مسؤولية المبدعين
كلما إزداد المبدع إلتزاما بالمسؤوليات التي عليه أن يتحملها، كما تطورت قدراته نتيجة لذلك، المبدع إنسان يتحمل المسؤولية، وأعماله تدل على ذلك، فلا أحد يحاسبه إذا ما توقف عن تقديم الأعمال الإبداعية أو إذا لم يسعى لتطوير ذاته ليحقق المزيد من التميز فيما هو مبدع فيه، وتحدد درجة الإلتزام بالمسؤولية عند المبدعين أمور كثيرة، وأهمها تقبل المجتمع لهم، وتفاعل المجتمع معهم.
يسعى كثير من المبدعين لتطوير أنفسهم علمياً وثقافياً ليحققوا المزيد من الإبداعات وهذا هو الأمر الطبيعي، وبكل تأكيد هناك من لهم رأي آخر وتوجهات مختلفة، ولكن ما يهمنا هنا أن السعي لتطوير القدرات المعرفية في مجالي المعرفة في مواضيع الإبداع والثقافة العامة في الأمور الأخرى أمر رائع إلا أنه غير كافِ ليحقق للمبدعة / المبدع غاياته في المجتمع الذي يعيش فيه، فتطوير الذات من خلال مهارات الحياة له ذات الدرجة من الأهمية.
يحدد المتذوقون قدرات المبدع في ما يقدم، ولكل منهم رأيه الذي يبنى على قدراته الشخصية، ولكنهم يجتمعون على مواضيع مثل اللباقة وأدب الحديث وغير ذلك مما يتوقع من المبدعة / المبدع من قدرات ومهارات إجتماعية، وبناءاًعلى ذلك فإنهم يقربون المبدعة / المبدع، أو يكتفوا بما قدم من عمل إبداعي فقط، والأفضل أن يتعارف المتذوقون على المبدع لما في هذا من تحفيز لهم على تقديم الأعمال الإبداعية.
يحدد المبدع حجم المسؤولية المجتمعية التي يضعها على عاتقه من خلال الأداء والجهد المبذول من قبله ليخدم المجتمع الذي يعيش فيه، لكن المجتمع متطلب دائما ولا يقبل إلا بالمميزين في المعرفة والأخلاق، وهذا ينطبق على مجتمع المبدعين أنفسهم أيضاً، فمن لا يحترم زميلاته وزملائه فلن يحترمه مجتمع المبدعين، و قد ينتج عن بعض الحالات تحول الناس عن الملتقى " المكان " إلى غيره نتيجة لذلك، و بالطبع يمكن دائما إيجاد الأسباب لتحول الأفراد والمجموعات من المبدعين من مكان إلى آخر.

باسم سعيد خورما