ويل للعرب

ويل للعرب :
دخل النبي- صلى الله عليه وسلم- ذات يوم في بيته بيت زينب رضى الله عنها، وهو يقول : (ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج كهذا وحلق بين إصبعيه، قالت له زينب رضى الله عنها: يا رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون، قال: نعم، إذا كثر الخبث )
حتى يكون هناك التفكير الصواب لابد ان نضع بداية قواعد التفكير :
رسول الله صلى الله عليه وسلم كلامه جمع الكمال كله بالتالى فان كل كلمة هى الاعلى فى توصيل مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما ان ترتيب الكلمات هو الاعلى فى توصيل الفهم الصواب
بالتالى استبدال اى كلمة باخرى او استبدال فى الترتيب فانه يؤدى الى نقص المعنى عن كماله

لذلك فكلمة ويل للعرب هو اسلوب قصر وحصر وترهيب وتخويف
اى قصر الويل على العرب
فلماذا هنا جىء بلفظ العرب ولم يؤت بلفظ المسلمين او المؤمنين؟
من الاستحالات ان يتعارض لفظ رسول الله مع كلام الله سبحانه وتعالى
قال تعالى {أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ }الجاثية21
بالتالى فان المسلمين والمؤمنين ,وهم من اقاموا توحيد العبادة لله سبحانه وتعالى واقاموا شرعه الذى يجعل صفات اهل الاسلام فى علو يليق بأنهم عباد من له الصفات العلى سبحانه وتعالى, منفى عنهم ان يكون ذلك الويل لهم
كما ان مجىء كلمة العرب صارت تعنى عالمية الوصف والترابط بين العرب اى صار لهم قوانين العربية تربطهم بعيدة عن الاسلام
ومعنى ذلك ان شرع الاسلام قد عطل فى زمن حدوث ذلك الشر الذى يحمل الويل وصفا له
وكلمة شر جاءت نكرة والنكرة تفيد العموم فى عموم الشر حتى يكاد العرب ان يجهلوا مصدره فاما انقطاع الخير من السماء او ان يأكل بعضهم بعضا او او تشرزمهم فى البلاد او ان يجعل اعزة اهلها ازلة او كل ذلك فى وقت واحد
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج ، قالوا : وما الهرج يارسول الله قال القتل القتل)
ثم قامت ام المؤمنين زينب رضى الله عنها بسؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم سؤالا (انهلك وفينا الصالحون )
اذ ان الصلاح لابد ان يؤدى للنجاة وتلك قاعدة يعلمها اهل الايمان جميعا وهى مستقرة عند ام المؤمنين زينب رضى الله عنها فكيف يكون هناك الويل فى وجود الصالحين)
لتكون الاجابة شافية من رسول الله صلى الله عليه وسلم (نعم اذا كثر الخبث )
ومعنى ذلك ان الصالحين موجودون الا انهم ليسوا ذات سلطة فعالة فى البشرية اى ان الاسلام هنا صار معطلا عن تحقيق مراد الصالحين بالتالى صار الصالحون مجرد سكانا للارض وليسوا قادة لها وسرعة نفوذ سلطة الباطل اسرع من سرعة دعوى الصالحين كما ان الصالحين صاروا محل عقاب اهل الفساد
فصار الخبث هو الذى يحكم ارض العرب
او ان الصالحين صاروا يحيون مع اهل الباطل دون دعوة منهم نافذة لأهل الباطل يصبرون عليها
قال صلى الله عليه وسلم )مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا؛ كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ, فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا, وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا, فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِن الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ, فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا, فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا, وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعً(
وقال تعالى ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ* كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) المائدة:79

فكان الويل جزاءا لما قدموا حتى يكون عقابا من الله سبحانه وتعالى فيؤخذ الجميع بمعصيتهم فيحيون الويل لتبدا سلسلة الفتن تسرى بأرض العرب والارض جميعا حتى يقام شرع الله سبحانه وتعالى فيكون الكمال بينهم ثم تقع علامات الساعة الكبرى
كخروج يأجوج ومأجوج وهما قبيلتين من بنى ادم الا انهم مفسدون فى الارض
قال تعالى {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً }الكهف94
كما لا تملك البشرية حيالهم شيئا اذ ان امرهم قدرا كونيا وتنكسر البشرية لهم حتى يحجز اهل الايمان مع عيسى عليه السلام فيأمر الله عيسى عليه السلام - ألا يقاتلهم، بل يتوجه بمن معه من المؤمنين إلى جبل الطور، فيحصرون هناك، ويبلغ بهم الجوع مبلغا عظيماً، فيدعون الله حينئذ أن يدفع عنهم شرهم فيرسل الله عليهم الدود في رقابهم فيصبحون قتلى كموت نفس واحدة، وتمتلئ الأرض من نتن ريحهم، فيرسل الله طيراً كأعناق الإبل فتحملهم وتطرحهم حيث شاء الله . ويأمن الناس وتخرج الأرض بركتها وثمرتها، حتى تأكل الجماعة من الناس الرمانة الواحدة، ويكفي أهل القرية ما يحلبونه من الناقة في المرة الواحدة .

فهل ننقذ انفسنا من الأن ونقيم شرع من له الصفات العلى سبحانه وتعالى فيكون هناك الترابط الايمانى المحمول على صفات رضى الله سبحانه وتعالى فيكون فعالا فى رد الفتن القادمة

تحليل طيب لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
واستلهام ذكي لمضمون الحديث

دمت بخير

تحاياي

نسأل الله السلامة

الخبث والمعاصي من أسباب هلاك الأمة إذا كثر، ولا حول ولا قوة إلا بالله
قال صلى الله عليه وسلم: إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه

إنكار المنكر بالفعل واجب
فإن عجز فبالقول
فإن عجز فبالقلب