الإدمان :
الادمان هو نزع الارادة من الفرد حتى تكون اقواله و افعاله كلها فى اتجاه تحقيق ما ادمنه حتى يكون عبدا لما ادمنه فيتنازل عن كل شىء ويحب ويكره وفقا لمن ينجيه من نار نقص مادة الادمان فى جسده

لذلك وفى ظل تعطيل شرع الله سبحانه وتعالى فكلنا صرنا مدمنين
ذلك ان الله سبحانه وتعالى لا يقبل العبادة من مجنون ومعنى لا يقبل هو ان عقل الفعل والقول والتطهر لابد ان يكون حاضرا اثناء تحقيق العبادة
لذلك فان الله سبحانه وتعالى رفع التكليف عن المجانين
قال صلى الله عليه وسلم (رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثلاث: عن الصَّبِى حَتَّى يَبْلُغَ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ(

وفى ظل تعطيل شرع الله سبحانه وتعالى صار الادمان متنوعا
فهذا ادمن سلطانه وعلى استعداد ان يبيد شعبه ان اراد ان يخرجه من ذلك السلطان
وهذا ادمن نفاق رئيسه حتى انه يرى النور ظلاما بعينى رئيسه
وهذا ادمن الرشوة حتى صارت قانونا مفعلا بالمؤسسات
وهذا ادمن المخدرات حتى صار على استعداد ان يتنازل عن اى قيمة تحقق له جرعة مخدرة

والحلول التى تطرح لعلاج الادمان هى فى الحقيقة تعبر عن المدمنين فى ان يكون هناك جرعة زائدة وبمتعة مختلفة
لذلك فالكل يسافر ويبحث ويقول علينا بتجربة حلول الدولة كذا فى امر ما
ولا يعلمون ان اى حل فى اى مؤسسة ما هو نتج تداخل كل مؤسسات الدولة وان الامر ثقافة كلية تحكم الشعوب وصار الامر ادمانا لهم فى ذلك الاتجاه فنجاحهم فى صناعاتهم صار ادمانا
واختلاف درجة الجودة لاختلاف درجة ادمان الجودة من دولة الى اخرى
فى حين ادمان الفشل لا يقيم صناعة جيدة مستوردة

لذلك حتى نخرج من ذلك الادمان خروجا سريعا ويكون نتيجته ان نصل الى اعلى مراتب الادمان للحسنى
هو ان نقيم شرع من له الصفات العلى سبحانه وتعالى
ذلك ان شرع الله سبحانه وتعالى يعبر عن علو صفات الله سبحانه وتعالى
بالتالى هو لا يحرم النفس من شىء يسعدها
بل يجعل السعادة بها حتى تفيض الى الاخرين
لذلك فاقامة شرع الله سبحانه وتعالى لا تنزع الاموال من الافراد ولا تنزع السلطان من الافراد
الا انها من اجل ان يحيا الانسان السعادة بمعناها الصحيح فهى تجعل عقله فى اعلى درجات الكمال لذلك فهى تنزع مسببات ذهاب العقل
بالتالى لمن يريد ان يذهب عقله لماذا تريد ان يذهب عقلك
هنا جاء الاسلام وافاض عليه بكل النعم حتى ذهبت اسباب الزيغ فان اراد ان يزيغ فان الاسلام ابتداءا اغلق عليه وجود ما يسبب له الزيغ فصار البحث عن مسببات الزيغ معدوما وهناك عقوبة ان اقامها ورؤيت عليه بما يكفى من الشهود
وذلك ان الاسلام يجعل ثروات البلاد تدور بين شعب الدولة المقيمة للاسلام كما تدور الدماء بالجسد فالقلب بمثابة بنك الدولة والخلايا بمثابة الشعب فلا تجد خلية ما خالية من حقوقها فى الثروات الداخلة الى البلاد لذلك كان هناك الجسد الواحد الذى اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالحمى والسهر
لذلك فعوام الشعب لهم نفس حقوق رئيس البلاد اذ ذهب ما يجعلها تكنز وتهرب الى خارج البلاد فان الاسلام قد جعل الاموال كلها تدور مع الشعب بالتالى نزع القلق على اولاد الرؤساء واولاد الفقراء
وكل اتيح له اظهار نبوغه وتفوقه وعلوه وتميزه فى العلم والتقدم فكان هناك التنافس الذى يعلى الدولة الى علو يليق بأنها تقيم شرع من له الصفات العلى
بالتالى كان الولاء والانتماء لتلك الدولة فى اعلى درجات الكمال
كما ان الاولاد نتج زواج صحيح بالتالى صار هناك الاطمئنان على وصول نتج نبوغى الى من خلفى من اولادى فكان ولاءا اكثر للدولة
كما ان اطمئنانى ان هناك امرأة مسلمة تخضع للاسلام وتقيمه محبة جعل اسباب زوال العقل منفيا وصار هناك الطمأنينة حالا يصبغنى
كما ان اطمئنانى نتيجة علو شرع من له الصفات العلى سبحانه قد جعلنا كالجسد الواحد صير خلايا الجسد كله مسئولة عن سلامة الخلية الواحدة فنزع السوء من القلب فلا بغضاء ولا حقد ولا حسد فلايكون هناك الا الحسنى
ثم لا يلبث ان يكون حب الله ورسوله لعلو صفات الله وسبحانه وتعالى وعلو صفات رسوله البشرى صلى الله عليه وسلم ادمانا
هنا كانت السلامة فى اعلى درجات صفاتها
عندها يكون موتى فى نصر الاسلام واهله ادمانا اذ صار هناك ادمان المحبة لله ورسوله
عندها كنت من المخلصين حيث خلصت من ادمان كل شىء وادمنت حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
قال صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس أجمعين )