إبداع في مجتمع مسؤول
في المجتمع الواعي والمسؤول يتحقق الإبداع وإن كان المجتمع صغيراً جداً، وتظهر المسؤولية في المجتمع واضحة من خلال أداء أفراده وتعاملهم مع بعضهم البعض أولا، ثم مع من هم على طريق الإبداع، و بحجم الوعي المتوقع من كل فئة داخل المجتمع يكون حجم التوقعات لظهور المبدعين والمبدعات فيه ومن خلاله، ويتوقع أن يكون هناك قمة في الوعي في المواقع التي تخص الإبداع والمبدعين ومنها المواقع الخاصة بالشعراء والأدباء والملتقيات الثقافية والأدبية، وبلا شك للمدارس والجامعات والمراكز الثقافية مكانتها و أهميتها بين فئات المجتمع ككل.
لا يعني وصول انسان مميز إلى قيادة مجموعة أنها نجحت تماماً، فقد يتم التعامل مع النجاح بأسلوب مبنى على المصالح الشخصية وما إلى ذلك، والإنسان الفرد مستقلا لن يحقق الكثير بالغة ما بلغت القدرات الشخصية التي يمتلكها و درجة الإستعداد عنده لبذل الوقت والجهد والمال في ذلك السبيل، لأن كل ما سبق يبقى محدوداً، قاصراً عن تحقيق الغايات الكبيرة، لذلك يتوجب السعي ليكون هناك من يساعد ويؤأزر الإنسان المميز في سعيه لتحقيق أهدافه، لا العكس رغم أن الملاحظ أن السعي لإحباط المساعي للنجاح والتطور هي الواضحة للعيان دائما، لكني دائما أدعو للتفاؤل والسعي المستمر رغم كل التحديات.
ليس غريباً أن يشكو أحد أفراد مجتمع تعليمي من عدم القدرة على التعامل مع المميزات والمميزين داخل ذلك المجتمع لأنهم غير مؤهلين للتعامل مع هذه الطفلة أو هذا الطفل، وإن جاءت الشكوى ممن يسعون لتحقيق الإبداع، وليس غريباً أن يطلب من أحد أفراد طاقم التدريس في إحدى المؤسسات التعليمية أن لا يتعامل مع الطالب الفلاني عيناً لدرجة التميز العالية التي يمتلكها، وليس غريباً أن يكون هناك أحاديث جانبية تشكل ضوضاء في الأمسيات الأدبية والشعرية، وليس غريبا أن يكون هناك تدخين في الأماكن المغلقة التي تضم المبدعين والأدباء، وليس غريباً أن يكون المكان بسيطاً جداً وأقل من ذلك أيضا، و أتمنى أن أرى ما يدهشني في كل ما سبق.
ليس غريباً أن يحضر مبدع إلى أمسية شعرية دون أن يحضر ما سيلقيه على مسامع المتذوقين، ليس غريباً أن ينصب الفاعل ويضم المجرور، ليس غريباً أن يسمى أديباً من لا يفرق بين اللآم الشمسية والآم القمرية، ليس غريباً أن لا يحسن الشاعر المبدع إلقاء المادة الشعرية التي كتبها بقلمه، ليس غريباً أن لا يتقبل القاص المبدع النقد بل ويحدث أن يرفض النقد جملة وتفصيلاً، أليس غريباً أن يحدث كل هذا في مجتمع مسؤول؟؟؟
باسم سعيد خورما