المشكلة والقدرات العقلية
تظهر القدرات العقلية عند الصغار بشكل أو بآخر، ومنها الرسم وسرعة الحفظ، وذلك بحسب الإنتباه والإهتمام في الموضوع الذي يعشقه الصغير / الصغيرة، وتحدث المشكلة عندما يفشل الكبار في التعامل مع الصغيرة أو الصغير وتقديم النصح والإرشاد بشكل مناسب لهم، ومن الطبيعي أن تغضب الأم إذا ما رأت صغيرها يرسم معظم الوقت ولا يعير المواد الأخرى نفس الإهتمام، وما يحدث هو أنها تعاقب الصغيرة أو الصغير على ذلك العمل الذي يعشقه.
أرى ان القدرات العقليه كل لا يتجزأ، وعليه فإن الصغير الذي يتميز بالقدرة على الرسم والتحكم في الخطوط، يمتلك القدرات على التعامل مع باقي المواضيع الدراسية، ولكن الأسلوب في التوجيه وفتح العقل للصغيرة أو الصغير على باقي المواضيع يتطلب من أولياء الأمور الصبر والتعامل بحكمة معهم، بمعنى استخدام الإيجابية والتحفيز على تطوير قدرات الصغير في ما يعشق من مواضيع، ومن ثم إيصال الأفكار المناسبة لها / له بأنه قادر على تحقيق التميز في باقي المواضيع، التحفيز المادي للصغار مناسب جداً كلما استجابوا وطوروا توجهاتهم في باقي المواد الدراسية.
يستجيب الصغار لمن يحبون من أفراد الأسرة أو الأسرة الممتدة وكذلك للآخر المؤثر، وهنا يتوجب على صاحب الأثر على الصغير أن يتحدث معه وفق المنطق الإيجابي مما يجعل تحقيق النتائج أمر أكثر يسراً من أن يترك بلا متابعة أو أن يعاقب على ما يفعله، أو حتى أن يتم التحدث معه من قبل من لا أثر لهم عليه، فأحاديثهم ستذهب في مهب الريح.
يحدث أن يفتخر الوالدان بقدرات أولادهم الإبداعية حين يصلوا إلى الدرجة التي يلتفت فيها المدرسون في المدرسة / الجامعة إلى تلك الأعمال، فلماذا لا تسعى الأسرة لتطوير أداء الصغار بالإيجابية والتحفيز على المزيد من التميز فيما يحبون، ويُحدثٌ استخدام الأسلوب الإيجابي أثراً واسعاً و أكثر بكثير من العقوبات على سلوك الصغار وتصرفاتهم في المدرسة والمنزل، فهل نريد فعلا أن نفتخر بأبنائنا وبناتنا ؟؟
باسم سعيد خورما