دُكَّتْ حصون الحاقدِ الطمَّاعِ
شُفيتْ جروحُ المؤمنِ الملتاعِ
أبكيكَ أمْ أبكي على حالي أنا
والله واللهِ اختفتْ أوجاعي
أرثيكَ؟ كيف الشعرُ يرثي طيّباً
أنعيكَ؟ هل ينعي مثيلك ناعِ
مازلتُ أعجبُ من شجاعتكَ التي
دفعتكَ بينَ جحافلِ الإقطاعِ
أهيَ العقيدةُ رسّختْ أوصالها
في قلبكَ الخالي من الأطماعِ
أهي القناعةُ وطّدتْ أوتادها
أنَّ المنيةَ منتهى الإشباعِ
يا راكباً سُفنَ المنونِ ألا انتظرْ
ما بالُ ثغركَ باسمٌ بوداعِ
قالوا جُننْتَ فليس مثلك عاقلٌ
قُلتَ ;الجنونُ محبّةٌ لمتاعِ
قالوا : رميتَ النفس في حوض الردى
فأجبتَ هل يفنى الشهيدُ الساعي
أرهقتَ جمعَ الكفر في ثكناتهِ
و رددْت صاعَ الظلم ألفيْ صاعِ
وقسمت ظهر البغيِ ليس بقشّةٍ
أثخنتَ فيه بصيحةِ القعقاعِ
لمّا هتفتَ الله أكبرُ زُلزلوا
كالسيل يحصدُ سُنبلَ الزُرَّاعِ
غيّرتَ مجرى الحربِ زعزعتَ العِدا
بعثرتهم في حيرةٍ وضياعِ
يا ليتَ لي قلباً كقلبك يا أخي
حتّى ألبّيَ إن دعاني الداعي
طوبى لكَ الدار المقامُ وحورها
إن شاء ربّي _ يا طويلَ الباعِ
كم من طريقٍ للجنانِ مآلهُ...
إن الشهادةَ أقصرُ الأصقاعِ