الأخت الشاعرة ــ هبة الفقي
فتحت االتلفاز متنقلًا ما بين الفضائيات من قناة إلى أخرى فلم أجد قناة إلا وتتحدث عن الحروب ،
فقلت أذهب إلى المسجد لأداء صلاة العصر فوجدت الناس منهمكون في سياسة الحروب عند باب الجامع ،
فقلت أهرب إلى واحتي الحبيبة لأتسلى بشيئ من الغزل ، فشدني عنوان قصييدتك فقلت في
نفسي ( وجدت ضالتي ) ، وإذا بي أقرأ :
ورفــقـــاً إنــنـــي عــاديـــتُ قــلــبِــي
لأجـلِ هـواكَ واندلـعـتْ حــــــــــــــروبُ
عندها تمنيت أن أمي لم تلدني ....
عندما قرأت هذا التعليق على قصيدة اختنا الشاعرة هبة الفقي (عاديت قلبي) تذكرت قصيدتي التي حملت عنوان"يا ابن أمي"..أضعها بين أيديكم واهديها إلى أخي الشاعر محمد محمود الحميري
****
أخي يا ابنَ أمّي التي لم تلدْني
......................أراكَ على الماءِ تركَبُ فيلا
تخوضُ عُباباً وأيُّ عبابٍ
.........................وماؤكَ مُهْلٌ يموجُ ثقيلا
بوحْلكَ تأتي تحارِبُ طيني
..........................ترابٌ وماءُ يدُقُّ طبولا
أتأتي بليْلٍ يُعابِثُ فجري
....................أراهُ على الأفْقِ يحبو خَجولا
تناوِشُني والعبابُ سرابُ
........................وملْحٌ أجاجُ يمورُ عَويلا
وخيلي على النهرِ تشكو ظماها
....................وخيلُكَ تترَعُ "بيبسي وكولا"
تُحمْحِمُ خيْلي لمائِكَ حينا
.................... وحينا تحوْقِلُ: صبراً جميلا
فخيلي كرامُ الخيولِ ستنأى
................... عن الوصلِ نأياً يمضُّ بخيلا
تديرُ قفاها لكلِّ ذَليلٍ
........................وتطرُدُ كلباً يوالي دَخيلا
وهذي يدي يعتَريها انقباضٌ
..................... تلوحُ بصخر الزنودِ صليلا
إليكَ يدي فالتقطْها لنمضي
....................كلانا على الدرْبِ نصنَعُ جيلا
نُعِدُّ سَحاباً يمدُّ السواقي
.......................بمُزْنِ رَضعْنَ حليباً أصيلا
ونقطَعُ عهدَ الوفاءِ لننشي
......................بروجَ المَعالي ونبني عقولا
لنحْرُثَ بحراً ونزرعَ جذْراً
..........................ونبذرُ ماءَ الحياةِ نخيلا
ونُعتِقَ عبداً كَفاهُ مَراراً
.........................ليملأَ ثغْرَ الفيافي صهيلا
يمدُ يدا فاتخذْهُ وَليّا
........................يفيضُ نقاءً ...كَفاكَ جَفيلا
لقابيلِكَ العفْوُ مني لأني
.......................وأنتَ ابنُ أمي.. أريدُ مَقيلا
أنامُ بأمنٍ وأفرُشُ عدلي
..........................لأقْحَمَ نهراً وأقتُلَ غولا
وأنتَ ورائي ولحمُكَ لحمي
.......................إذا النَّقْعُ ثارَ تصولُ مَهولا
بسيفِ إباءٍ وعهدِ إخاءٍ
......................نُطاولُ شمساً ونُحيي طُلولا