العودة الى الديار
العودة الى الديار :
كل مهاجر ومسافر يحلم بيوم عودته الى دياره وخاصة ان كانت صفات دياره هى الحسن وتعلو صفات الديار التى هو بها
لذلك هذا هو السؤال الذى يجب ان توحد عليه البشرية ماهى دياركم
وحقيقة ما تمر به البشرية من يوم الى اخر من موتها يدل على ان هناك ديارا اخرى تذهب اليها البشرية
والبشرية قد وضعت فى ديار الحسن فى بادىء امرها لبيان علو رحمة الله سبحانه وتعالى وانه سبحانه يتعدى برحمته قبل عقابه سبحانه وتعالى فهو رب العالمين سبحانه وتعالى وهو الرحمن سبحانه وتعالى ولم يجعل العقوبة الا لمن ترك ديار الحسن مختارا بمشيئته بعد اقامة بيان الحسن له
قال تعالى {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ }البقرة35
والجنة هى دار السلام بها كل حسن يعبر عن علو صفات الله سبحانه وتعالى وبها من النعيم ما يعبر عن حب الله سبحانه وتعالى لساكنيها فيكون هناك ما ليس له منتهى يبين حب الله سبحانه لساكنى تلك الديار بعدم انقطاع اللزة وعدم الملل منها والشوق اليها فى وجود غيرها ليتقلب الانسان من نعيم الى اخر وان واحدة منها لتكفى ان يحيا النعيم الا ان نعم الله سبحانه وتعالى لا تحصى
قال تعالى {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ }التوبة21
فكانت حياة الانسان الاولى بتلك الدار ونظرا لأنه له خلافة فى الارض ان اقامها وفق مراد الله سبحانه وتعالى لم تنقطع عنه صفات داره الاولى وصار يتمنى عودته الى داره الاولى هدفا
والله سبحانه وتعالى جعل هناك شرطا ان حققه كان داره التى هو بها الان لها من صفات داره الاولى الا انها ليست هى
وشرطه سبحانه وتعالى ان تحيا البشرية فى دارها الان فى اعلى صور الكمال وذلك من خلال اقامة مراده سبحانه وتعالى
والكمال لا يقام الا وفق مراده سبحانه وتعالى ومراده سبحانه وتعالى هو عبادته وعدم الشرك به
وعبادته سبحانه وتعالى لا تعنى الصوفية المتقوقعة فى الكهوف والادغال ولكن تعنى اقامة عمل الجوارح الباطنة والظاهرة وفق مراد الله سبحانه وتعالى بالعمل بشرعه سبحانه مع المحبة والتعظيم له سبحانه وتعالى
قال تعالى {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }البينة5
قال تعالى {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً }النساء57
ومراد الله سبحانه وتعالى يكسبك اثار صفات الله سبحانه وتعالى الدالة على محبته لك سبحانه وتعالى
بالتالى كنت فى حسن يليق بأنك عبد من له الصفات العلى فى كنت فى حسن فى القول والفعل والنتيجة
قال تعالى (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً{63} وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً{64} وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً{65} إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً{66} وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً{67} وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً{68} يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً{69} إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً{70} وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً{71} وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً{72} وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً{73} وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً{74} أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَاماً{75} خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً{76} ) الفرقان
فكانت الخلافة فى اعلى درجات الحسن وكانت البشرية فى اعلى درجات الحسن الذى يعبر عن العبودية لمن له الصفات العلى سبحانه وتعالى فكان الحسن هو صفات تلك الدار التى نحياها الان وصار هناك صراط بينها وبين تلك الدار الاولى
قال تعالى {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً }النساء175
لكن الذى حدث هو انقطاع البشرية عن دارها الاولى باختيارها وارادت ان تجعل تلك الدار هى مقرها الا ان ذلك ليس باختيارها فان الموت قد قضى على ذلك الامل
ليكون لا محالة فى الرجوع
ولكن الرجوع ونحن نحمل صفات دارنا الاولى سيجعلنا على بينة من تلك الدار اذ سبيل الوصول اليها هو ذلك الصراط الذى امرنا بتحقيقه وعدم البعد عنه
اما من هجر ذلك الصراط وعمل بغيره محبة وتعظيما له
قال تعالى {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }الصف5
لذلك لابد من اقامة صراط عودتنا لدارنا الاولى بصفاتها الحسنى
والا سنحيا غرباء بذلك المهجر ونعود فى غربة موحشة اسوأ من غربة اليوم غربة خالدة بصفات خالدة فى الالم والحزن والشقاء
قال تعالى {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }الزخرف67
قال تعالى ( وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ{49} سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ{50} لِيَجْزِي اللّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ{51} هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ{52} )ابراهيم
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاملة بدارنه
