المستنقع :
المستنقع هو مكان دائما يكون الادنى فى الصفات
فهو مكانا هو ادنى مما حوله وهو مصب لكل قذر يحيط به
و صفته تعيش الكائنات به بمعزل عن كل ما هو طيب اذ انه منقطع عن ان يكون له دورة مع شىء طيب
الكائنات به تعيش مع نتجها وفضلاتها
دائما هناك توحشا لكائناتها لنقص ما يكفى غذائها فتأكل بعضها البعض
رائحته نتنة
لون مائه سوداء
الرؤية به معدومة
الاخطار به مفاجئة
كل كائناته صار لها نفس لون المستنقع الا وهو السواد لغلبة صفة المستنقع عليها
الحياة به الى زوال

كذلك العالم الذى نحياه الأن
ليبقى السؤال وما النجاة من ذلك المستنقع ؟
النجاة هى الخروج من ذلك المستنقع
ليكون السؤال اتقصد الخروج من الدنيا؟
اقصد ان نغير صفات المستنقع لتكون صفاته صفات الحسن والحياة الكاملة
فهل هناك من البشر من يملك عقلا يخترع لنا ما مجموعة من القوانين يجعل من ذلك المستنقع حياة كاملة؟
ليكون السؤال هل الاصل فى الانسان الكمال؟
اذ لو الاصل به الكمال لما كان هذا حاله بالتالى فان الكمال مصدره ليس البشرية
بالتالى كى تنجوا البشرية من ذلك المستنقع لابد لها ابتداء ان تنفى عن نفسها العلو فى الصفات كى تخرج من تلك الخدعة والغرور الذى يجعلها تتبع الملأ من القوم لتجرى عليها تجارب مستنقعات البشرية كلها فبدلا من ان تكون كافية بصفات مستنقعها الاول باتت تحيا كل مستنقعات البشرية فصار لها كل خبيث وكل قذر اذ صارت مصبا لمستنقعات البشرية جميعا
ليكون السؤال صوابا تلك المرة نفينا عن انفسنا العو كبشرية فمن يملك صفات العلو؟
انا هنا سأبدا من الاول لاحتمالية ان يكون هناك من يتابع من غيرنا
اتفقنا على نفى صفات العلو عنا بالتالى لابد من هناك من تكون صفاته صفات علو وعلو صفاته لا يتغير بتغير الحوادث
بالتالى مجرد النظر فقط فى الكون وما فيه من خلق يحقق الكمال المطلق معاملة بين افراده وجزيئاته يجعلنا نثبت ان هناك من له تلك الصفات العلى كما نفى التعارض بين معاملات الخلق بالكون يجعلنا نثبت ان هناك واحد فقط له الصفات العلى وليس له كفؤا ولا سميا فى صفات علوه ولما كانت افعاله قد تعدت على كل الخلق فى وجودها ابتداءا ثم ومازالت ملكه وهو مدبر امرها اذ لا شذوذ نراه بينها او نقصا يقع بها
لزم ان نثبت ان من له تلك الصفات اساسا هو رب كل شىء ومليكه وهذا هو الاستنتاج العقلى وهو الحد الادنى لما جبلت عليه البشرية فى الوصول الى ان تقيم حالها وفق التشريع الذى انزل اليها من قبل من له الصفات العلى الذى يجعلها فى كمال يخلو من السوء مع كل ما حولها من خلق
الان علمنا ان من له الصفات العلى هو رب العالمين سبحانه وتعالى
لا يعترض على ذلك الا من فقد عقله او من رضى ان يكون ادنى من ان يوصف بالعقل
اذ لن اقبل بأن اسلم امرى الا لمن له الصفات العلى فهل الجميع يقبل معى ذلك ؟
وذلك لأننى انا الذى ابحث عن يكون لى كسب من اثار تلك الصفات العلى بعد تحقيقى لمراد من له الصفات العلى
