أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: رؤية نقدية لقصة " باب الشتاء " للأديبة خلود جمعة

  1. #1
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي رؤية نقدية لقصة " باب الشتاء " للأديبة خلود جمعة

    رؤية نقدية لقصة " باب الشتاء " للأديبة خلود جمعة

    باب الشتاء

    اندسا في سريرهما بصمتٍ قارسِ البرودةِ.. وانتفضَ من نومهِ فزعاً إثرَ حُلمٍ مزعجٍ، وحين وجدها بجانبهِ أسرعَ في إغلاقِ عينيه.
    كانت البسمةَ تغطي وجهَها والفرحةُ تملأُ أحلامَها حينَ فتحت عينيها ببطءٍ لِتَجدَهُ بجانِبها، فانهمرت على وجنتيها الدموعُ حارةً.
    في الصباحِ نهضا بعيونها متورمةً ووجههِ عابساً، تناولا فطورهما وقد تلبدتْ سماءُ قلبيهما بغيومِ الغضبٍ، وحين تقاطعت نَظَراتُهما... ابتسم لها! فأشرقت شمسُ العفوِ من عينيها ليحتضنَ يدها بحنانٍ، حينها انقشعت سحبُ الخصامِ وأمطرت سماءُ حبِهِما، غادرها مبتسماً وأقفلت خلفهُ بابَ شتاءِ القلب.

    رؤية نقدية بقلم / هشام النجار

    التحليل الموضوعى

    " اندسا - انتفض - وجد - أسرع - تغطى - تملأ - فتحت - تجده - انهمرت - نهضا - تناولا - تقاطعت - ابتسم - أشرقت - يحتضن - انقشعت - أمطرت - غادرها - أقفلت " .. أفعال توحى بالحركة والحيوية والحياة والكثرة والوفرة والامتداد والازدحام والاتساع فى غرفة نوم ضيقة وبين جدران أربع ، ووقائع ومشاعر تستحق الرصد والتقصى بتفاصيل وانعكاسات تلخص واقع الحياة والكون والتعاملات الانسانية ، لتعكس هذه المشاعر الانسانية غير المرئية لأحد فى غرفة نوم ملخص حركة الكون وانفعالات مفرداته بين الغضب والفرح والسخط والرضا .
    فهى طبيعة الأشياء والسنن وربما بل ويقيناً هى انفعالات مفردات الكون ورموزه التى نجهل عنها الكثير فهل هى انفعالات دون فعل وهل تحدث تلقائياً دون مقدمات ودوافع ، اذ كيف يشتد البرد ولماذا ؟ قبل السؤال عن كيف يحدث الخصام بين زوجين حبيبين ، فغموض هذا من غموض ذاك .
    ولماذا يغضب الانسان وما هى أصول وجذور هذا الشعور ، ولماذا وكيف يغضب الكون وتزمجر الريح وتهيج العواصف تقتلع وتقتل فى غضب وعنف ؟ فغموض هذا من غموض تلك .
    وكيف تشرق شمس الوجه بالبهجة والرضا وكيف ترضى الشمس كل هذا الرضا فتعطى الجميع دفئها ونورها بنفس راضية وعطاء بلا حد تعفو وتصفح وتعطى دفئها حتى للخطائين والمشائين بالفساد والعوج وتحتضن الناس أجمعين مؤمنهم وكافرهم غنيهم وفقيرهم صالحهم وفاسدهم .. ليحتضن هو يدها فى حنان ، فما هذا التجلى الكونى الابداعى الذى لا نملك معه الا أن نقول : سبحان الله ونحن نشاهد هذا التناسق الكونى وتلك اللوحة متناغمة الألوان ، وحركات ومظاهر حب وخصام وغضب وعفو وحنان ومطر ودموع واشراقة شمس واشراقة وجه ضحوك واندساس الكون واختباؤه صامتاً فى ليل قارس البرودة ، ثم احتضان الكون لضوء النهار ، فى حركة انسانية كونية لا نبصرها فقط فى غرفة نوم بل نرصدها فى كون تتفاعل مفرداته وتصمت وتخاف وتزمجر وتغضب وترضى وتحب وتحنو وتخاصم وترضى وتحزن وتضحك .

