجديد من المعرفة من خلال أعمالهم فإنهم سيطوروا العالم بأسره من خلال الجديد في ميادين الإبداع المختلفة، أتمنى أن نسعى جميعاً لتطوير أنفسنا أولا ليتطور المجتمع من خلال ما سيقدم له من أعمال نتيجة لذلك التطور.
باسم سعيد خورما