بالتالى فتحقيق مراد من له الصفات العلى لا تعنى ان اكسبه شيئا فهذا منفى اصلا اذ ان صفاته سبحانه وتعالى عليا وانا نتج صفاته سبحانه وتعالى بالتالى فهو غنى عنى وعن افعالى
ولكن انا الذى فى حاجة الى ان تكون صفاته سبحانه وتعالى فعالة لى
بالتالى جاء الجواب الذى لا بديل عنه نحن جميعا نسعى لكسب صفاته سبحانه وتعالى
اولا هناك ثوابت :
العلم به سبحانه وتعالى او بمراده ليس استنتاجا بشريا كما قلنا
بالتالى كل اسم هو له سبحانه وتعالى وكل صفة هى له سبحانه وتعالى لابد ان تكون خبرا منه سبحانه وتعالى
كما ان وسيلة العلم بمراده قد جعلت لمن اصطفاه من خلقه من الرسل من البشرية ومن اصطفاه ليكون رسولا لنا هو محمد صلى الله عليه وسلم
وجعل من البشرية ليكون الامر له بمراد الله سبحانه وتعالى بينة انه فى استطاعة البشرية القيام به فلا تكون هناك حجة من البشرية ان الرسول من جنس اخر فلا نستطيع ما يستطيعه ذلك الجنس
الا ان الله سبحانه وتعالى قد صبغه بصفات الكمال اذ انه قدوة البشرية الى تنفيذ مراده سبحانه وتعالى فلا تنسب له نقيصة قط ظاهرا وباطنا ولما كان مراد الله سبحانه وتعالى يجرى على الجوارح الظاهرة والباطنة بالتالى صار ظاهره وباطنه هو مراد الله سبحانه وتعالى بالتالى فباطنه صار هو القرأن وظاهره هو تحقيق ما يعبر عن تفسير ذلك القرأن بأجراء مراد الله سبحانه وتعالى على جوارحه
لذلك لما سؤلت ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها عن خلق رسول الله قالت كان خلقه القرأن
بالتالى صار رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الاسوة الوحيد الذى تسلم له البشرية فى الوصول الى مراد الله سبحانه وتعالى ومن ادعى غير ذلك ان هناك سبلا اخرى غير رسول الله صلى الله عليه وسلم توصل الى الله فهو كاذب ومردود عليه امره
الان علمنا ان السبيل الى الخروج من ذلك المستنقع هو تشريع الله سبحانه وتعالى اى تشريع من له الصفات العلى
فماذا يحقق التشريع :
التشريع يحقق ان تكون افعالنا كلها فى علو يخلو من السوء وكلما كانت وفق مراد الله سبحانه وتعالى كلما كان العلو لها وتلك هى العبادة
اى ان العبادة هى كل ما يحبه الله ويرضاه سبحانه من الاقوال والافعال الظاهرة والباطنة
وما يحبه الله ويرضاه هو تحقيق الاسلام ظاهرا وباطنا

بالتالى صار الخروج من ذلك المستنقع هو ان نجعل ظاهر امرنا وباطنه وفق مراد الله سبحانه وتعالى
لكن هناك تفاوت فى باطن البشرية الا ان قيام البشرية بتفعيل شرع الله سبحانه وتعالى تشريعا يدير امرها بينها سيجعل هناك نقاء لباطنها اذ الفساد سينقطع عن ذلك المستنقع فلا تدور افعال البشرية المقيمة لشرع الله سبحانه وتعالى الا فى اطار العلو فتطهر الافعال ثم تطهر النفوس ثم يطهر المكان ثم ينمو كل طيب فيتعدى على غيره بما هو طيب فيزول كل خبيث لينمو كل حسن فتكون هناك البصيرة والشفافية والرائحة الطيبة وكل يظهر بجماله لتكون هناك الحياة
فهل نقيم شرع من له الصفات العلى سبحانه
ام ان هناك ميثاقا قد قطعتموه مع الملأ لذلك المستنقع