الإيجابية في مجتمع الإبداع
لكم أن تتوقعوا أن تروا الإبداع في مجتمع المبدعين، وهذا "أمر طبيعي " ولكن يحدث أحياناً أن تستخف إحدى المبدعات بعقول زميلاتها وزملائها فتقول أنها صنعت من ذلك الزميل مبدعاً خلال فترة تقديمها للمساعدة له في طباعة علمه الإبداعي، وهذه الفترة لم تزد عن شهر ، فما رأيكم أن نتوجه جميعاً إليها لعلها تطور قدراتنا لنحقق الإبداع خلال ستة أشهر؟؟ ولا أدري إن كانت ممن لهم القدرة على صناعة العباقرة في تلك الفترة القياسية أو حتى في خمس أو 10 سنوات.
الإستخفاف بالعقول أمر ليس بالهين داخل مجتمع المبدعين، فهم يعرفون كيف تم بناء القدرات عندهم تماماً وكم من المدة استغرق الإعداد المعرفي و تطوير باقي القدرات ليصل الإنسان لمستوى الإبداع الحقيقي في مجال الإختصاص الذي سعى إليه، وهناك من قالت لغيره ما رأيك أن تتحدث أن عن موضوعك في الجزء س و أنا أتحدث عن الجزء ص، علماً بأنها لا تمتلك المعرفة بأي منهما!! فما كان من المستمع إلا أن وافق على الطرح، لكن التنفيذ للحديث لم يتم، الإستخفاف بقدرات الأخرين وأعتبارهم مدعين فيما يقومون به من عمل أمر غير منطقي داخل مجتمع المبدعين إلا إذا اعتبرنا أن المستخفين بعقول الأخرين من مدعي الإبداع، و أنهم على قدر بسيط من المعرفة في الحقل الذي يتحدثون عنه، أو أنهم لا يمتلكون القدرة على التفكير في ما يطرح أمامهم من مواضيع.
في مجتمع المبدعين لازلنا نعظم المشكله ولا نطرح أو نقدم الحل لها، ولازلنا نشعر الناس بأن المشكله التي تقع عند من لا تصل نسبتهم في المجتمع على 1% بحد أقصى هي مشكله أكثر من 50% من المجتمع، والتعميم أصبح عادة محمودة وهدم الثقة داخل المجتمع من خلال الحديث عن فقدان الأخلاق عند نسبة كبيرة من أفراده، لازال البعض يسعى لأن يقول بأن المجتمع جاهل والجهل هنا يحمل المعنى الشرعي قبل المعنى اللغوي لها، وهذا لايدل أبداً على وعي لدى المجموعة التي تتحدث بهذا الأسلوب.
الإيجابية والتحفيز على الخير كأسلوب هو الأسلوب الأصح والأمثل للتعامل داخل المجتمع ومن الطبيعي أن تكون السمة المميزة لمجتمع المبدعين، يتطور الأفراد و بالتالي المجتمع من خلال قناعة الأفراد بواجباتهم ومن خلال توجههم الملتزم للقيام بتلك الواجبات، وكذلك من خلال تحفيز غيرهم على الإلتزام بذلك، بناء الإنسان الملتزم الذي يسعى لخدمة مجتمعه أفضل بكثير من السعي لتعميم السلبية واليأس بين الناس ، مما يزيد من صعوبة التوجه الإيجابي لدى الجيل الطموح، يستطيع الإنسان الواعي أن يرى الأمور على حقيقتها وأن يرى الإيجابية في كثير من الأمور وعلى مدى الأيام.

باسم سعيد خورما