التربية الوظيفية

التربية الوظيفية :
الكثير منا عندما يذكر امامه تطبيق الشريعة الاسلامية
يجلس ينظر ماذا سيعمل
فهذا طبال
وتلك راقصة تفتح الكثير من البيوت
وهذا كاتب كلمات الهوى لولاه لوقفت فرقة كذا عن العمل وخربت بيوت العاملين بها
وهذا ملحن كلمات الهوى ساهم فى شهرة المطرب هذا والراقصة هذه
وهذا مطرب الهوى عبارة عن مؤسسة تفتح الكثير من البيوت
وهذه وزارة الهوى تتابع انشطة الهوى لوضع الدولة فى صفوف دول الهوى
وهؤلاء موظفى البنوك الربوية بارباحها
وتلك الفنادق
وتلك العوامات
وعمال الخمور
وصناعات الخمور وعمالها
وصالات القمار
والضرائب
وصناعة الرشوة بالمؤسسات الحكومية
والاعلام والدعاية الفاسدة

ولما كانت النفس تحب الشهرة والعلو فى المجتمع وبعد تقنين تلك الاعمال
الكل يقول نعم للشريعة الاسلامية ليبقى السؤال داخل النفس ماذا سأعمل بعد تحريم ما حرم واى عمل سأعمل به وهل سأفقد تلك الشهرة
تلك الاسئلة لم تجد اجابة عند من عرض الشريعة الاسلامية من الجماعات الاسلامية فالكل وقف عند منع الشىء فقط
ليبقى السؤال هل معنى المنع ان تتخبط النفوس التى كانت تكسب من حرام

لتكون الاجابة بالنفس لن نسمح بذلك ليس كرها للشريعة ولكن لعدم اعطاء الاجابة التى تجعل لنا البديل مع التلميح باتهام متصدرى الجماعات انهم لا يفقهون شيئا
وحتى اجيب على ذلك اولا المعصية مهما كبرت لا تخرج الانسان من الاسلام
قال تعالى {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً }النساء48

والفعل يشاء هنا له خصوصية جميلة

اذ ماذا لو قلت لك محمد سيطعم احمد كيف يشاء
السؤال يشاء هنا عائدة على من هل هى عائدة على محمد ام على احمد ام على الاثنين معا مع وضع الترتيب

الشاهد :
الله سبحانه وتعالى ارسل رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ليبين للناس مراد الله سبحانه وتعالى وكيفية تحقيقه
بعد ان تم البيان صارت افعال الناس تدور بين الكفر والمعصية والايمان
فالكافر هو من رد كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
فجعل له سبحانه شريكا فى العبادة تصرف له الاقوال والافعال مع الله سبحانه وتعالى
او انه كفر جملة وتفصيلا بأن نسب الالوهية لغير الله سبحانه وتعالى
وهناك مرتكب الكبيرة ومرتكب الصغيرة
يبقى السؤال ماذا لو ان مرتكب الكبيرة ظلت تتراكم عليه الكبائر فهل سيكون من المخلدين فى النار
هنا جاء اسم الله التواب واسم الله الغفور
لكن شرطى الاسم ان يتوب فاعل الكبيرة وان يستغفر الله سبحانه وتعالى وتلك هى الجزء الاول من الفعل يشاء
ثم يحقق الله سبحانه وتعالى صفة اسمه التواب فيتوب عليه الله سبحانه وتعالى
وكذلك صفة اسمه الغفور فيغفر له سبحانه وتعالى ليكون الجزء الثانى من الفعل يشاء
بالتالى فالفعل يشاء يعود على مرتكب المعصية ويعود على الله سبحانه وتعالى
بأن يتوب ويستغفر فاعل المعصية فيتوب الله عليه ويغفر له
لذلك ففاعل الكبيرة غير الشرك مسلم وامره فى الاخرة الى الله سبحانه وتعالى فهو اعلم به
لكن هناك حذر وهو ان يصل فعله للمعصية ان يكره اهل الايمان ويتمنى ان تشيع تلك المعصية بينهم
قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }النور19

