رجال لا يعرفون المستحيل :

اولا ما هو المستحيل ؟
المستحيل هو ما كان خارج علم البشر فى زمانه ومكانه ويكون الوصول اليه اما ان يتغير الزمن الى زمن اخر بصفات اخرى او ان يتغير المكان بمكان اخر له خصائص تحقق ذلك المستحيل

بالتالى كيف املك كل الازمنة واملك كل صفات الاماكن فى نفس الوقت
انا كبشر لا يمكننى تحقيق ذلك بقدرتى وبصفاتى
لذلك لابد ان اعمل بصفات من له الصفات العلى سبحانه وتعالى
ومعنى ان اعمل بصفاته سبحانه وتعالى هو ان اخضع له مع المحبة والتعظيم بالقيام بأمره ظاهرا وباطنا
بالتالى كلما كان المجتمع محققا لذلك كمنهج يدير الحياة بالمجتمع فان صفات الله سبحانه وتعالى تكون كسبا لتلك الدولة فتكون له البصيرة الزمانية والمكانية
اذ ما يجعلها ان تكون لها بصيرة فى الحياة فى الاخرة حتى تكون معتقدا لا ينفك منها لابد ان يكون البصيرة بما هو حال من العلو له نفس المعتقد واننى كعبد لله سبحانه وتعالى فى علو فى صفاتى الفعلية والذاتية لا يعلوها الا من هو اكثر منى تحقيقا لمراد الله سبحانه وتعالى
والحقيقة المجتمع المقيم لشرع الله سيحانه وتعالى تلك نتيجة حتمية لابد من تحقيقها
وذلك ان الامر يبدأ اولا بالجهل به ثم تبدأ حاجة الناس الى مصالحهم الى العلم بالتشريع الاسلامى فالتاجر لابد ان بلتحق بدورة يعلم بها كيفية حساب زكاته وكيفية ان تكون تجارته خالية من الربا وكيفية الاتفاق على المباع وشروطه وبيان جودته وبيان صلاحه وكيفية الرهن
بالتالى فالتاجر غطى احتياحه من العلم بما يخص تجارته ثم هو عالم بكيفية الصلاة وبصيام رمضان مع جعل الدروس التى تبين ذلك وتوضحه
وهكذا فى كل تخصص من التخصصات فى علوم المعاملات بالمجتمع
بالتالى صار التعالم هنا للاسلام حياة مجتمعية وليست حياه نظريه يقام المخالف لها فى المجتمع
بالتالى ما هى الا شهور قلائل الا والاسلام قد صار نطقا فى المجتمع الاسلامى كنطق اللغة العربية بها
وكلما كان الاسلام كلما خلى المجتمع من الفساد الذى اسسه الشيطان وفق التشريعات السابقة
حتى تطهر النفوس وتتعدى صفات الله سبحانه وتعالى التى تلازم تحقيق شرع الله سبحانه وتعالى فتنتشر البركة والخير وليكون وعد الله سبحانه وتعالى على لسان نوح عليه السلام
قال تعالى فى سورة نوح (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً{10} يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً{11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً{12})
والاستعغار هو فعل من البشر تجعلها فى ستر ووقاية من افعالها واقوالها الظاهرة والباطنة ولا يكون ذلك الا باقامة النفس على منهج الله سبحانه وتعالى الذى يجعل اقوالها الظاهرة والباطنة نعمل وفق شرع الله سبحانه وتعالى مع المحبة والتعظيم له سبحانه
فلما كان صفات الله سبحانه وتعالى هى الصفات العلى وانه سبحانه وتعالى قد احاط بكل شىء علما وان سبحانه وتعالى خالق كل شىء ومالك امر كل شىء
لزم ان احقق البعد كخليفة له السيطرة على البعد الزمانى والمكانى على ما اخلفنى الله سبحانه وتعالى عليه
بالتالى صارت كلمة مستحيل منفية فى افعال الدولة المسلمة اذ انها دائما فى علو على غيرها فى ذاتها وفى صفاتها فتكون لها ربوبية البيت على ما حولها من الخلق ولا يكون هناك الا سلطانها

لذلك تلك هى الدولة المسلمة التى ستكون قريبا دولة لا تجهل شىء فى العبادة لله سبحانه وتعالى دولة تعلم انه لها الربوبية على غيرها كسبا لربوبية الله سبحانه وتعالى ولن تقبل سوى بذلك
عند ذلك تكون تلك الدولة المسلمة لها صفات العلو فى العدل والكمال ما يجعلها املا للبشرية التى تخضع لغيرها من الظلمة لتكوم كلمة الصحابى الجليل ربعى بن عامر الى رستم قائد الفرس (نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن جور الاديان الى عدل الاسلام ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والاخرة) هى مقولة الدولة المسلمة فى كل افعالها واقوالها فتكون غوثا لكل مظلوم واملا لكل مقهور فى المرة الارضية
والاسلام الان قد صار معروفا فى بلاد العالم اجمع ولا يفقد الا كيفية الترابط بين احاد افراده فى العالم الاسلامى اجمع
والكل ينظر الى ان قيام الاسلام لابد ان يتبعه الصدام من الداخل اولا وتلك فكرة ابليس فى القضاء على اهل الاسلام وتشرزمهم
والحقيقة ان الاسلام سيبنى على كل افراد الدولة الاسلامية
لأن من صفات الله سبحانه وتعالى انه يغفر كل شىء الا ان يشرك به سبحانه وتعالى
لذلك فان كل تلك المعاصى لن ينظر الي ما سلف منها قبل اقامة الاسلام تشريعا يحكم البلاد
بذلك اغلقت على الشيطان ان يجعل لعاعة الدنيا سببا فى قيام حرب ضروس بين اهل الاسلام جميعا
اذ انه كما ان لله سبحانه وتعالى خزائن السماوات والارض فان للدولة المسلمة كنوز ارضها التى تحكمها
اذ كونها تدار بالاسلام فان الاسلام صار له السلطان على تلك الاموال فلا تدار الى فيما كان طيبا مع انه ملك للافراد
بالتالى فان الاموال التى جمعت سابقا بغير الاسلام فانها تدار اليوم بالاسلام
فلا يكون مالك تلك الاموال الا حارسا لها
وكونها وظفت بالاسلام فان نتجها سيكون معبرا عن شمولية العطاء وشمولية الخير كنتج لدورانها فكل نعمة لاحاد الافراد تكون كالمطر ينفع الكل
ويكون الغنى بمثابة خزائن تلك النعمة التى يملكها ولا ينال منها الا استطاعته فى الاكل والشراب والمتعة
ولما كانت هناك الطمأنينة ونفى السوء من المجتمع المسلم صار الامان التام على الاموال وكل شىء هو صفة اهل الاسلام ليكون المجتمع بأكمله خزائن لنعم الله بنتقل المال والنعم بين احاد افراده كانتقال الدماء من خلية الى اخرى
فلا تكون هناك خلية فى علو عن الاخرى بشىء من الصفات ليكون الكل اخوانا فلا غل ولا حسد ولا ضغينة ولا مكر بينهم
فتكون تلك صفات اهل الجنة