تدبير إسهال السفر / د. ضياء الدين الجماس
يتعرض المسافرون من مناطق عالية الرعاية الصحية ( البلاد الغنية) إلى مناطق منخفضة الرعاية الصحية (المناطق النامية) لاحتمال حدوث الاسهال. وقد يحدث أيضاً نتيجة تناول المسافر أطعمة ملوثة غير صحية أو غير معدة أو محفوظة بشكل صحيح ، كتناول اللحوم المقلية على طريق السفر. وتنجم إسهالات السفر عن أسباب مختلفة منها ذيفانية أو جرثومية أو طفيلية أوفيروسية.
ولإسهال السفر ثلاثة أصناف حسب شدته هي : التقليدي المألوف والمتوسط والخفيف حسب عدد مرات التغوط اللين .مع ما يرافقه من أعراض أخرى كالغثيان والقيء والدم في البراز والحرارة...
واسهال السفر الخفيف أن يكون عدد مرات التغوط ببراز لين مرة إلى مرتين في اليوم بدون أعراض أخرى ، وأما المتوسط فيكون كالخفيف مع واحد أو أكثر من أعراض الشكل المدرسي التقليدي.
ويشمل الشكل التقليدي تبرز 3 مرات يومياً من الغائط اللين أو أكثر مع المغص والغثيان والقيء والحرارة أو الدم في البراز... ولا تحتاج الأشكال الخفيفة والمتوسطة أي تدابير إضافية. وأما الشكل التقليدي فتتلخص تدابيره بالنقاط التالية :
1- يجب تعويض خسارة السوائل بشرب السوائل المعيضة للماء والأملاح الأساسية ، كمرق اللحم أو الخضار والشوربات . ويمكن تحضير ماء مغلي مدة ثلاثة دقائق ويضاف لكل ليتر منه نصف ملعقة صغيرة من ملح الطعام ومثلها بيكربونات الصوديوم مع 4 ملاعق صغيرة من السكر, وتشرب بمعدل ليتر في الساعة الأولى ثم حسب الحاجة. وهناك ظروف جاهزة لتعويض الأملاح تباع في الصيدليات.
2- المضادات الحيوية : تعطى في حالات الإسهال المخاطي المدمى أو بوجود الحرارة أو يتجاوز العدد 4 مرات يومياً. وأهم الصادات المستعملة السيبروفلوكساسين 500 ملغ مرتين يوماً مدة 4-5 أيام (ولا يستعمل عند الأطفال) ، أو جرعة وحيدة من الأزيثروميسين 1000 ملغ. والأزيثروميسن هو المفضل للأطفال بجرعة تناسب وزنهم.
3- مبطئات الحركة المعوية لتقليل عدد مرات التبرز مثل اللوبيراميد أو اللوموتيل ، وتستعمل في الحالات الشديدة مشاركة مع المضادات الحيوية ، وتوقف فوراً إذا أدت إلى زيادة الألم البطني. ولا حاجة لها في الحالات الخفيفة والمتوسطة.
4- يمكن الوقاية من إسهات السفر بأخذ اللقاح المناسب للمرض المنتشر في منطقة السفر كلقاح الكوليرا إذا كانت المنطقة مربوءة بهذه الإصابات، أو تناول الصادات مثل الدوكسي سيكلين حبة صباحاً ومساء أو الباكتريم.
5- تشفى معظم إسهالات السفر ، بتعويض السوائل فقط، خلال بضعة أيام (3-5) ، وإنَّ استعمال المضادات الحيوية يقصِّر من هذه المدة ، وتحتاج الحالات الشديدة للاستشفاء في المستشفى لتعويض السوائل عن طريق الوريد أو تحديد العامل المسبب ومعالجته بدقة.