من دفتري القديم
حرّريني من قَيْدِ خوْفي ويَأْسي
........................فأنا يا بنتَ الأُلى دونَ بأْسِ
كانَ سيْفا منْ عزّةٍ في يميني
..........................صارَ تُرْسا من ذلّةٍ وتَأَسِّ
وصفير الريح العقيمِ بكهفي
.......................بعدَما كان الفجرُ يتْرَعُ كأسي
وخواء في الرُّوحِ أمْسى مَديدا
....................يرتَدي مسْخا من ملامحِ عُرْسِ
*****
حرّريني من غفْلتي... ودَعيني
...................أَسْتَعيدُ الرأسَ الذي كانَ رأسي
*****
أُسكُنيني.. كي أستَردَّ جَناحي
.....................من إسار القيْدِ اللَّدودِ بخَمْسي
نوْرَسا أغدو في الذُّرى بجناحٍ
....................منكِ ذا ريشٍ من نَوازعِ نفسي
سابحاً في ضوءٍ .. سَناهُ شفيقٌ
....................فوْقَ بحرٍ في لجِّهِ الجِنُّ يُمْسي
أو جوادا في البرِّ.. تصهلُ نفسي
.......................رامِحاً في ميْدانهِ دونَ حلْسِ
*****
بل شعاعاً في موْكبِ الشمسِ أسري
.................ذاتَ صبحٍ والكوْنُ يصحو بلَمْسي
*****
امنحيني من قوَّتي وجَناني
....................ثورةً تجتاحُ الذُّرى نحوَ أُنْسي
وخُذي مني العَهْدَ أن أشتري..
.................منكِ الهُدى مضمونا بعُهْدةِ أمسِ
حطّمي قيدا لا يرى فوقَ جيدي
.....................رغمَ أني في غُلّهِ دونَ حَبْسِ
واقتليني بالصَّمتِ إنْ لم تَضُجّي
................في شغافِ القلبِ انتصارا لقدْسي
*****
جاءَني من شيْطان شعري رَسولٌ
....................وادّعى أنَّ الشعرَ آفةُ جنسي
قال: ما جدوى كلُّ قوْلٍ بديعٍ
.............صيغَ من تبْرِ الحرْفِ أو من دمَقْسِ
أو لهيبٍ سعَّرْتَه في لسانٍ
...........................يتلوى كالأفعوان بمَسِّ
أو مِدادٍ سطّرْتَه بحروفٍ
....................تتبارى في سبْقها نحوَ رَمْس
في كتابٍ في رَفّهِ.. بغُبارِ الدهرِ
.....................مدفونٌ.. في الخزائنِ مَنْسي
فإذا لم يَحْيَ بنابٍ وظفْرٍ
.......................هوَ هذرٌ لا أشتريهِ ببَخسِ
قلتُ: مهلا.. شيطانُ شعري كَذوبٌ
.....................ويْحَهُ يُغويني بلحنٍ وجِرْسِ
غيرَ أن الشعرَ انفجارُ الحنايا
.....................وبراكينٌ في الضلوعِ وحِسِّ
هو إنسانٌ بينَ ضرسَيْ رحى يُط
.....................ـحَنُ لوْلا نفثُ الشعورِ بنَبْسِ