هدهد سليمان :
قصة سيدنا سليمان عليه السلام تبين الترابط التوحيدى بين سائر المخلوقات مع سيدنا سليمان عليه السلام وكيف تم توظيف ذلك التوحيد فى جعل العبودية لا تنصرف الا الى الله سبحانه وتعالى
وثوابت تلك القصة كالأتى
سيدنا سليمان عليه السلام هو نبى من انبياء الله بالتالى صار صفة التسبيح له صبغة لا تنفك منه
واوامر سيدنا سليمان ليست الا اوامر من قبل الله سبحانه وتعالى اذ ان الانبياء والرسل تدور افعالهم حيث مراد الله سبحانه وتعالى
بالتالى فكون الجن يشقون من اوامره دلالة على ان من اشتكى منهم ليس بؤمن وان الاصل به الشر العريض اذ من صفات الايمان الرحمة والحسنى فى كل شىء الا انهم ليس لهم الخيار فى الخروج عن اوامر سيدنا سليمان عليه السلام
قال تعالى {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ }سبأ14

وكل الخلق بعد ذلك يحيون التسبيح لله سبحانه وتعالى مع سيدنا سليمان
اى ان هناك العلاقة التسبيحية بين سيدنا سليمان وبين كل الخلق
لكن ما الذى جمع المشاركة فى الفعل بين الاجناس المختلفة وخصوصا الطير وسيدنا سليمان عليه السلام
اذ لانه هناك سلطان من سيدنا سليمان على الطير بالتالى صار الطير يعمل لحساب سيدنا سليمان وفق ما كلف به من النبوة
بالتالى فان الوظيفة بين سليمان الملك النبى وبين كل من دخل فى امره ومنهم الطير سيدور لتكون كلمة الله سبحانه وتعالى هى العليا
اذ كلما كان كل شىء يعمل وفق مراد الله سبحانه وتعالى كلما خلت الارض من الفساد لكل شىء من الطير والحيوانات
فالاجتماع لتحقيق العبادة لله سبحانه وتعالى هو اجتماع على الخير المطلق الذى لا سوء عنه بالتالى كان لابد ان يكون هناك صفة مشتركة تبين مراد سيدنا سليمان كتكليف منه للطير بالتالى كان هناك العلم بمنطق الطير
قال تعالى {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ }النمل16

وجملة اوتينا من كل شىء اى صار كل شىء يعمل لحساب نبى الله سليمان عليه السلام ويحقق المراد الاعلى معه الا وهو توظيف كل شىء لتكون العبادة منصرفة لله وحده سبحانه وتعالى
قال تعالى {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ }النمل17
وكلمة منطق هنا لها دلالة ان الامر لم يقف عند مجرد العلم بلغة الطير ولكن هناك المنطقية فى اقوال الطير بالتالى فان كلام الطير يخلو من السفه اذ ان كل كلام الطير فى علو يجعل له المنطق والحجة بالتالى كان هناك الدلالة لذلك المنطق
والدلالة قال تعالى {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ }النور41

بالتالى قد تم بناء العلاقة بين البشر وما حوله من الاجناس الاخرى كى توظف تلك العلاقة فقط فى بيان حق الله سبحانه وتعالى فى عبادته
بالتالى بعد تلك الحجة الدامغة من ذلك الترابط فى كل الخلق صار من يخرج عن ذلك ليس له الا الذل والهوان
اذ ما يمنعك عن ان تقيم التسبيح معنا لله سبحانه وتعالى بعد ما رأيت الا ان تكون جاحدا جحود تكبر
لذلك كان لابد ان من يفعل ذلك ويكون صفاته الكفر ان يتم اذلال هؤلاء المتكبرين وافساد صفات قريتهم التى بنوها على صفاتهم الكفرية اذ كل اثر به يشير الى الكفر