    تجديد ابداعى

    انها محاولة ابداعية تكاملية واسهام انسانى تشكر مبدعتنا عليه لتخفيف الاحتقانات العاطفية الانسانية ؛ فشأنها شأن كونى وليس زوجى أو انسانى فقط ، وهى قراءة فلسفية واحالة كونية للانفتاح بالمشاعر الانسانية المحدودة على آفاق أرحب وأوسع .
    وتلك معالجة جديدة وهادفة من شأنها تجفيف منابع الغضب والخصام بين شريكين فى بيت واحد ؛ فالباب يفتح أمام أعينهما على شراكة كونية ملحمية فى تلك المشاعر جميعها ، وعندما يكتشفان أن تلك هى سنة الكون وتلك طبيعته اذ يغضب ويخاصم ويقسو ويُظلم ، وسرعان ما يعود راضياً حانياً مضيئاً ، تنطبع روحهما ونفساهما بالسنن ولا يقدر الشيطان على أخذهما بعيداً فى مضايق الاصرار والعناد ليخالفا طبيعة ما فطر الله الكون كله عليه وليس الانسان وحده .

    التصوير الفنى

    " صمتٍ قارسِ البرودةِ " .. " الفرحةُ تملأُ أحلامَها " .. " تلبدتْ سماءُ قلبيهما بغيومِ الغضبٍ " .. " أشرقت شمسُ العفوِ " .. " انقشعت سحبُ الخصامِ " .. " أمطرت سماءُ حبِهِما " .. " أقفلت خلفهُ بابَ شتاءِ القلب " .
    خدمت الصور الفنية جميعها بلا استثناء المعالجة الابداعية والهدف الموضوعى بتوسعة لوحة المشاعر والعلاقات الانسانية أو حتى نقلها من حيز البيت المغلق الى معرض لوحات الكون ، ليصطف الغضب والفرح والسخط والرضا الانسانى المحدود الى جانب شريكه الكونى الرحب ، حتى لا تنغلق العلاقات بأبواب الاصرار والعناد والنفور ولتفتح المشاعر على أبعاد وامتدادات من شأنها توسيع الأفق الانسانى وانشراح الصدور والانطلاق والانتقال من قسوة وبرودة المشاعر الى دفئها ومن ظلمة الخوف والقلق الى رحبة الطمأنينة ومن ضيق الخصام الى رحابة الحب ودفء الحنان ، لتغلق أبواب القسوة والجفوة وتفتح ميادين السعادة الممتدة باتساع الكون والحياة .
    فالكون - والحياة - مليئ بالبهجة والفرحة ، وينتظر أن يتحرك الانسان فقط ويبادر بغلق باب شتاء العواصف والغضب لتستقبله الحياة بمظاهر واشراقات وبشريات وفتوحات الحب والرضا والسعادة .

  2. #2
    الصورة الرمزية خلود محمد جمعة أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    المشاركات : 7,724
    المواضيع : 79
    الردود : 7724
    المعدل اليومي : 2.01

    افتراضي

    كما عودنا اديبنا الكريم على الرؤية النقدية المتعمقة والتي تسبر اغوار الحرف بكل مهارة واتقان
    شكر بحجم حضورك على الرؤية الرائعة التي أعطت للنص ابعاد اخرى من خلال التحليل الموضوعى و التصوير الفنى
    بوركت وكل التقدير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    قراءة نقدية رائعة لعمل اكثر من رائع
    أخي الأديب والناقد المبدع / هشام النجار
    تثري مكتبتنا الأدبية هنا بقراءاتك القيمة

    تحياتي لك ولأديبتنا الراقية / خلود
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  4. #4
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Aug 2014
    المشاركات : 842
    المواضيع : 4
    الردود : 842
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    قراءة فيها بعض الانطباعية وبعض التحليلية بأسلوب جيد

  5. #5
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.82

    افتراضي

    قراءة نقدية رائعة
    زاد بها النص الجميل جمالا

    شكرا لك أخي هشام النجار وشكرا للأخت خلود للقصة الرائعة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. رؤية نقدية لقصة " المهنة مراسل حربى " للأديبة هبة الله محمد حسن
    بواسطة هشام النجار في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 14-06-2022, 09:41 PM
  2. رؤية نقدية لقصة " خمس دقائق أخرى " للأديبة خلود جمعة
    بواسطة هشام النجار في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 02-10-2021, 01:25 PM
  3. رؤية نقدية لقصة " اللقيمات الحانية " للأديبة غادة يسرى محمد
    بواسطة هشام النجار في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 14-09-2017, 07:33 PM
  4. رؤية نقدية لقصة " الوديعة " للأديبة آمال المصرى
    بواسطة هشام النجار في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 21-11-2014, 02:44 PM
  5. رؤية نقدية لقصة " صياد " للأديبة الكبيرة ربيحة الرفاعى
    بواسطة هشام النجار في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 12-10-2014, 12:07 PM