عندما تسلم راية الخلافة للجماد :

قال تعالى {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }الصف1

والتسبيح فعل والافعال لا تصدر الا ممن كانت له هناك حياة بينه وبين الله سبحانه وتعالى وليست حياة بالمعنى الذى نتناوله
والتسبيح هو اثبات ما اثبته الله لنفسه سبحانه وتعالى ونفى ما نفاه الله عن نفسه سبحانه وتعالى والعمل وفق مراده فى كل امر حتى تصل صفات الافراد كلها للنوع الواحد متشابهة فى كل شىء يفشل عندها المراقب لها ان يميز فردا عن اخر
لذلك فذرات كل عنصر تتشابه فى خواصها الخارجية والداخلية وفى سلوكها تجاه العناصر الاخرى يفشل معها التمييز بين ذرة واخرى لنفس العنصر
كذلك النوع الواحد من الطير والنوع الواحد من كل صنف من الاصناف المسبحة لله سبحانه وتعالى
الا ان كل صنف يعرف افراده وهناك تمييز بينهم لكل فرد عن الاخر
لذلك كان هناك مجتمع الامة المترابطة للنوع الواحد
والانسان قد قام با ستغلال ثبات كل مادة من الجماد فى ثباته على منهجه وعدم حيوده عنه تحت اى ظرف كان
فالحديد مثلا ولعدم خروجه عن منهجه الذى يجعله فى قوة تتحمل الضغوط فقد تم استخدامه فى البناء وصناعة الالات وفى كل ما يكون صفاته القوة والمتانة
ولما تم اضافة اليه بعض العناصر الاخرى وجد ان هناك صفات اخرى نتيجة اجتماع منهجين اعطى ترابطا اعلى واقوى فكان هناك الصلب الذى لا يصدأ وكذلك تم استخدام كل مادة وفق المنهج الذى يحدد خصائصها فكان هناك النحاس والالومنيوم والذهب والنيكل والفضة واليورانيوم وكل عنصر كان

وايضا تم استخدام الخصائص المختلفة لمناهج كل ذرة فى انتاج المواد المختلفة فتم انتاج البلاستيك من منتجات البترول والزجاج من الرمال

والان امامنا خريطة متكاملة لصفات منهج كل ذرة بين ايدينا فكيف نجعل هناك ترابطا يعطى لنا مجتمعا متكاملا ليكون هناك تفاعلا بين البشرية وبين تلك الجمادات
فكان هناك الصناعات المختلفة لأجهزة الحاسب الالى والموصلات والدوائر الكهربية ووسائل التبريد والنقل الموجات الناقلة للصوت والصورة
فكان هناك مجتمعا من الجمادات بدأت بأن قام الانسان كخليفة بانشائها وانتهت بأن قام الانسان بجعلها تقوم بأمره وتراقب حياته فى نفس الوقت وتراقب المحيط حوله لتعطيه البيانات المختلفة وما هو الفعل الصواب تجاه تلك المخاطر
فكان نتيجة ذلك ان صارت هناك ربوبية رقابة وتحليل واعطاء بيانات واتخاذ قرار لتلك الجمادات الا ان صار الانسان له العملية الاخيرة فى تنفيذ الفعل
بالتالى صارت هناك ربوبية للجمادات على البشرية وصار خلق البشرية هو ما يحدد كيف ستفعل ربوبية تلك الجمادات على البشرية وما تتناوله
والاسلام يجعل خلق البشرية فى اعلى درجات الكمال اى لا سوء قط ينتج من افعالها ويكون تداخله مع كل ما حوله من الخلق فى اعلى درجات الكمال ويكون نتيجة ذلك التداخل هو الكمال المطلق الخالى من السوء
ونظرا لأن البشرية قد عطلت الاسلام وجعلت الهوى هو ما يحكم افعالها صارت ربوبية الجمادات تلك كنتيجة معلقة بصفات البشرية
وصفات البشرية الان كخلق لها صار فى انحطاط وصارت هناك ثقافة المسخ وثقافة الشذوذ والانحراف والقتل وشرب الدماء
والامر يكبر من جيل الى اخر ليكون هناك توافق فى لحظة ما لجعل ربوبية الجمادات تفعل لتحقيق صفة المسخ والشذوذ والانحراف وشرب الدماء هى صفة الارض كلها
وبات الجيل بأكمله يسعى لتنفيذ ذلك الامر
وصفات البشرية الان تقول ان الامر بات قريبا جدا
وانا انتظر من لحظة لأخرى ان تقوم اجهزة الكمبيوتر بإرسل اسلحتها بين بعضها البعض لتقتل الحياة على الارض لتعاقب البشرية نفسها لتحيا جحيم معصيتها فى الدنيا والاخرة
ليذول الانسان من على الارض وتسدل ستارة مسرح فساده فى تلك الدنيا ليفتح له سرادق يليق به وبأفعاله التى تربى عليها وادمنها
قال تعالى{ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً }الكهف

ليأتى رب حفلهم فى الدنيا ليحشر معهم ويخبرهم بحقيقة الأمر وانهم ما هم الا مجموعة من الاغبياء
قال تعالى {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }إبراهيم22

ليأتى السؤال وهل سيظل المسلمون تبعا لهؤلاء المسخ حتى ان دخلوا جحر ضب دخلوا خلفهم لتكون لهم نفس النهاية ام سيسلكون منهجا يعبر عن علوهم فى الصفات؟
ليس هناك الكثير من الزمن للأختيار فاما ان يكون الاختيار الان واما سيهدم جحر الضب على الجميع لتغلق تلك الدنيا ليفتح الباب الاخر الذى يليق بصفات من بجحر الضب