فجاء ما يبين ذلك الترابط فى التسبيح لله سبحانه وتعالى لبيان ان الوظيفة الاساسية لأهل الايمان جميعا هو تحقيق العبادة لله سبحانه وتعالى وكل شىء يبنى او يهدم وفق ما يدل عليه العبادة لله سبحانه وتعالى
فجاء الهدهد :
والهدهد هنا يعبر عن حال كل الطير الا انه هو من وجد تلك الامة الكافرة التى تعبد الشمس
ليأتى الهدهد يبين الصقات الكفرية لتلك الامة من البشر ويبين صفات التوحيد الذى هو عليه والذى يعبر عن انه من المسبحين
قال تعالى } وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ{17} حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ{18} فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ{19} وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ{20} لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ{21} فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ{22} إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ{23} وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ{24} أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ{25} اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ{26} { النمل

هنا الهدهد بين صفات الخبر الذى لديه وهو الاحاطة به
والاحاطة تشمل العلم بكل ابعاد الخبر الذى يحمله
ثم بين معنى كلمة الاحاطة بالخبر :
الخبر هنا يشمل بيان الجنس والنوع والمكان والصفة والفعل والمسمى الوظيفى الذى يجمع ذلك الجنس والى اين توجه افعال ذلك الجنس
والعلم بما يجب ان يكون عليه الفعل
والعلم بالخطأ القائم عليه الفعل
فالمكان وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ
والجنس هو البشرية
والنوع : إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً
والوظيفة : تَمْلِكُهُمْ
والصفة : وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ

الفعل : وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ

العلم بدور عدو البشرية : وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ
وما يجب ان تفعله تلك الامة : أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ{25} اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ{26} {

الأن الخبر دل على احاطة الهدهد بجوانب الخبر كله وما ينبغى عليه نقل الاخبار من مكان الى اخر فى الاحاطة حتى لا يكون هناك فهم الا فهم واحد للخبر الكل يفهمة فى ان واحد ولا يترك للاحتمال فيكون هناك الاتجاه الواحد لمدلول الخبر لذلك لم يكن هناك ذلك التشرزم والتشتت على معنى الاسلام فى الامة

وهنا جاء دور حاكم الدولة الاسلامية الذى يعمل معه كل خلق الارض
ما يجب هو ان لا تنصرف العبادة الا الى الله سبحانه وتعالى ويكون ذلك محققا فى افعال واقوال البشرية ظاهرا وباطنا

والحاكم المسلم الان بداية يرسل رسالة يبين ما عليه وما يجب ان يكون وما يكون ليس لذاته ولكن لمن يجب ان يكون له الامر كله
واعطى تلك الرسالة لمن احاط بالخبر ونقله اليه الا وهو الهدهد
قال تعالى } اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ{28} قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ{29} إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ{30} أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ{31}{ النمل

الفعل ألقى مبنى للمجهول لعدم معرفة من قام بالفعل مما يدل على ان عقاب من ارسل ذلك الكتاب قد يحمل تلك الصفة ان اعاقب بما هو مجهول
فتعاملت مع الكتاب وهى فى خوف ان من القى ذلك الكتاب بينهم
فقالت} قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ{29} {
كما بين دلالة كرم الكتاب وهو كرم الراسل وكرم الرسالة } إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ{30} أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ{

وذكر سليمان بذلك الاسلوب لقومها دلالة على العلم به اى انها وقومها تعلم من سليمان عليه السلام

