نحو الأفول
الشمسُ تحرقُ ظلنا
فتذوبُ حبات الرمالْْْْْ
وخيامنا ..
قد مزقتها الريح
تاه الرجالْ
بل تاه أنصاف الرجالْ
صار البكاءُ بلا دموعْ
حتى أهازيج القبيلةِ غادرت شفة النساءْ
صرنا نلومُ ونلعنُ
صفر الرياحْ .. حُمرَ الرياحْ .. كلَّ الرياحْ
وتعودُ ذاكرة السؤالْ
أهلي وهل كانوا حماتاً للحمى
أهلي وهل صاروا دمى
الكلُّ ينتظرُ القمامةَ من بعيدْ
والبعض ينتظر القمامة بإبتذالْ
كنا نقولُ بلا جدالْ
ما كان تحتَ الشمسِ لن يبقى محالْ
فإذا الذي تحت الخيامِ
أمسى محالاً في محالْ
...
ستونَ مرّتْ من هنا
بين العواصف والرعودْ
فتحجرتْ أشجارنا فوق الربى
أو هاجرتْ
والسيل قد بلغ الزبى
والمرةُّ الستونَ أشباحاً غدتْ
...
صوتٌ غريبٌ لا يُرى بين الصفوفْ
متلونٌ
حرباء في كلّ الظروفْ
آذاننا..
تتلذّذُ الصوتَ الغريبْ
لا صوتَ يعلو فوقه
لا من بعيدٍ أو قريبْ
لو صاح فينا صيحةً
نحني الرؤوسَ ونستجيبْ
...
ضاع الزمانْ
والليلُ يفتقدُ القمرْ
ألأرضُ أصبح لونها كالأرجوانْ
والمرةُ الستونَ .. عفواً سادتي
المرّةُ التسعونَ مرت من هنا
بين الجماجم والحفرْ..
تأريحنا ..
من أين يبدأُ ؟ من هنا ؟
إن كان يبدأُ من هنا
من أرضنا
لا بدَّ أنّا نعرفهْ
لكنه يبدو غريباً بيننا
تأريخنا ..
أمسى عدواً عندنا
ما دام يكشفُ زيفنا
ما دامَ يفضحُ عرينا
ما دامَ أسلافٌ لنا
لم ينحنوا للجبتِ قطٌٌّ مثلنا
يا ويلنا ..
صرنا ننام على الخنا
صرنا نضاجعُ أمنّا
يا ويلنا..
ما كان أن نحيا هنا
ألأرضُ قد ضاقت بنا
حتى الطيورُ تطيّرتْ من شرّنا
...
في المرةِ الخمسين كان مخاضنا
واليومَ إما أن نعودَ لجذرنا
أو نستحيلَ لأمةٍ ..
كانت هنا