ثمار اليوم:
كل زمان له عقوبته التى تعبر عن المنهج الذى يحكم العباد
فقبل ان يهبط الانسان الى الارض كانت الارض بما فيها من نعم فى اعلى صور الكمال اذ انها على اصل خلقتها كما شاء الله سبحانه وتعالى وخلقتها كانت فى العلو والكمال ما يدل على علو صفات الله سبحانه وتعالى
قال تعالى {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ }الأعراف56
والاحسان هو فهل الشىء وفق مراد الله سبحانه وتعالى فصارت العبادة لله تعبر عن العلم بمراد الله سبحانه والعلم بصفاته سبحانه وتعالى فكنا كأننا نراه ونحن نقيم فعل الخلافة فى الارض افعل هذا ولا تفعل هذا ودع هذا وائتى بهذا واذهب الى هذا واعلى هذا واهبط بهذا فكان مراد الله سبحانه يجرى على جوارحنا بتحقيق الاحسان فكانت (إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) هى حالنا
فلما هبط الانسان الى الارض وصار خليفة له قدرة التعدى على ما حوله فى تغيير هيئة الشىء صار الاصلاح هنا له القياس وصارت خلافة الانسان لها قياس ان تم تحقيقه صار نعم الخليفة وان اساء سار بئس الخليفة فى الارض
والقياس هو تحقيق مراد الله سبحانه وتعالى
والله سبحانه وتعالى سخر له كل شىء يمكن ان يتناوله بيده
قال تعالى {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الجاثية13
بالتالى ان حقق الانسان مراد الله سبحانه وتعالى بتطبيق شرعه سبحانه وتعالى وصار يتعامل مع ما حوله وفق ذلك الشرع صارت افعاله لانه بشرع الله سبحانه وتعالى كأنها افعال الله سبحانه وتعالى الا انها من البشرية
بالتالى كانت البشرية هنا فى علو بتحقيق العبادة لله سبحانه وتعالى يجعلها فى خلو من السوء وصار الحسن من الكون حوله هو المعاملة
الا ان الانسان تحول عن شرع الله سبحانه وتعالى واقام شرعا اخر وبدل وغير فيما حوله فكان الفساد فى البر والبحر
قال تعالى {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }الروم41
فصرنا نذوق كل خبيث نتيجة اعمالنا الا اننا نصر على عدم الرجوع
حتى صار هناك افراد لهم هالة ولهم ضخامة انتجوا فاكهة تعبر عنهم
لونها جميل وشكلها كبير وما ان تتذوقها الا وتجد مرارة تجعلنا نلقى بها
فلما لم يكن هناك غيرها طعمناها وارضعناها لأبنائنا فنبت اولادنا وهم يحملون صفة المرارة والخبث لتلك الفاكهة ثم نشتكى من مرارتهم وخبثهم لنا
فيأتى السؤال متى سنلقى بالشرع الذى انتج لنا تلك الالوان والاحجام من البشرية ذات الطعم المر والخبيث
ونعود الى شرع من له الصفات العلى لنعود الى العلو فى كل شىء حالا وحياة ومئالا