لكن الامر لايقف عند العلم فهناك امر من سليمان عليه السلام ويجب ان يكون هناك الرد المناسب
وجاء دور الملكة فى استشارة قومها وما يدل على كلمة الهدهد فى انها تملكهم اى ان الامر منتهاه فيهم لها كعلاقة حكم
دلالة على تسلطها
وكونها اوتيت من كل شىء دلالة ان الصراع المحتمل صراع له من القوة ما بها اى انه سيكون اكبر صراع قد تمر به البشرية فى ذلك الحين
لكن كتاب سيدنا سليمان يحمل صفات الاسلام وصفات الاسلام عدم نزع الدرجات الوظيفية لمن اتبع الاسلام
بالتالى فاسلام الملكة مع سيدنا سليمان لا يتبعه نزع ملكيتها ولكن يعنى دوران الكل مع معنى لا اله الا الله والدوران مع معنى لا اله الا الله ونظرا لان صفات الله سبحانه وتعالى هى الصفات العلى والنقص منفى بالتالى فكل العالم ان بنى علاقته على معنى لا اله الا الله فان الكل سيكون له نفس الحقوق وكنوز العالم كله تدور مع البشرية جميعا
وتلك صفات الاسلام التى يجب ان تعرض على الامم كى تكون هناك الطمأنينة على الحقوق المكتسبة
الان كل ملك يبدأ فى عرض صفاته :
بعد ان استشارت قومها ووجدت انهم قد وضعوا امرهم تحت سلطانها
فماذا قالت الملكة بما يحب ان تحافظ عليه من صفات العلو فى قومها } قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ{34}{
معنى الجملة ان الملوك اذا دخلو فى حرب ودخلوا جبرا قرية ما افسدوها وجعلوا اعزة قومها اذله
مع العلم ان تلك ليست من صفات الانبياء والرسل فالانبياء والرسل ليس من صفتهم الافساد
لكن الافساد هنا افساد شرع تلك القرية وما عليه القرية من تركيب وفق ذلك الشرع فدخول سيدنا سليمان بالاسلام تلك القرية سيفسد منظومة الكفر كلها بتلك القرية وبالتالى افساد سادة الكفر لتلك الدولة بأسرهم وقتل محاربيهم
اما ان كان هناك معاملة ما من تقديم الهدايا فاننا يمكننا الحفاظ على ما بين ايدينا من صفات وبذلك سنرسل بهدية وننظر بما يرجع المرسلون وعلى اساسه يكون اختيارنا ونحن نعلم من سليمان
فان قبل هديتنا حافظنا على مكاسبنا وعلى منظومة قريتنا من الكفر بالله سبحانه وتعالى
وتم ارسال الهدية
ووصلت الرسل الى سيدنا سليمان عليه السلام والهدية هنا مضمونها ان دعنى على ما نحن عليه ولك مثل ذلك واكثر
ليكون رد سليمان النبى عليه السلام قطعيا
قال تعالى } فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ{36} {
فيأتى الامر ليكون له صفات ملك سليمان عليه السلام

قال تعالى }ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ{37} قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ{38} قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ{39} قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ{40} {

صفات ملك سيدنا سليمان : فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا

ثم بين بعض صفات هؤلاء الجنود
فجاء عفريت من الجن
والعفريت هنا عرض صفاته الذاتية فقال } قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ{
ولكن هناك من صفاته اعلى وهى صفات من كان عالما بصفات الله سبحانه وتعالى والنبى هو اعلى من علم بصفات الله سبحانه وتعالى من البشر كما انه لا يخفى عمن اتبعه من البشر صفة لله سبحانه وتعالى
فجاء الذى عنده علم من الكتاب ليكون مبهما هنا ليكون العلم بالكتاب مدار كل مسلم فى كل زمان ومكان ان العلو فى ذلك الكتاب الذى هو كتاب الله سبحانه وتعالى ليكون حقا لمن حقق ذلك العلم ان تكون صفاته فى علو فى تحقيق سؤاله لله سبحانه وتعالى
فجاء الذى عنده علم من الكتاب والخلافة للبشرية بالتالى فالبشرية بعلمها بالله سبحانه وتعالى هى اعلى ذات واعلى صفات من سائر الخلق
فقال الذى عنده علم من الكتاب } أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ{

وتلك الصفات مسلوبة من امة الملكة اذ هنا التميز بالعبادة لله سبحانه وما يلزم نتيجة لذلك من معية الله سبحانه والتميز بتوظيف عفاريت الجن لمملكة الاسلام
ثم جاءت الملكة ورأت التميز لعباد الله سبحانه وتعالى والتميز ليس فى الملك فحسب ولكن فى الملك وصفات اهل الاسلام من العلو فى السلوك والاخلاق
لتعلن كملكة لها ملكها الذى حافظ عليه الاسلام الا انها تنقاد لسيدنا سليمان ليوظف الكل لاعلاء كلمة التوحيد اذ انه نبى الله سبحانه
لتعلن اسلامها ونظرا لانها تملك قومها فيعلن الجميع اسلامه

}قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{

والله سبحانه وتعالى هو رب العالمين وتلك المكاسب فى العلو متاحة فقط لمن حقق العلم بالكتاب
فهل نقيم الكتاب بيننا حكما لتكون لنا تلك الصفات فى العلو
فنحكم العالم فلا يكون هناك معبود الا الله سبحانه وتعالى