وحتى ابين الامر وانه بالاسلام سيكون كل البشرية المقام بها الاسلام فى عزة وتساو دون ان يكون هناك علو لأحد على احد فى شىء
انظر الى جسدك هل لو شككت احدى الخلايا بابرة باقى الجسد سيترك الفعل دون مقاومة له؟
الاجابة قطعا لا
السؤال بطريقة اخرى ؟
هل هناك خلية فى الجسد تتميز بعلو عن الاخرى فى شىء من الحقوق ؟
الاجابة قطعا لا
السؤال بطريقة اخرى هل هناك خلية تحيا غربة ومجهولة بالنسبة لباقى الجسد حتى صارت فى عزلة دون ان يشعر بها باق الجسد؟
الاجابة قطعا لا
السؤال بطريقة اخرى لو فقدت احدى الخلايا رصيدها من الدماء التى بها نتيجة نزيف اصابها او كارثة ما هل يبخل عليها الجسد بالدماء ليجعل لها حالها كما سبق؟
الاجابة قطعا لا
السؤال ماذا لو حققنا ذلك معا وصرنا جسدا واحدا تدور الكنوز والثروات فى الشعب كما تدور الدماء من القلب الى الخلايا والعكس وكل فرد يأخذ ما يشاء من الاموال ليعمل بها ثم يرد ما اخذه ثانية طالما انه يعمل بها داخل نطاق الدولة هل توافقون على ذلك؟
الاسلام ينظر الى البشرية على اساس انها مجموعة من الخلايا لا فضل لأحد على الاخر فى الحقوق بشىء وبقدر تحقيقك للاسلام بقدر ما تكون فى كمال وحتى لا يكون هناك فوضى هناك حدود لمن يريد العبث وافشال المنظومة الاسلامية

فالاموال الاصل بها بالبنك الاسلامى كما ان الاصل فى الدماء انها بالقلب ليكون هناك نظام للحركة المالية فى دولة الاسلام مع اثبات حقوق الملكية للافراد
ثم تخرج الاموال من البنوك اما عن طريق اصحابها ليعملوا بها فى الصناعة او التجارة داخل الدولة واما الى الفقراء فى صورة قروض دون فائدة ربوية وبذلك انتشرت الاموال فى الشعب كانتشار الدماء بالخلايا ويشترط الا يعطل شىء من المال قط ولو للحظة واحدة فمن يريد ان يبيت ماله فليجعل ذلك بالبنك حتى يكون هناك دوران فى سبيل اخر
بالتالى مع ثبوت الملكية للأغنياء الا ان امواله تدور مع الفقراء ليعملوا بها
بالتالى فان الزراعة والتجارة والصناعة سواء للأغنياء او الفقراء فانها تدور بالمجتمع بالتالى صارت الاموال مع انها ملك للدولة او لمجموعة من الافراد الا انها تعمل فى خلايا الدولة كلها
بالتالى فان جميع الافراد يحيون نفس المستوى المعيشى بعد فترة وجيزة من الزمن
بالتالى فان الكل سيكون له نفس المستوى المعيشى والمستوى التعليمى والمستوى العلاجى دون تميز فرد على غيره
بالتالى صار علو الفرد ليس علوا منفرد ا ولكنه علوا للمجتمع بأكمله
بالتالى صار ان احارب الاخر او انافقه من اجل الحصول على علوا ما منفيا
بالتالى صار الكل ينتمى للكل ليكونالجميع( جسدا واحدا اذا اشتكى من عضو تداعلى له سائر الجسد بالحمى والسهر) حديث شريف

مقالة هادفة بمنهجية العرض الممرحل للوصول مع القارئ للنتيجة بما يجعلها اقرب لفهمه وقبوله

دمت بخير أيها الكريم
تحاياي