لا تتعامل مع الصالحين:
تلك المقولة تطبق عمليا فى مجتمعات الرشوة
ذلك ان الصالح له منهج يحركه وهو الا يصدر منه فعل يراه بمنهجه الاسلامى انه سيئا
والمنهج الاسلامى يجعل الحركة المالية بالدولة المسلمة كحركة الدماء بجسد الانسان وذلك ان القلب بالجسد بمثابة البنك الاسلامى وخلايا الجسد بمثابة الشعب
لذلك فان ثروات البلاد تنتقل خلال الدولة , مع ثبوت ملكية الافراد , من القلب الى افراد الدولة وتعود للبنك ثانية دون ان يكون هناك معاملة ربوية فى شىء لذلك فان افراد الدولة يأخذون نفس الحقوق وينمون سويا دون علو فرد على اخر فى شىء والكل يعمل فى انتاج ما هو طيب لنمو الدولة وجعل صفاتها عليا بالاسلام
اما فى المجتمعات التى عطلت شرع الله سبحانه وتعالى فالعلم ليس له قيمة
اذ ان الامر وفق منظومة الفهلوة والرشوة
لذلك فان التنافس على الحصول على الاموال بعد ان صار هو معيار تحقيق الكمال لان به يلبس الانسان ويأكل ويجعل له هالة فى ظاهرة جعلت الكل ينظر الى المال على اساس انه هو اساس الكمال حتى دخل ذلك الامر فى الاسلاميين الذين يبحثون على الحسب والغنى
بالتالى صار المال هو الهدف الاعلى توظف اعمال القلب والجوارح للوصول اليه وصار من يعطل الحركة المالية للفرد هو العدو اللدود حتى صار هناك من ينشأ دائرة ماليه لرئيسه فى العمل كى يكون هو احد اعضاء تلك الدائرة
وصارت تلك منظومة دولة المرتشين
بالتالى ما ان يظهر على السطح احد المخالفين(الصالحين) لتلك المنظومة الا ونظر اليه الجميع بالسخرية,حتى ممن يدفع الرشوة, وتم تعطيل حاجته لانه خالف الديانة الجديده وصار صابئا بها وتم التعامل معه من ذلك المنطلق ان لم تؤمن بمنهجنا فانت عدو لنا
وقد ساعد على ذلك ان مال الرشوة هو العمود الاساسى المحرك للبيت
حتى صار العمل بتلك المواقع يدفع له الرشوة والمحظوظ هو من اجيبت دعونه
حتى صار العمل مع الصالحين يعتبر شيئا سيئا يفسد الحياة ويعطل المصالح
ثم ما ان ينادى للصلاة الله اكبر تجد كبيرهم يتصدر الامامة ويجلس الصالح بينهم مذموما خشية ان يكون عدوة تنتقل فتذكر الجميع بايام فقرهم الماضية وقيمة الرشوة التى دفعها فى ذلك المنصب
وما ان يتم التسليم
يذهب كل فرد لاقامة المنهج الذى اتفق عليه
ويعود الصالح للبيت كسيرا بين ابنائه وزوجته لينظر اليه الجميع انت فاشل ليكون غريبا فى دنياه وفى بيته
الا لعنة الله على المرتشين