دروس منهجية لتأليف القلوب

رجل تربص بالرسول صلى الله عليه وسلم ليغتاله فى مكة أثناء الفتح - الانتصار والانجاز الأبيض العالمى الكونى - فانتبه اليه النبى وقرأ ما يدور فى خلده وما يخططه شيطانه ، فسلك معه أسلوباً مختلفاً غير متوقع وغير ما قد يلجأ اليه الكثيرون .. فناداه صلى الله عليه وسلم وقال له : ما تحدث به نفسك يا فضالة ؟
قال لا شئ .. كنت أذكر الله عز وجل !
فضحك النبى صلى الله عليه وسلم وقال : أستغفر الله لك ، ووضع يده على صدر فضالة ، فكان فضالة يقول : والله ما رفع يده عن صدرى حتى ما أجد على ظهر الأرض أحب الى منه .
أولاً .. فى خضم الأحداث الكبيرة وانجاز الفتح وما قد يجعل الكثيرين فى غمرة الفرح به والنشوة المصاحبة له ينسون حتى انفسهم .. الرسول القائد المنهجى هنا فى تلك اللحظة التاريخية يتابع ويرصد أدق التفاصيل حتى خلجات نفس فضالة وحواره معها وما يخططه فى السر وما يضمره للرسول من خطط شريرة دموية .. وهنا درس كبير جداً لمن يحظى بلحظة مشابهة ويغفل ليس فقط عن أحوال النفوس بل عما هو أكبر وأخطر وأظهر ، من علاقات مع تيارات وفصائل وكيانات مخالفة .
ثانياً : " وضع يده على صدره " .. قابله وواجهه وجهاً لوجه ووضع يده على مكان الداء وأصل المشكلة " وهى هنا الصدر " وتمكن صلى الله عليه وسلم بما وهبه الله من قدرات وحلها وعالجها .. واليوم يتهرب الكثيرون من أساس المشكلة ويضعون أيديهم على قضايا وأمور فرعية هامشية .. ويلوذون من المواجهة ليطعنوا فى الظهر .
ثالثاً : " كنت أذكر الله عز وجل " .. وهو فى واقع الأمر تحدثه نفسه ويخطط لقتل الرسول ...... !
فلا تصدق كل درويش يظهر الصلاح والتقوى وهو يخفى قلب ذئب .
ولا تسارع فى معاملته بالمثل .. لأن الأسلوب والتعامل المنهجى قد يحول الذئب الى انسان حقيقى يدين لك بالولاء والمودة .